هل تتجاهل "إسرائيل" الإرهابيين اليهود؟

يديعوت أحرونوت

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن مستوطنين هاجموا مجموعة من الفلسطينيين في بلدة حوارة بالقرب من نابلس، وقاموا بتخريب مقهى في المكان، وعلى الرغم من عدم الإبلاغ عن وقوع إصابات، أظهرت لقطات أمنية حدوث أضرار كبيرة في المبنى، بينما شوهد المعتدون وهم يفرون من المقهى.

يتجاهل السياسيون والجيش الإسرائيلي والشرطة تكرار الهجمات المتزايدة التي يقوم بها المستوطنون في الضفة الغربية، مضيفةً، يبدو أنه لم يتم القبض على أي شخص فيما يتعلق بالاعتداء حتى الآن، وليس من الواضح ما إذا كان قد تم فتح تحقيق أم لا، نظرًا لأن الهجوم وقع في قرية حوارة، فمن المحتمل ألا يكون له أهمية كبيرة بالنسبة للسلطات، وكأنها تقول: "لا شيء يمكن رؤيته هنا".

في تقرير عن الحادث، كتب الصحفي "يوسي يهوشع" أنه في الأيام العشرة التي سبقت الحادثة، وقع ما لا يقل عن 40 هجومًا نفذها متطرفون يهود في جميع أنحاء الضفة الغربية_بمعدل أربعة يوميًا، لكن ليس الفلسطينيون وحدهم مستهدفون، فبعض الهجمات تستهدف قوات الجيش الإسرائيلي.

بغض النظر عن خطورة هذه الحوادث، فإن بعضها يقتصر على الكتابة على جدران المنازل والشركات الفلسطينية، والبعض الآخر يهدف إلى إلحاق الأذى الجسدي_ فإن أعدادهم المرتفعة تدعو للقلق، وإذا كانت هذه الأرقام دقيقة، فسيبدو أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم من يقفون وراء جهود إشعال الضفة الغربية، التي تعاني بالفعل من زيادة التوتر.

يشار إلى أن الإرهاب اليهودي ليس بالأمر الجديد، لكن بالنظر إلى المناخ السياسي، كان من المفترض أن تؤدي مثل هذه الزيادة في العنف إلى تحرك فوري من قبل الحكومة، وأكثر من ذلك، من الأجهزة الأمنية والجيش الإسرائيلي والشرطة.

حتى وسائل الإعلام الإسرائيلية كان عليها أن تدرك الحاجة إلى الإبلاغ عن تصاعد الهجمات التي ينفذها اليهود_ خاصة بعد أن بدأت أخيرًا في الإبلاغ عن العنف في الوسط العربي، وهو مجال آخر تم تجاهله.

وأعربت الصحيفة عن أن الهجوم على المقهى في حوارة لم يسفر عن سقوط قتلى، بالتالي لن يطالب ضحايا الاعتداء الحكومة بإجراءات أو يطالبون بتحقيق العدالة. لأن ذلك حدث في حوارة، حيث ليس من المعتاد الصراخ "حكم!" كل ساعتين.

وأضافت، لا أقول إن الإرهاب اليهودي هو السبب في غض الطرف عن "العنف" الفلسطيني المستمر ضد سكان المستوطنات الإسرائيلية أو الجيش أو الشرطة، لكن رفض إسرائيل الاعتراف بالأحداث التي ينفذها اليهود في الضفة الغربية هو حماقة غير مقبولة، وإن لم يكن مفاجئًا تمامًا بعد 55 عامًا من الاحتلال.

وأكدت أن تجاهل مثل هذه الاعتداءات والتقليل من أهميتها وعقيدة "ماذا عن" -السائدة- تضيف رياحًا في أشرعة المتطرفين وتسمح لهذا النوع من السلوك بالاستمرار، لدرجة أن حتى التنديد بمظاهرها المخزية يبدو مضيعة للوقت، وكل ما تبقى هو التحذير من اندلاع الانتفاضة القادمة.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023