والآن حان دور لابيد

هآرتس...
مقال التحرير
ترجمة حضارات




قدم عيد الأضحى المبارك، ذريعة لرئيس الوزراء يائير لبيد لمحادثته مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. 
مرت حوالي خمس سنوات على حديثهما، ووفقًا لبيد، دار حديثهما هذه المرة حول "التعاون والحاجة إلى تهدئة المنطقة".


ومع ذلك، يبدو أن لبيد بذل جهدًا لطمأنة ناخبيه، وسارع في التأكيد للمراسلين على أن اللقاء مع عباس غير وارد في الوقت الحالي، رغم أنه لا يستبعد لقاءه من حيث المبدأ إذا كانت هناك حاجة حقيقية لذلك.

بعد كل شيء، لم يشترط الرئيس الأمريكي جو بايدن لقاءه المتوقع مع عباس الأسبوع المقبل على "حاجة حقيقية"، كما لم يشترط محادثته مع عباس قبل عام. 
بالمقارنة مع لبيد، يبدو أن بايدن يدرك أهمية الاجتماع وجهًا لوجه مع عباس؛ لأن الحاجة إليه موجودة دائمًا.

لأن "إسرائيل" متورطة في صراع دموي عميق وطويل مع الشعب الفلسطيني- وفي الوقت نفسه لديها علاقات اقتصادية وتعاون أمني طبيعي مع السلطة الفلسطينية- لا يجوز معاملة الرئيس الفلسطيني كقائد تحت إمرته، أو اعتبار الاجتماع معه نوعًا من اختبار الفرز السياسي الذي يمكن أن يفرض وصمة "يسارية" على السياسي الإسرائيلي الذي ينوي بيع أراضي أرض "إسرائيل".

قبل عام واحد بالضبط، في مؤتمر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أصدر لبيد إعلانًا منعشًا. وقال "ليس سرا أنني أؤيد حل الدولتين"، ما نحتاج إلى القيام به الآن هو التأكد من عدم اتخاذ أي خطوات تمنع إمكانية السلام في المستقبل، ونحن بحاجة إلى تحسين حياة الفلسطينيين. "كل شيء إنساني ، سأكون معه".

في هذه المرحلة ، صاغ لبيد مصطلح "الافتقار إلى الجدوى السياسية" لتنفيذ حل الدولتين - ولا يتوهم أحد أن هناك مثل هذه الجدوى السياسية في الوقت الحالي، أو أنه خلال الأشهر الأربعة التي سيقضيها كرئيس لحكومة تصريف الأعمال، فإن لبيد ليس لديه القوة لإحداث ثورة سياسية.

ومع ذلك، إذا كان لبيد يسعى إلى تمهيد الطريق لحل سلمي مع الفلسطينيين؛ فعليه أن يفهم أن تطبيع العلاقات الشخصية بينه وبين القيادة الفلسطينية هو حجر الزاوية الأساسي في أي عملية سياسية - فقد لا يكون مكتفيًا من لقاءات وزير الجيش بني غانتس مع عباس، أو تهاني رئيس "الدولة" يتسحاق هرتسوغ في بعباس اتصال هاتفي.

إن لقاء لبيد وعباس سيثبت أنه زعيم سياسي له أجندة واضحة، وليس ذلك فحسب؛ بل سيرسل رسالة مشجعة للفلسطينيين، ويعطي بشكل خاص أفقاً سياسياً لمعظم الإسرائيليين، الذين يأملون في حل مشكلة عدم الاستقرار والصراع مع الفلسطينيين.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023