السعودية على طريق التطبيع مع "إسرائيل"

حزيت ميديا



بموجب الاتفاق المتبلور بين تل أبيب-والرياض-وواشنطن، ستفتح المملكة العربية السعودية مجالها الجوي أمام عدد غير محدود من الرحلات الجوية الإسرائيلية، في خطوة من شأنها تغيير سوق الطيران بشكل جذري، في المقابل، ستوافق "إسرائيل" على نقل السيادة على جزر تيران وصنافير من مصر إلى المملكة العربية السعودية.

حافظت "إسرائيل" والمملكة العربية السعودية على علاقات غير رسمية وتعاون سري لسنوات عديدة، ولكن الآن، على خلفية العدو المشترك، والتهديد من إيران "لإسرائيل" والرياض، قررت المملكة العربية السعودية توثيق العلاقات لصالح الجانبين.

ويجري حاليًا إبرام اتفاق بين المملكة العربية السعودية ودولة "إسرائيل"، ستسمح فيه المملكة العربية السعودية بفتح مجالها الجوي بالكامل أمام الخطوط الجوية الإسرائيلية.

وتقول المصادر إن الشخص الذي يقف وراء المبادرة هو ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، الذي يرغب في إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع "إسرائيل"، لكنه غير قادر على القيام بذلك؛ بسبب معارضة والده الملك سلمان.

حاليًا، المجال الجوي للمملكة العربية السعودية مفتوح أمام الرحلات الجوية الإسرائيلية إلى الإمارات العربية المتحدة والبحرين، كجزء من الاتفاقيات الإبراهيمية، وكذلك لشركة الخطوط الجوية الهندية "إير إنديا" التي تسافر من الهند إلى "إسرائيل".

كما ذكرنا، فإن هذا الوضع على وشك أن يتغير بشكل كبير، عندما تكون طائرات الشركات الإسرائيلية والشركات الأجنبية في طريقها إلى "إسرائيل"، قادرة على المرور عبر الأجواء السعودية دون قيود، ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى تقصير أوقات الرحلات من "إسرائيل" إلى وجهات في الشرق الأقصى، والتي تعد حاليًا طويلة ومكلفة بشكل خاص.

مقابل فتح الأجواء السعودية، تعهدت إسرائيل بنقل جزيرتي تيران وصنافير من السيادة المصرية إلى السيادة السعودية. هاتان الجزيرتان غير مأهولتين ولكنهما تشكلان أصلًا استراتيجيًا وتتحكمان في مدخل خليج إيلات.

في الواقع، اتفقت مصر بالفعل مع المملكة العربية السعودية على صفقة مقابل مساعدة اقتصادية لمصر، ولكن منذ إعادة الجزر إلى القاهرة كجزء من الاتفاقية الموقعة في كامب ديفيد، فإن النقل إلى دولة ثالثة يتطلب موافقة دولة "إسرائيل".

المرافق لهذه الخطوة المهمة هي الإدارة الأمريكية التي تطمح إلى زيادة إنتاج النفط السعودي من أجل خفض أسعار النفط العالمية التي ارتفعت بسبب الحظر المفروض على النفط والغاز الروسي في أعقاب الحرب في أوكرانيا.

في حين وصلت التفاهمات بين تل أبيب-والرياض-وواشنطن إلى مراحلها النهائية، لكن التفاهمات النهائية لم يتم التوقيع عليها بعد.

ويقول المعلقون إن تأجيل زيارة الرئيس بايدن إلى المنطقة، من نهاية حزيران/يونيو إلى الشهر المقبل، نابعاً من رغبة الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق شامل قبل الزيارة، من أجل تحقيق نصر دبلوماسي للرئيس الأمريكي.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023