ساعر يبحث عن مذنب عربي

هآرتس
مقال التحرير
ترجمة حضارات




يجب رفض المحاولة المخزية لإلقاء اللوم في الأزمة السياسية الحالية على أعضاء الكنيست العرب بشكل قاطع.

يتطلب الأمر قدرًا كبيرًا من الجرأة لتوقع منهم دعم القوانين التي تضمن الفصل العنصري في الأراضي المحــ ــتلة، ترسي المكانة المتدنية لإخوانهم الفلسطينيين في الديكتاتورية العسكرية الإسرائيلية و "تنظم" امتيازات المحــ ـتلين المدنيين.

ليلة الثلاثاء، رفض الكنيست الاقتراح بتمديد سريان قوانين الطوارئ التي تطبق القانون الإسرائيلي في الضفة الغربية.

وعارض عضوا الكنيست مازن غنايم من راعام وغيداء ريناوي الزعبي (ميرتس)، وتغيب رئيس حزب راعام عن التصويت، منصور عباس.

لكن الاقتراح لم يسقط؛ بسبب أعضاء الكنيست العرب، ولكن لأن مؤيدي المستوطنات في المعارضة (وكذلك عضو الكنيست عيدات سيلمان، التي كانت غائبة أيضًا) الذين كان من المتوقع أن يدافعوا عن مشروعهم السيئ السمعة - وضعوا أولويتهم هدفًا آخر- للإطاحة بالحكومة- وكانوا على استعداد لدفع ثمن انتهاء صلاحية اللوائح، هم وحدهم يتحملون المسؤولية.

يقود الحركة السياسية الحالية وزير العدل جدعون ساعر، قبل التصويت، أوضح أن تمديد اللوائح "يمس جوهر المصلحة الوطنية لدولة "إسرائيل" والمجتمع الإسرائيلي"، وأن "إزالة الصلة القانونية بين "إسرائيل" والضفة الغربية وجعلها فعلاً لكيانان مختلفان هو كابوس قانوني ووطني، وهذه الأشياء صحيحة بغض النظر عن موقف سياسي أو آخر ".

ساعر مضلل عن علم، ترتبط تصريحاته وأكثر "بموقف سياسي أو بآخر". فقط اليمين الأيديولوجي العميق، الذي يدعم الضم، يرى في وجود المشروع الاستيطاني "جوهر المصلحة الوطنية لدولة "إسرائيل"، بينما يرى معارضو الاحــ ـتلال، وبالتأكيد أولئك الذين هم على اليسار، المشروع الاستيطاني على أنه جريمة دولية تقوض السلام ولو جزئياً وقيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية.

وأوضح ساعر أنه بالنسبة له- "عضو في الائتلاف لا يؤيد - يعمل بنشاط من أجل التفكيك "أي أوضح أنه بالنسبة له خط أحمر سيكون على حق في تفكيك الحكومة من أجله.

لكن إذا كان ساعر يبحث عن مذنبين لفشله، فسوف يبحث عنهم بين مؤيدي المستوطنات، وسيقول لهم هذا: إذا كنتم تريدون أن تكون هناك أنظمة طوارئ في الضفة الغربية، فأنتم مستعدون لدعم القانون..

إذا لم يكن كذلك؛ فلن تكون هناك أنظمة وسنتعامل مع قرار الأغلبية كما نفعل في الديمقراطية، أما إذا أراد ساعر بالمقابل اسقاط الحكومة؛ لأنه يحلم بالعودة إلى منزله السياسي القديم.

لكن عليه أن يتوقف عن البحث عن كبش فداء عربي، يتهمه ويشن حملة سياسية على ظهره.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023