كتاب وفق المصادر للأستاذ ناصر ناصر هو توثيق لجهد ونشاط يومي مهم للغاية كان الأستاذ ناصر ناصر خلاله يقدم نشرات يومية، هذه النشرات هي عبارة عن ترجمات لأهم ما يكتب ويقال في الاعلام العبري في الحقول المتعددة ولا سيما في الحقل السياسي، هذه الترجمات كانت مهمة من نواحي متعددة أولًا؛ لأنها كانت ترجمات يومية تقدم خدمة كبيرة جدًا للمتابعين والمهتمين والمراقبين والمثقفين والمحللين السياسيين وحتى السياسيين أصحاب القرار.
وكل من هو مهتم بالقضية الفلسطينية وبالصراع الفلسطيني الإسرائيلي كانت هذه الترجمات تقدم له ذخيرة مهمة جدًا، لزيادة تحصيله المعرفي بالعدو الصهيوني، وما يقال عند هذا العدو وطبيعة السجالات والنقاشات والأفكار والآراء والمواقف، التي تدور في أوساطه المتعددة.
أيضًا هذه الترجمات مهمة كونها ترجمات حرفية موضوعية مهنية أمينة دقيقة ولكنها أيضًا في الوقت نفسه ترجمات نقدية، المقصود بالترجمات النقدية ليس لأن الأستاذ ناصر ناصر كان يتدخل في نص الترجمة ولكن عملية الانتقاء وكيفية انتقاء الموضوعات التي كان يختارها الأستاذ ناصر ناصر مرتبطة بوجهة نظر، مرتبطة بموقف وكذلك ترتيب المواد المنتقاة داخل هذه النشرات أيضًا هو متصل أو قائم ومؤسس على وجهة نظر ومؤسس على موقف يعني هو يريد إبراز ما ينبغي إبرازه ويهم الفلسطينيين، حتى لو كان الاحتلال الإسرائيلي يريد تهميشه ،ويهمش ما ينبغي تهميشه مما لا يهم الفلسطينيين حتى لو كان الاحتلال الصهيوني يريد إبرازه؛ لأن الاعلام الصهيوني هو اعلام موجه وقد يرتبط بأجندة دعائية وإعلامية وبحرب نفسية وما شابه، وبالتالي هذا جهد كبير، جهد مهم، توثيق هذا الجهد اليوم من خلال كتاب هو أمر مهم للغاية وأنا أحسب أن كل مهتم ومعتني بالقضية الفلسطينية لا بد له أن يقتني هذا الكتاب وأن يكون مهتمًا بمضامينه وأن يكون شاكرًا لصاحب الكتاب.