هل تعمل "إسرائيل" على قلب نظام آية الله؟

موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات




صعدت "إسرائيل" من نشاطاتها ضد إيران، وانعكس ذلك في سلسلة من الأنشطة السرية للموساد الإسرائيلي داخل إيران نفسها، وبعض هذه الأعمال نُشر في وسائل الإعلام وبعضها لا يزال مجهولاً، وما زلنا في بداية الحملة فقط.

أدلى رئيس الوزراء نفتالي بينيت، الليلة الماضية، بتصريح علني حول التغيير في استراتيجية "إسرائيل" تجاه إيران، متحدثًا أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، قائلاً: "لقد غيرنا الاستراتيجية مع إيران، وقمنا بتغيير التروس، ونعمل في كل زمان ومكان."

وأضاف بينيت: "دولة "إسرائيل" كانت تعمل في العام الماضي ضد رأس أخطبوط "الإرهاب" وليس فقط ضد أذرع الأخطبوط كما تم خلال العقود الماضية.

لقد ولت أيام الحصانة التي تهاجم فيها إيران "إسرائيل" وتهاجمها مرة أخرى وتنشر "الإرهاب" من خلال فروعها في المنطقة، لكنها تظل سليمة،نحن نعمل في أي زمان ومكان وسنواصل ذلك ".

واتهم بينيت أنه "في السنوات الأخيرة، تجاوزت إيران سلسلة من الخطوط الحمراء، أبرزها في أبريل من العام الماضي، قبل نحو شهرين من تشكيل الحكومة، عندما عبرت خط تخصيب اليورانيوم بنسبة 60٪ - دون رد فعل مضاد. لا يمكن لـ"إسرائيل" أن تقبل ولن تقبل بمثل هذا الوضع ".

واستذكر لقائه نهاية الأسبوع الماضي مع رافائيل جروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال: "لقد أوضحت موقف دولة "إسرائيل"، وهو أننا نحتفظ دائمًا بحرية العمل ضد البرنامج النووي الإيراني كما هو مطلوب، باتفاق، أو بدون اتفاق، لا نقول ذلك فحسب، بل ننفذه أيضًا.

وأضاف "نتوقع من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وضع إشارة تحذير واضحة أمام النظام في طهران، وتوضيح أنه إذا استمر في سياسته النووية المتحدية؛ فسوف يدفع ثمنا باهظا لذلك".

تشعر القيادة الإيرانية أيضًا بالتغيير في استراتيجية "إسرائيل" تجاه إيران، وهو تعبير علني عن ذلك أدلى به المرشد الأعلى علي خامنئي الأسبوع الماضي.

واتهم المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي "الأعداء" في 4 حزيران/ يونيو، ووجه أصابع الاتهام للولايات المتحدة و"إسرائيل" والدول الغربية، في محاولة لاستغلال التظاهرات في المدن الإيرانية للإضرار ببلده.

واندلعت مظاهرات في مدن إيرانية مطلع مايو الماضي، بمشاركة مئات المواطنين، احتجاجًا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية واستمرت بعد انهيار مبنى جنوب غربي البلاد راح ضحيته 37 شخصًا. واتهم خامنئي، في كلمة ألقاها المرشد الأعلى على التلفزيون الإيراني، العدو بمحاولة إثارة الشعب الإيراني من خلال الاحتجاج الشعبي والحرب النفسية والهجمات الإلكترونية وغسيل الأموال واستخدام المرتزقة.

كما قال وزير الدفاع الإيراني إسماعيل الخطيب أشياء مماثلة في 5 حزيران/ يونيو، مؤكدا أن إيران تواجه "استراتيجيتين للعدو تركزان على الاحتجاجات الشعبية والاغتيالات".

وزعم في اجتماع لقادة الحرس الثــ ـوري في زهدان، عاصمة إقليم بلوشستان، أن العدو (إسرائيل) كان يحاول توسيع الاحتجاج الاجتماعي في إيران، محاولًا بناء شبكات تجسس وتشويه صورة إيران في الرأي العام.

وردًا على تصريحات رئيس الوزراء بينيت جددت إيران تهديداتها لـ"إسرائيل".
 هدد قائد القوات البرية في الجيش الإيراني  حيدري، بأن أي عمل إسرائيلي في إيران؛ سيقابل برد قاس من إيران.

وشدد على أن "قواتنا ستسحق تل أبيب وحيفا إذا أقدمت "إسرائيل" على أي خطوة حمقاء، وجيشنا متسلح بكمية كبيرة من المعدات العسكرية ولن يتردد في الرد على أي خطوة غير مسؤولة من جانب العدو".


نقل الحرب السرية إلى الأراضي الإيرانية


وبحسب مصادر إيرانية، فإن "إسرائيل" تخمر المنطقة بمساعدة تنظيمات معارضة إيرانية، مثل تنظيم "مجاهدي خلق"، بالتوازي مع هجمات إلكترونية على مؤسسات ومنشآت حساسة، وسلسلة اغتيالات لكبار المسؤولين الإيرانيين تسببت في خسائر فادحة في إيران.

أعلنت منظمة مجاهدي خلق في 3 يونيو عن اختراق لكاميرات المراقبة التابعة لبلدية طهران، بينما أفادت مواقع إيرانية رسمية أن متسللين اخترقوا مواقع بلدية طهران والإنترنت وقاموا بوقفها مؤقتًا.

تعرضت إيران خلال الشهر الماضي لسلسلة من الضربات الغامضة، حيث كان نائب قائد الوحدة 840 التابعة للحرس الثــ ـوري الذي خطط للعديد من الهجمات ضد الإسرائيليين واليهود حول العالم.

ولم تعترف "إسرائيل" بعملية الاغتيال لكن صحيفة نيويورك تايمز زعمت من مصادر في إدارة بايدن أن "إسرائيل" أبلغت الإدارة بأنها وراء الاغتيال.

بعد أيام قليلة، تعرضت منشأة إيرانية سرية في بيرشين لهجوم بطائرات مسيرة مجهولة الهوية، وهو موقع سري يجري فيه الإيرانيون تجارب في مجال تطوير الأسلحة النووية والصاروخية والطائرات بدون طيار. وقتل في الهجوم عالم إيراني يدعى جاد بيجي وأصيب عامل آخر.

في نهاية الأسبوع الماضي، أفادت العديد من وسائل الإعلام الصغيرة في إيران عن وفاة غامضة لعلماء إيرانيين. أحدهم، أيوب أنتزاري، كان مهندس طيران كبير شارك في عدة مشاريع في معهد أبحاث في مدينة يزد ومتخصص في تطوير الطائرات بدون طيار، وتوفي "بتسمم غذائي".

أفاد موقع "إيران إنترناشونال نيوز'' المحسوب على المعارضة الإيرانية، في 4 يوليو/ تموز، أنه تعرض للتسمم في مأدبة عشاء تمت دعوته إليها، بعد عودته إلى المنزل، شعر بالمرض وتوفي، وأفادت الأنباء أن مضيفه قد فر من إيران، ونفى مسؤولون في طهران المزاعم قائلين "توفي بسبب مرض".

والآخر، كامران ملفور، عالم نووي عمل في منشأة في نطنز، حيث نُسب انفجاران كبيران سابقًا إلى الموساد الإسرائيلي التي أصيبت فيها أجهزة طرد مركزي متطورة.

ليس من الواضح ما إذا كانت وفاة العالمين نتيجة نشاط سري للموساد، لكن الجمهور الإيراني في حالة ارتباك، بعد تقارير إعلامية في الغرب وشبكات التواصل الاجتماعي وتوصل إلى الانطباع بأن نظام آية الله قد فقدوا السيطرة وأن الموساد الإسرائيلي يعمل بشكل جيد.

في الماضي، اتهمت الموساد الإسرائيلي باغتيال ستة علماء نوويين إيرانيين، على رأسهم محسن فخري زادة، والد البرنامج النووي.

إضافة إلى ذلك، أفادت تقارير إعلامية من مصادر سياسية وأمنية إسرائيلية رفيعة المستوى بأن رئيس الوزراء نفتالي بينيت أمر الموساد الإسرائيلي بنقل الحرب السرية إلى الأراضي الإيرانية.

يجب أن يضاف إلى ذلك البيان المفتوح لرئيس الموساد ديفيد بارنيع الذي تعهد علانية في ديسمبر 2021 بأن "إيران لن تمتلك أبدًا أسلحة نووية".

تسلسل الأحداث القريب، الواحد تلو الآخر، والوفاة المفاجئة الأسبوع الماضي لضابط كبير في الحرس الثــ ـوري يدعى علي إسماعيل زاده، وهو أيضًا من الوحدة 840، والذي "سقط" بشكل غامض من سطح منزله يعطي الانطباع بأن الحرب السرية بين "إسرائيل" وإيران على قدم وساق على الأراضي الإيرانية.

وتقدر مصادر استخباراتية في الغرب أن علي إسماعيل زادة اغتيل على يد الإيرانيين أنفسهم الذين اشتبهوا في أنه نقل إلى الموساد الإسرائيلي المعلومات التي مكنت من اغتيال حسن زياد خدي نائب قائد الوحدة 840 في فيلق القدس.


"الانتقام ليس سوى مسألة وقت"


بعد تهديدات إيران بالانتقام من "إسرائيل"، أصدرت الشرطة الملكية التايلاندية يوم الثلاثاء توجيهاً للشرطة في جميع أنحاء البلاد جاء فيه "مراقبة الجواسيس الإيرانيين المشتبه في وجودهم في البلاد".

وقال البيان إن الأجهزة الأمنية تراقب تحركات المواطنين الإيرانيين وبعض المسلمين التايلانديين المشتبه في أنهم جواسيس.

ويقدر مصدر أمني كبير أن الإيرانيين يخططون لعدد من العمليات الانتقامية من "إسرائيل" وأن "الانتقام هناك ليس سوى مسألة وقت".

وأوضح أنه في الحرب السرية لا يوجد طرف واحد فقط يربح طوال الوقت، وأنه على الرغم من إحباط مؤسسة الدفاع الإسرائيلية معظم الهجمات التي تخطط لها إيران ضد أهداف إسرائيلية، إلا أنه لا يوجد نجاح بنسبة 100% وأن الإيرانيين قد يجدون ثغرات أمنية لـ"إسرائيل" أو كعب أخيل يسمح لهم بالانتقام منها بشكل مباشر أو من خلال فروعها.

في الواقع هذه الأيام، يقوم مدير المخابرات التركية، بمساعدة الموساد الإسرائيلي، بمطاردة واسعة النطاق في تركيا بعد إرسال فرقة اغتيال إيرانية على وجه التحديد لإلحاق الأذى بالإسرائيليين المقيمين في تركيا.

الإيرانيون عازمون على الانتقام لمقتل محسن فخري زاده وحسن زياد خدي من "إسرائيل"، وهذا أمر مباشر من المرشد الأعلى علي خامنئي لقائد الحرس الثــ ــوري حسين سلامي.

وأكدت القيادة الإيرانية أنها تشعر أن لـ"إسرائيل" إنجازات في الحرب السرية تلحق الضرر بالمعنويات الإيرانية وتبحث عن طريقة سريعة لاستعادة ردعها ضد "إسرائيل".


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023