مخاوف أردنية من التحالف العسكري ضد إيران

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات 


قبل أيام قليلة، أجرى العاهل الأردني الملك عبد الله، مقابلة على قناة CNBC الأمريكية، وسئل عما إذا كان يؤيد إقامة تحالف عسكري، على غرار حلف الناتو في الشرق الأوسط.

أجاب الملك: "سأكون أول من يؤيد إنشاء تحالف حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط"، لكنه وضع شرطا على الفور: "هذا التحالف يجب أن يكون له أهداف محددة وواضحة، وأريد أن أرى المزيد من دول المنطقة تنضم إلى هذا التحالف.

تحسبا لزيارة الرئيس بايدن، المتوقعة للشرق الأوسط في 13 تموز (يوليو)، والتي ستشمل زيارات إلى "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية والمملكة العربية السعودية، فإن النشاط السياسي في المنطقة آخذ في الازدياد، والمواقف قبيل زيارة بايدن.

ومن القضايا الرئيسية التي سيناقشها بايدن، خلال زيارته لـ"إسرائيل" والسعودية الخطر الإيراني في المجال النووي، وكذلك في مجال طموحاتها التوسعية الإقليمية. 

إدارة بايدن، قلقة من الهجمات الإيرانية عبر أتباعها، مثل المتمردين الحوثيين في اليمن والميليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا، والقواعد الأمريكية في المنطقة والمنشآت النفطية في السعودية والإمارات، باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الانتحارية.

هذا الخطر يهدد "إسرائيل" والأردن أيضًا، كانت هناك عدة محاولات من قبل الطائرات بدون طيار الإيرانية للتسلل إلى "إسرائيل"، لكن هذه الظاهرة أكثر شيوعًا في الأردن.

وضع البنتاغون خطة لإنشاء تحالف دفاع جوي يضم جميع دول الشرق الأوسط، التي لديها اتفاقيات تعاون استراتيجي مع الولايات المتحدة، وهي دول مثل "إسرائيل"، والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر، والأردن والعراق ومصر.

وسيشمل تحالف الدفاع الجوي المخطط له إنشاء فرقة مشاة مشتركة، ربما في القيادة المركزية للجيش الأمريكي (CENTCOM)، التي لها قاعدة أمامية في قطر، ونشر أنظمة الرادار والمراقبة والإنذار في الدول العربية، للكشف عن الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار الإيرانية.


القلق الأردني

ويقدر مسؤولون أميركيون كبار أنه بعد زيارة بايدن، إلى "إسرائيل" والمملكة العربية السعودية، ستكون هناك تطورات سياسية وعسكرية مهمة في الشرق الأوسط، فيما يتعلق بالتهديد الإيراني وتأثير روسيا والصين على المنطقة، لا سيما في ضوء زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى إيران الأسبوع الماضي، وتوقيعه مع إيران اتفاقية استراتيجية.

الأردن هو ثاني دولة في الشرق الأوسط، بعد "إسرائيل"، تتلقى مساعدات أمريكية ضخمة ، عسكرية واقتصادية، لذلك لا يمكن أن ترفض الخطة الأمريكية لإقامة تحالف دفاع جوي إقليمي ضد إيران، خاصة وأن الطائرات بدون طيار الإيرانية تغزو الأردن، لكن الملك عبد الله يخشى الرد الإيراني، ويريد أن يكون واضحًا أنه تحالف عسكري دفاعي ليس له أهداف هجومية، ويضم أكبر عدد من الدول العربية.

في مقابلة مع CNBC، ادعى أن لدى الأردن قوة تدخل سريع تعمل مع الناتو، في جميع أنحاء العالم منذ عقود، ويحاول العاهل الأردني السير بين القطرات دون أن يبتل، إنه يقدر جيدًا ما سيكون رد فعل إيران على إعلان مثل هذا التحالف العسكري، ومن المرجح أن تحاول تحديه على الأرض من خلال المزيد من الهجمات، بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار.

لذلك، خرج وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى وسائل الإعلام، ونفى أن تدعم الأردن؛ إقامة تحالف عسكري ضد إيران. وذكرت قناة الجزيرة في 29 حزيران / يونيو أنها قالت: "لا يوجد مثل هذا الاقتراح وأن الأردن، لن يكون في مثل هذا التحالف؛ ولا الموضوع على جدول الأعمال خلال زيارة الرئيس بايدن، إلى الشرق الأوسط".

ليست هذه هي المرة الأولى، التي تتم فيها مناقشة هذه الفكرة، بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" والدول العربية المعتدلة، لقد تم اختباره منذ إدارة ترامب، يخشى الملك عبد الله، عمليتين خطرتين بالنسبة له في حال الإعلان عن زيارة الرئيس بايدن، خلال زيارة هذا التحالف:

أ. إضعاف القضية الفلسطينية ودفعها جانباً، لصالح تعزيز عملية التطبيع بين "إسرائيل" والدول العربية.

ب. تقسيم العالم العربي على أساس عرقي، سيكون المعسكر السني في تحالف عسكري مع "إسرائيل"، بينما سيكون المعسكر الشيعي مع إيران، مما سيزيد من الاستقطاب في العالم العربي.

عبد الله، قلق للغاية من أن إدارة بايدن، ليس لديها خطة سياسية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتركز على القضايا الإقليمية، حيث استضاف رئيس السلطة أبو مازن لتنسيق المواقف، بالنسبة له، فإن تجاهل القضية الفلسطينية يمكن أن يؤدي إلى انفجار كبير يزعزع استقرار الأردن، حيث غالبية سكانه من الفلسطينيين.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023