منصور عباس وخطة حماس السياسية

مركز القدس للشؤون العامة والدولة


النقاط الرئيسية:-

يعتقد عضو الكنيست منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة (RAAM) ورئيس الجناح السياسي للحركة الإسلامية في الفصيل الجنوبي، أن خطة حماس السياسية تتماشى بشكل أساسي مع مواقف مؤسسي حماس والفصيل الجنوبي للحركة الإسلامية_إذا أعلنت حماس علناً رفضها إيذاء المدنيين (الإضرار ضمنيًا بقوات الأمن أمر مشروع) وأعلنت (تكتيكيًا) استعدادها لاحترام الاتفاقيات الدولية.

وأوصى عباس قيادة حماس بالالتزام بالوثيقة السياسية التي نشرتها وتحويلها إلى خطة عمل وطنية فلسطينية والحفاظ على "النضال/المقاومة بكل الوسائل"رصيداً وطنياً".

تنكر الوثيقة السياسية لحماس حق تقرير المصير للشعب اليهودي في أرض "إسرائيل"، وتنص على أن إنشاء دولة "إسرائيل" ذاتها يفتقر إلى أي شرعية وتعرف الصهيونية على أنها عدو للإنسانية.

أكد عضو الكنيست منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة (RAAM) ورئيس الجناح السياسي للحركة الإسلامية، الفصيل الجنوبي، في مقابلات صحفية أن الحركة الإسلامية والحزب العربي الموحد ليسا جزء من الإخوان المسلمين.

وقال عباس في مقابلة بالعربية في 21 يونيو 2022: "لسنا إخوان مسلمين، نحن حركة إسلامية محلية".

في هذا الصدد، يرجى قراءة المقالات التالية لمركز القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة:

"الصلة بين حركة حماس والحركة الإسلامية والإخوان المسلمين" [1].

"الروابط بين منظمة إغاثة الحركة الإسلامية والجمعيات الخيرية الفلسطينية المحظورة" [2].

"راعام-البراغماتية والإسلامية حسب منصور عباس".


عباس وحماس:

عمل منصور عباس -في السنوات الأخيرة- على دمج حماس كعنصر سياسي شرعي في القيادة الفلسطينية والمؤسسات التمثيلية للشعب الفلسطيني، وفي هذا السياق أوصى قيادة حماس بالالتزام بالوثيقة السياسية التي صاغها زعيم حماس آنذاك خالد مشعل. (1مايو 2017) والحفاظ على "النضال/المقاومة بكل الوسائل" كثروة وطنية.

تُعرِّف الوثيقة السياسية لحماس الصهيونية على أنها عدو الإنسانية وتبرر النضال في أنماطها الحالية -أي الكفاح المسلح- من أجل تحرير فلسطين، وتعطي شرعية لوجود وعمل "المنظمات النضالية"_أي، التنظيمات الفلسطينية ومسارات عملها. [1]

حول هذا الموضوع وتحت عنوان "غزة تخلت عن فلسطين في مواجهة الاحتمالات الصعبة" كتب منصور عباس (15حزيران/يونيو 2017): [2]

"كما أنني لا أوصي حماس بأن تدرس خيارات أخرى مثل المصالحة مع محمد دحلان وأنصاره، أو التفاوض المباشر مع "إسرائيل"، باستثناء موضوع الأسرى والمفقودين، وبدلاً من ذلك، أوصي بأن تلتزم بوثيقتها الجديدة وتلتزم في خطة عمل وطنية فلسطينية".

الخيار الوحيد المنطقي والمسؤول والوطني والإسلامي والعربي هو خيار الشراكة الوطنية الفلسطينية بين فتح وحماس وجميع الفصائل الفلسطينية، وإعادة بناء منظمة تحرير فلسطين والمؤسسات الوطنية الموحدة الأخرى على أساس المصالحة والشراكة الوطنية، وعلى أساس معادلة لا رابح ولا خاسر، وتشكيل نظام مدني فلسطيني يضمن التعددية، ويحافظ على الحريات العامة، ويحترم حقوق الإنسان، ويحافظ على النضال/المقاومة بكل الوسائل باعتباره ثروة وطنية، ويخوض بمساعدته (الشعب الفلسطيني) المعركة من أجل التحرير والاستقلال".


وفي مقال نُشر في 6 أيار/مايو 2017 تحت عنوان "أضواء على وثيقة حماس" عرض منصور عباس موقفه المفصل من هذه القضية. مرفق ترجمة المقال بالكامل: [3]

"راجعت وثيقة المبادئ والسياسة العامة لحركة حماس مؤخرًا، وقارنتها بميثاق الحركة المنشور عام 1988 ووجدته أكثر نضجًا ووضوحًا، ويعبر عن الوعي والمسؤولية في التعامل مع جوانب القضية الفلسطينية، التي تحكمها خاصية الوحدة والرضا التوافقي، على حساب الصفة التي تقوم عليها المنظمات والخصومات، وهي بالتأكيد أكثر إسلامية وفلسطينية وعربية وإنسانية من سابقاتها".

على الرغم من الإيجاز الواضح في صياغتها مقارنة بالاتفاقية، إلا أنها أكثر شمولاً وتحديداً في المواقف والآراء السياسية والاجتماعية والدينية، وبعيدة عن المعاني والاقتباسات الغامضة التي كثيراً ما توجد في الاتفاقية.

لا تكمن أهمية "وثيقة السياسة والمبادئ" الجديدة في التفاصيل، بل في النظرة العامة، بروح تحوم في الفضاء وفي اللغة الدقيقة للخطاب فيه، مفهومة لكل الجهات المحلية والإقليمية والدولية.  

لذلك -في رأيي- من الضروري قراءة الوثيقة، وعدم البحث عن تناقضات خيالية كما يثيرها بعض المتشككين بشأن تفاصيل معينة.

عندما أعلنت حماس موافقتها على دولة فلسطينية داخل حدود 4 حزيران/يونيو1967 -كصيغة لاتفاق وطني مشترك- لا تساوم على الحقوق التاريخية والوطنية والدينية، فإنها في الوقت نفسه تضع الأسس والمبادئ العامة لحل الدولة الواحدة على جميع الأراضي الفلسطينية.

ومع ذلك، أعتقد أن الوثيقة فشلت في معالجة قضيتين أساسيتين وايضا جوهريتين:

الأولى: فيما يتعلق بالنضال والعمل المسلح، لا أفهم لماذا كان من الصعب تقديم موقف واضح لحركة حماس بشأن عدم الـ"اعتداء" على المدنيين في أعمالها النضالية، أليس هذا الموقف الشرعي والأخلاقي هو أسس الشريعة الإسلامية والفقه الشرعي في الجهاد والحرب؟ كما نذكر أن الأعمال التي وجهت ضد المدنيين بشكل متعمد أو شبه متعمد منذ بداية الكفاح المسلح كانت لها عواقب سلبية على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وما يساعد حماس في هذا الأمر هو تفاديها الفعلي للإضرار بحياة الأطفال في بعض عملياتها في الضفة الغربية.

ومع ذلك، أعتقد أنه كان من المهم والمناسب إدراج مسار العمل هذا كأحد مبادئ الحركة ونضالها، تمامًا كما نعلم وصايا الأنبياء والخلفاء مباشرة لقادة الجيوش في الإسلام.

والثانية: عدم وجود موقف واضح ومبدئي من جانب حماس في وثيقتها فيما يتعلق باحترام المواثيق والعقود والاتفاقيات الدولية، رغم موقعها المتقدم في التعامل مع المؤسسات والهيئات الدولية.

هذا المبدأ هو أساسًا حجر الزاوية في العلاقات الدولية، ولا يعني الاستسلام لإملاءات خارجية، بل هو مقدمة للتغيير والاعتبار، وقد ينتهك بعض هذه الاتفاقيات، خاصة وأن الجانب الإسرائيلي نادرًا ما يحترم الاتفاقات.

مرة أخرى [سوف أشير إلى ذلك]، أعتقد أن هذا المبدأ يقوم على قواعد راسخة في الشريعة الإسلامية، وله [أساس] نصوص قرآنية معروفة تخرجه من دائرة الاجتهاد [تفسير الجمل الدينية في ضوء الظروف المتغيرة] في دائرة استنتاجات معينة.

إذا أضفنا هذين الموقفين إلى الوثيقة، أستطيع أن أقول بكل ثقة أن محتويات هذه الوثيقة تتطابق مع ما لم يبتعد عنه الشيخ عبد الله نمر درويش، مؤسس الحركة الإسلامية قبل عشرين عامًا، والشهيد أحمد ياسين [مؤسس حماس والقائد] رحمه الله.

تنص مقدمة الوثيقة على ما يلي: "في هذه الورقة، تتعمق تجربتنا، ويتم تبادل تفاهماتنا، وترتكز وجهة نظرنا، وتتحرك مسيرتنا على أساس، ونقاط انطلاق، وأعمدة صلبة وأسس متينة، تحافظ على الصورة العامة، وتسليط الضوء على معالم الطريق، وتقوية مصادر الوحدة الوطنية والفهم المشترك للموضوع وتحديد مبادئ العمل وحدود المرونة".

بعد ذلك سأسعى لإلقاء الضوء على أهم الجوانب وأبرز التعبيرات، حيث لم أستثني النقد الموضوعي من وجهة نظري.

1. على مستوى التعريف العضوي للحركة:

وجدت في الوثيقة الجديدة تعريفاً شاملاً لحركة حماس، وهي حركة تحرير ومقاومة/نضال وطنية فلسطينية تهدف إلى تحرير فلسطين والتعامل مع المشروع الصهيوني، ومصدر سلطتها الإسلام في افتراضاتها وأهدافها ووسائلها".

يضع هذا التعريف حماس في قلب الحركة الوطنية الفلسطينية ولا تفقد طابعها الإسلامي وجوهرها، على عكس التعريفات الغامضة والمشتتة في وثيقة عام 1988، حيث هي [تعريف حماس]: "النضال الإسلامي/حركة المقاومة"، و"الحركة الفلسطينية المتميزة"، و "الحركة العالمية"، و"ذراع الإخوان المسلمين" و"الحركة الإسلامية" و"حركة الجهاد".


2. على مستوى التعريف الأيديولوجي:

لم تكتف حماس بإعلان انتمائها للإسلام ومساره في الإطار العام، بل حددت بوضوح تيار الإسلام الذي تمارس بموجبه -ونظراً لأهمية هذا الوضوح- تكمن في التعريف الأيديولوجي، على خلفية الساحة الإسلامية المعاصرة، التي ترتبط فيها حركات وجماعات مختلفة بالإسلام، فإن القليل الذي يمكن قوله عن بعضهم أنهم كفروا بالإسلام.

وجاء في وثيقة الحركة: "حماس تفهم الإسلام في توجهه الشامل الذي يتناول جميع جوانب الحياة، وصلاحيته في أي زمان ومكان، وروحه في الوسط والاعتدال، وتؤمن بأنه دين سلام وتسامح يعيش في ظله أتباع الشرائع والأديان في أمن وأمان، كما تؤمن بأن فلسطين كانت وستظل نموذجًا للتعايش والتسامح والإبداع الثقافي".

وتنص الوثيقة كذلك على أن "حماس تؤمن بأن رسالة الإسلام جلبت قيم الحقيقة والعدالة والحرية والكرامة، وحظر الظلم بكافة أشكاله، تعريف الجريمة تتعلق بالظلم بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس أو المواطنة، وأن الإسلام يعارض جميع أشكال التطرف والتعصب الديني والعنصري والعرقي، وهو الدين الذي يربي أتباعه على الرد على العدوان وتحقيق انتصار المظلوم، ويدعوهم إلى الاستثمار والتبرع والتضحية دفاعاً عن شرفهم وأرضهم وشعوبهم ومقدساتهم".


3. على المستوى الوطني الفلسطيني:

الوطن "فلسطين" حاضرة في وثيقة المبادئ بصيغة شاملة ومتكاملة في معناها، وهي ليست فقط "مقدسة إسلامياً" بل هي: "فلسطين أرض الشعب العربي الفلسطيني"، و"فلسطين أرض عربية وإسلامية"، "فلسطين هي الشراكة الحقيقية بين كل الفلسطينيين، أرض رفع الإسلام مكانتها"، "فلسطين" [هي أرض] الجهاد/المقاومة"، هي"الأرض المقدسة التي بارك الله فيها على المخلوقات" وهي مكان أول اتجاه صلاة للمسلمين، ومكان الرحلة الليلية "الإسراء والمعراج" لرسول الله محمد-صلى الله عليه وسلم.

إن دلالات هذه التعريفات وتعزيزها لحقنا الديني في النواحي الإسلامية والمسيحية والوطنية والعربية والإنسانية والتاريخية لفلسطين.

كما يتم التعبير عن الخطاب حول القدس بهذه الروح: "القدس عاصمة فلسطين ولها مكانة دينية وتاريخية وثقافية عربية وإسلامية وإنسانية وجميع الأماكن المقدسة، فالإسلام والمسيحية حق دائم للشعب الفلسطيني والأمة العربية وإسلامية".


4. على صعيد الشعب الفلسطيني:

الشعب الفلسطيني حاضر [في الوثيقة] بكل مكوناته وانتماءاته منذ النكبة إلى يومنا هذا: "الشعب الفلسطيني شعب واحد، لكل أبنائه في [فلسطين] وخارجها، ولكل أديانه، المكونات الثقافية والسياسية.

تم تحديد لغة الخطاب في إدارة العلاقات مع الجانب الفلسطيني الآخر من خلال قواعد ثابتة وواضحة: تؤمن حماس وتلتزم بإدارة العلاقات الفلسطينية [الداخلية] على أساس التعددية، والانتخابات الديمقراطية، والشراكة الوطنية، وقبول الآخر وتبني الخطاب بما يقوي الوحدة والعمل المشترك من أجل تحقيق الأهداف الوطنية وتطلعات الشعب الفلسطيني.

كما رأيت الموقف المتقدم فيما يتعلق بالمرأة ودورها، من دور الأم في تربية جيل النضال/المقاومة إلى الموقف المتقدم الذي يقول: إن دور المرأة الفلسطينية أساسي في بناء الحاضر والمستقبل، كما هو الحال دائمًا في التاريخ الفلسطيني السياسي؛ على خلفية هذا الموقف، أتساءل لماذا ضيّقت الوثيقة تعريف الفلسطيني وحددت أن المولود لأب فلسطيني هو فلسطيني، ما الذي يمنع الأم الفلسطينية من نقل فلسطينيتها إلى أطفالها؟ ألا تحمل فاطمة الزهراء جينات أبيها [محمد صلى الله عليه وسلم] ألسنا نصلي على أهل بيته من بعده؟


5. على الصعيد السياسي الفلسطيني:

بدلاً من الحديث عن "دولة الإسلام" [مصطلح] غير محدد بوضوح في [وثيقة حماس لعام 1988]، تتحدث الوثيقة [السياسية لحماس لعام 2017] عن دولة فلسطينية حقيقية ذات سيادة على الأرض الفلسطينية نظامها ديمقراطي يقوم على التعددية والانتخابات الحرة والنزاهة والشراكة الوطنية وقبول الآخر وهيمنة الحوار وخصائص المجتمع المدني الديمقراطي الأخرى.

بالإضافة إلى هذا الموقف، هناك اعتراف واضح في إطار منظمة التحرير الفلسطينية كإطار وطني للشعب الفلسطيني، يجب الحفاظ عليه وتعزيزه من خلال استكمال بنائه وتطويره على أسس ديمقراطية و الشراكة الشاملة لجميع القوى [المنظمات] الفلسطينية.


6. على صعيد فهم الحركة الصهيونية والتمييز بينها وبين الدين اليهودي:

ووصفت الوثيقة الجديدة المشروع الصهيوني بالمشروع العنصري والعدواني والاحتلال، واعتبرته أخطر نموذج للاحتلال الاستيطاني، ووجدته تهديدًا للسلم والأمن الدوليين والإنسانية.

كما ميزت الوثيقة بين الصهيونية واليهودية، واعتقدت أن معاداة السامية واضطهاد اليهود لا علاقة لهما بتاريخ العرب والمسلمين.

وعلى الرغم من ذلك، تذكر حماس في وثيقتها موقفًا واضحًا يعارض اضطهاد أي شخص أو انتهاك حقوقه على أساس قومي أو ديني أو عرقي.

هذه رسالة واضحة للشعب اليهودي، لذلك تدعي أن صراعها ليس مع اليهود بسبب دينهم، بل مع "الصهاينة المحتلين المعتدين".


أخيرًا، استعداد حماس لقبول دولة فلسطينية داخل حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 -كصيغة لاتفاق وطني مشترك- لا يعني التنازل عن الحقوق التاريخية، القومية والدين في فلسطين، ولا حاجة لأي حركة -حماس أو فتح- للتخلي عن مبادئها، لكن الجميع مطالبون بفهم أن إدارة الصراع -على الرغم من كل تعقيداته في الميدان وعلى الساحة العالمية- يتطلب فهم النظام الدولي، وكيفية التعامل معه والحوار اللغوي الذي تفهمه، لأنه من غير المتصور أن القضية الأكثر عدالة على وجه الأرض ستواجه صعوبة في الدفاع عن نفسها وحمل علمها.


وثيقة حماس السياسية_ترجمة النسخة الرسمية النهائية [4]

قدم خالد مشعل -زعيم حماس- في مؤتمر صحفي في الدوحة-قطر، خطة حماس السياسية الجديدة، التي أطلق عليها رسمياً "الوثيقة العامة للمبادئ والسياسات".


النقاط الرئيسية في الوثيقة السياسية الجديدة لحماس هي:

* الاعتماد الكامل على الإسلام باعتباره المصدر الوحيد لسلطة حماس في مسار عملها وأهدافها.

* إنكار حق تقرير المصير للشعب اليهودي في أرض "إسرائيل"، والإصرار على أن إنشاء دولة "إسرائيل" ذاتها يفتقر إلى أي شرعية وإلى تعريف الصهيونية على أنها عدو للإنسانية.

* عزو الطابع "العربي الإسلامي" و "القداسة الإسلامية" إلى كل الأراضي الفلسطينية، يعني الإنكار التام لتقارب أو حق الشعب اليهودي أو المسيحية في هذا الجزء من البلاد.

بل يمكن القول إن ذكر المسيح في وثيقة حماس يستند إلى القرآن ومصادر إسلامية أخرى تفيد بأن المسيح لم يكن يهوديًا أو مسيحيًا، بل كان نبيًا للإسلام حصل على قدوم الإسلام من الله.

* تبرير النضال بأنماطه الحالية -أي الكفاح المسلح- من أجل تحرير فلسطين، وإضفاء الشرعية على وجود وعمل "التنظيمات النضالية"_أي التنظيمات الفلسطينية وأساليب عملها.

* الاستعداد لإقامة دولة فلسطينية ضمن حدود مؤقتة كخطوة نحو قراءة استمرار الكفاح المسلح من أجل القضاء على دولة "إسرائيل".

* الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية والمطالبة بإجراء انتخابات جديدة لمؤسساتها، مع إنكار صحة الخط السياسي للمنظمة والاتفاقيات التي وقعتها مع "إسرائيل".

* الإشادة بـ "الليبراليين" حول العالم الذين يدعمون النضال الفلسطيني ضد دولة "إسرائيل".

يوضح تحليل سياسة حماس في السنوات الأخيرة وصياغة الوثيقة السياسية الجديدة لحماس أن أهداف هذه الوثيقة هي: 

إظهار الاستعداد الواضح للمرونة السياسية؛ من أجل إيجاد أساس للحوار مع الغرب ومؤسسات المجتمع الدولي والأمم المتحدة؛ من أجل الحصول على الاعتراف ككيان سياسي شرعي، والعمل على إلغاء تعريف حماس كمنظمة إرهابية.

يحاول كبار مسؤولي حماس مرارًا وتكرارًا أن يغرسوا في المجتمع الدولي فكرة أن الزمن يلعب لصالح الفلسطينيين، وأن التحالف مع "إسرائيل" لن يؤتي ثماره على المدى الطويل.

* التزوير السياسي_لا تعترف حماس بسلطة الأمم المتحدة ومؤسساتها وقراراتها، بما في ذلك القرار 181 الخاص بتقسيم فلسطين، لكن في السنوات الأخيرة حدث تغيير في سياسة التنظيم الصحيح للمشاركة في اللعبة السياسية مادامت تخدم أهدافها، ولا يتعارض مع المبادئ الإسلامية الأساسية التي ترشده ويقصر طريق الجهاد لتحقيق هدف تحرير فلسطين والقضاء على دولة "إسرائيل".

* تمهيد الطريق للسيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية_اهتمام حماس الأول اليوم هو محاولة ترجمة القوة العسكرية التي اكتسبتها، والسيطرة على قطاع غزة، والدعم الذي تتلقاه من الدول الإسلامية مثل إيران، لتولي المؤسسات الفلسطينية التمثيلية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي.

وتطالب حماس بالانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية_هذه ليست عملية مصالحة كما عُرضت في الخارج ولكنها محاولة للسيطرة من داخل المنظمة المعترف بها دوليًا على أنها الممثل الوحيد والحصري للشعب الفلسطيني.

السيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية سيمنح حماس الشرعية للسيطرة على جميع الأراضي الفلسطينية، ومن خلالها ستعمل على تسخير المجتمع الدولي كقوة مضاعفة في القتال الجهادي ضد "إسرائيل".

* تحدي السلطة الفلسطينية_الساحة الفلسطينية في صراع صفري بين السلطة الفلسطينية، التي لا تسيطر على قطاع غزة، وحركة حماس التي تتحدى شرعية السلطة الفلسطينية بشكل علني وتعمل على قلبها والسيطرة على مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، بما في ذلك من خلال تصعيد الانتفاضة بمختلف مظاهرها، حملة دعائية لإنكار شرعية حكم السلطة الفلسطينية، وتعزيز البنية التحتية التنظيمية استعدادًا لخوض المنافسة على ميراث محمود عباس (أبو مازن).

* الإبقاء على الوضع الراهن مؤقتًا في المواجهة مع "إسرائيل"_لا مصلحة لحماس في الوقت الحالي في بدء جولة من المواجهة العسكرية مع "إسرائيل" في قطاع غزة، ما لم يُنظر إلى ذلك على أنه يساعد على انهيار السلطة الفلسطينية وتمهيد الطريق أمام حماس للسيطرة على مؤسساتها في الضفة الغربية.

* استخدام الأدوات السياسية والقانونية والدعائية لإضعاف قوة "إسرائيل" وقدرتها على ممارسة حقها في الدفاع عن النفس من خلال الضغوط السياسية وقرارات المؤسسات الدولية والعقوبات وأحكام المحاكم الدولية.

تعطي حماس دورًا خاصًا للمنظمات والنشطاء الليبراليين حول العالم الداعمين للنضال الفلسطيني.  


فيما يلي ترجمة للوثيقة:

بسم الله الرحمن الرحيم

حركة المقاومة الإسلامية حماس

الوثيقة العامة للمبادئ والسياسات


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الرسل الكريم، وإمام المجاهدين [محمد] وعلى آله وصحبه أجمعين.

بصفتها إحدى المكونات الرئيسية للحركة الوطنية الفلسطينية، حركة النضال الإسلامي، نشرت حماس منذ إنشائها عددًا من الوثائق التي توضح مواقفها وتشرح آرائها السياسية.

تقدم حركة حماس في هذه الوثيقة المبادئ والأسس التي تقوم عليها في رسم مفهومها، وصياغة برنامجها، وتحديد سياستها ومن خلال نشاطها السياسي.

فلسطين هي أرض الشعب العربي الفلسطيني، نشأ منها، واستند عليها، وينتمي إليها ويترسخ فيها.

فلسطين أرض رفعها الإسلام، ورفت مكانتها، ورفع روحها وقيمها العادلة، وأرسى نظرة للعالم في حمايتها وتحصينها.

فلسطين قضية شعب حيث أخفق العالم في تأمين حقوقه واستعادة ما سرق منه، وظلت بلاده تعاني من أشد مظاهر أخطر الاحتلال في العالمي.

استولى على فلسطين المشروع الاستيطاني الصهيوني العنصري المعادي للبشرية الذي يسافر على إعلان خامل "وعد بلفور"، واعتراف مخزي بسرقة الكيان وفرض الحقائق على الأرض بالقوة والنار.

فلسطين النضال الذي سيستمر حتى التحرير وتحقيق العودة وبناء الدولة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس.

فلسطين الشراكة الحقيقية بين الفلسطينيين في كل تياراتهم من أجل الوصول إلى الهدف السامي للتحرير.

فلسطين روح الأمة وقضيتها المركزية وروح الإنسانية وضميرها الحي.

من خلال هذه الوثيقة تتعمق تجربتنا، تنعكس رؤيتنا، ترتكز رؤيتنا للعالم، طريقنا يسير على افتراضات، نقاط انطلاق، ركائز متينة وأسس متينة، يتم الحفاظ على الصورة العامة، وتبرز المعالم البارزة، وتقوية أسس الوحدة الوطنية، وكذلك يتم تعزيز الرؤى المشتركة للقضية، ومبادئ العمل وحدود المرونة.


خالد مشعل

تعريف الحركة:

حركة النضال الإسلامي حماس هي حركة إسلامية من أجل التحرير والنضال الوطني الفلسطيني، تهدف إلى تحرير فلسطين والتعامل مع المشروع الصهيوني. يعتبر الإسلام مصدر سلطة في منطلقاته ومبادئه وأهدافه.


أرض فلسطين:

فلسطين داخل حدودها من نهر الأردن شرقاً إلى البحر الأبيض المتوسط غرباً، ومن رأس الناقورة شمالاً إلى إيلات [أم الرشراش] جنوباً وحدة إقليمية غير مقسمة، و هي أرض الشعب الفلسطيني ووطنه، وإن طرد الشعب الفلسطيني وإبعاده عن أرضه وإقامة كيان صهيوني عليها لا يلغي حق الشعب الفلسطيني في كل أرضه ولا يخلق فيه حقًا مشروعًا للكيان الصهيوني الناهب.

فلسطين دولة عربية إسلامية، وهي أرض مباركة لها مكانة خاصة في قلب كل عربي ومسلم.


الشعب الفلسطيني:

الفلسطينيون هم السكان العرب الذين عاشوا في فلسطين حتى عام 1947 سواء تركوها أو بقوا فيها، ومن ولد لأب عربي فلسطيني بعد هذا التاريخ داخل فلسطين أو خارجها فهو فلسطيني.

الشخصية الفلسطينية صفة جذرية لا تتغير وتنتقل من الأب للابن، وكذلك الكوارث التي حلت بالشعب الفلسطيني على أيدي الاحتلال الصهيوني وسياسة الإبعاد التي نفذها لم تنل من شخصيته وانتمائه ولا يقضي عليه. 

هم -بالإضافة إلى ذلك- لا يترتب على حصول الفلسطيني على جنسية أخرى فقدان هويته وحقوقه الوطنية.

الشعب الفلسطيني شعب واحد لجميع أبنائه في الداخل [الأرض الفلسطينية] وخارج [فلسطين]، ولكافة مكوناته الدينية والثقافية والسياسية.


الإسلام وفلسطين:

فلسطين في قلب الأمة العربية والإسلامية ولها أهمية خاصة، بما في ذلك بيت المقدس [القدس] حيث بارك الله ما حولها، وهذه هي الأرض المقدسة التي أنعم الله فيها على المخلوقات فيها، وهي أول اتجاه صلاة المسلمين، وموقع الانطلاق والمعراج للرسول الله صلى الله عليه وسلم.

هي مسقط رأس السيد المسيح عليه السلام، وهي أرض الذين يقفون من أجل العدالة -في بيت المقدس [القدس] وفي محيط بيت المقدس [في جميع أنحاء فلسطين]- من تضرر ممن ينتهك حقه أو يتعدى عليه حتى يأتي كلام الله.

ترى حماس أن الإسلام شامل لجميع جوانب الحياة، وصالح لكل زمان ومكان، وشخصيته هي طريق الملك والاعتدال، ويؤمن بأنه دين سلام وتسامح وفي ظله حياة تلتزم بالشرائع والأديان في أمن وسلام.

كما تؤمن [حماس] بأن فلسطين كانت وستظل نموذجًا للتعايش والتسامح والإبداع الثقافي.

تؤمن حماس بأن رسالة الإسلام جاءت بقيم الحق والعدالة والحرية والكرامة وإنكار الظلم بكافة جوانبه، ومحاسبة كل من يتسبب في الظلم بغض النظر عن الدين والعرق والجنس والمواطنة، وأن الإسلام يعارض كل مظاهر التطرف الديني والعرقي والتعصب، وهو دين يربي أتباعه على الرد على العدوان ومساعدة المظلومين، ويشجعهم على احترام أرضهم وشعوبه ومقدساتهم.  


"القدس عاصمة فلسطين ولها مكانة عربية دينية وتاريخية وثقافية".

القدس:

مدينة القدس عاصمة فلسطين، لها مكانة دينية وتاريخية وثقافية من وجهة نظر عربية وإسلامية وإنسانية، وجميع المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، إنها حق قوي للشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، ولن يكون هناك تنازل أو مساومة على بعضها، وجميع إجراءات احتلال القدس من تهويد واستيطان وتزييف للحقائق وإحياءها مواقعها الأثرية، باطلة.

إن المسجد الأقصى المبارك حق حصري لشعبنا وأمتنا، ولا حق للاحتلال فيه، وكل خططه وخطواته ومحاولاته لتهويد المسجد الأقصى باطلة ولا شرعية لها.


اللاجئون وحق العودة:

القضية الفلسطينية هي بالأساس قضية أرض محتلة وشعب مهجر، وحق عودة اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين إلى مساكنهم التي طردوا منها أو حُرموا من العودة، سواء في المناطق المحتلة عام 1948 أو 1967 (أي كل فلسطين)، حق طبيعي وخاص وجماعي، أقرته الشرائع السماوية والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقوانين الدولية، وهو حق لا يمكن أن ينقضه أي كيان سواء كان فلسطينيا أو عربيا أو دوليا.

تعارض حماس إلحاق المساس بالمقاومة وأسلحتها، وتؤكد على حق شعبنا في تطوير وسائل الكفاح وأدواته، وأن سلوك النضال في سياق التصعيد أو الهدوء، أو من حيث التنوع والوسائل، هو برمته عملية إدارة الصراع وهو لا يأتي على حساب مبدأ النضال.


النظام السياسي الفلسطيني:

إن الدولة الفلسطينية الحقيقية هي ثمرة التحرير، ولا بديل عن إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة على جميع الأراضي الوطنية الفلسطينية وعاصمتها القدس.

تؤمن حماس بالعلاقات الفلسطينية وتتمسك بها على أساس التعددية والانتخابات الديمقراطية والشراكة الوطنية وقبول الآخر والاعتماد على الحوار، بما يعزز وحدة الخط والنشاطات المشتركة لتحقيق الأهداف الوطنية وتطلعات الشعب الفلسطيني.

منظمة تحرير فلسطين هي الإطار الوطني للشعب الفلسطيني داخل [الأراضي الفلسطينية] وخارجها [خارج فلسطين] ويجب الحفاظ عليها جنبًا إلى جنب مع ضرورة العمل على تنميتها وإعادة البناء على أسس ديمقراطية تضمن المشاركة لجميع العناصر والقوى الفلسطينية.

تؤكد حماس على ضرورة بناء المؤسسات الفلسطينية ومصادر السلطة الوطنية الفلسطينية على أسس ديمقراطية راسخة، تقودها انتخابات حرة ونزيهة، وعلى أساس الشراكة الوطنية، وفق خطة واستراتيجية واضحة، والتي تمسكت بالحقوق والنضال [المقاومة] وتلبي تطلعات الشعب الفلسطيني.

وتؤكد حركة حماس أن دور السلطة الفلسطينية يجب أن يكون لخدمة الشعب الفلسطيني والحفاظ على أمنه وحقوقه ومشروعه الوطني.

وتؤكد حماس على ضرورة اتخاذ القرارات الوطنية الفلسطينية بشكل مستقل، وعدم الاعتماد على عوامل خارجية، بينما تؤكد في الوقت نفسه على مسؤولية العرب والمسلمين وواجبهم ودورهم في تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني.

تعد مختلف مكونات المجتمع، من شخصيات وقيادات وكبار الشخصيات ومؤسسات المجتمع المدني وجمعيات الشباب والطلاب والنقابات والمنظمات النسائية، التي تعمل على تنفيذ الأهداف الوطنية، من السبل المهمة في عملية بناء المجتمع وبرنامج النضال [المقاومة] والتحرير.

إن دور المرأة الفلسطينية أساس في بناء الحاضر والمستقبل، كما كان دائمًا في خلق التاريخ الفلسطيني، وإن كان دورًا مركزيًا في برنامج النضال والتحرير وبناء النظام السياسي.


الأمة العربية والإسلامية:

تعتقد حماس أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية.

تؤمن حماس بوحدة الأمة بكل مكوناتها الدينية والعرقية والمذهبية، وترى ضرورة تجنب كل ما يتعلق بتقسيم الأمة ووحدتها.

تؤمن حماس بالتعاون مع جميع الدول الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وتعارض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، كما تعارض التدخل في الخلافات والصراعات بينها.

تنتهج حماس سياسة الانفتاح على مختلف دول العالم، وخاصة العربية والإسلامية، وتسعى إلى بناء علاقة متوازنة، تقوم على معيار ربط مطالب القضية الفلسطينية، ومصلحة الشعب الفلسطيني والأمة، تجديده وأمنه.


"قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية".

الجانب الإنساني والدولي:

إن القضية الفلسطينية قضية ذات أبعاد إنسانية ودولية كبيرة، ودعمها ومساعدتها رسالة إنسانية وثقافية تحددها مطالب الحقيقة والعدالة والقيم الإنسانية المشتركة.

إن تحرير فلسطين، شرعياً وإنسانياً، إنه عمل مشروع وحق الدفاع عن النفس والحق الطبيعي للشعوب في تقرير المصير.

تؤمن حماس بعلاقاتها مع دول وشعوب العالم، بقيم التعاون والعدالة والحرية واحترام إرادة الشعوب.

حماس ترحب بمواقف الدول والهيئات التي تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، وترحب بالليبراليين في العالم الذين يدعمون هذه القضية، ويدين أيضًا دعم أي عامل في الكيان الصهيوني، أو التستر على جرائمه وعدوانه على الفلسطينيين، ويدعو إلى ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة [قانونيًا].

وتعارض حماس محاولات الهيمنة على الأمة العربية والإسلامية ومحاولات فرض الهيمنة على دول وشعوب أخرى، وتدين أي شكل من أشكال الاستعمار والاحتلال والظلم والعدوان في العالم.

حركة المقاومة الإسلامية حماس.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023