موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
سينهي الرئيس بايدن زيارته لـ"إسرائيل" والسلطة الفلسطينية غدًا، وسيسافر إلى المملكة العربية السعودية، على متن رحلة مباشرة من مطار بن غوريون إلى جدة، سيزور غدا مستشفى أوغستا فيكتوريا في القدس "الشرقية" ومدينة بيت لحم، حيث سيلتقي برئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن.
يشعر مسؤولو السلطة الفلسطينية، بقيادة الرئيس أبو مازن، بالغضب من زيارة الرئيس بايدن المتوقعة إلى الشرق الأوسط، على الرغم من حرصه على أن تشمل زيارة للسلطة الفلسطينية، لا سيما بيت لحم، ولقاء مع أبو مازن، وكذلك زيارة أولى إلى شرق القدس.
توقعات السلطة الفلسطينية من الزيارة منخفضة، ولكن في المناقشات التي جرت الأسبوع الماضي مع القيادة الفلسطينية، تم اتخاذ القرار بعدم التشويش على زيارة الرئيس بايدن إلى المنطقة.
وقرر رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، أن الخيار الأفضل بالنسبة له في الوقت الحالي، هو لتحقيق أقصى استفادة من زيارة الرئيس بايدن، مع الاحتفاظ بالخيارات بين يديه.
يقول مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية، إن الغضب الفلسطيني قد ينفجر على الفور، بعد زيارة الرئيس بايدن للشرق الأوسط، وأن تنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، بتعليق اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بـ"إسرائيل" واتفاقاتها، بما في ذلك التنسيق الأمني ، مطروح على الطاولة.
هذه التهديدات صدرت في الماضي، لكن رئيس السلطة أبو مازن متردد ولا ينفذها، وهو يهدد بمسدس خالي من الرصاص، لأن مثل هذه التحركات لن تؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بالسلطة الفلسطينية والفلسطينيين، ولن يستفيد منها؛ حتى الرئيس بايدن يعرف ذلك جيدًا، في وضعه السياسي غير المستقر وفي حالة عدم الاستقرار السياسي في "إسرائيل"، لا يستطيع الضغط على "إسرائيل" لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وتقديم خطة سلام، أي خطوة من هذا القبيل ستضر بفرص فوز رئيس الوزراء الانتقالي يائير لابيد بالانتخابات، ويريد الرئيس بايدن تقوية يائير لابيد وحزبه، إن عودة الليكود بقيادة نتنياهو إلى السلطة في "إسرائيل" هي الكابوس الأكبر للرئيس بايدن، لذلك يفضل الانتظار وفي هذه الأثناء الاستمرار في إدارة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
الرئيس بايدن سيطالب أبو مازن بدعم عملية التطبيع بين الدول العربية و"إسرائيل"، لكن أبو مازن يعارض ذلك بشدة لأن الرئيس الأمريكي، لا يقدم أي رؤية سياسية غير الدعم المبدئي لحل الدولتين.
على هذه الخلفية اندلع خلاف بين ممثلي الإدارة الذين جاءوا إلى رام الله، للتحضير لزيارة الرئيس ورجال أبو مازن بخصوص الإعلان المشترك، رفض أبو مازن بشدة الرواية الأمريكية بشأن دعم التطبيع وقضية القدس الشرقية.
خلال زيارته إلى بيت لحم، من المحتمل أن يقدم الرئيس بايدن وعودًا اقتصادية فقط للسلطة الفلسطينية، وسيساهم بمبلغ 100 مليون دولار لتعزيز نظام المستشفيات الفلسطينية في القدس "الشرقية"، وسيؤكد دعمه لحل الدولتين.
لدى أبو مازن عدد من المطالب من الرئيس بايدن: الضغط على "إسرائيل" للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 67، وفتح القنصلية الأمريكية في القدس، وفتح مكاتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وإزالة منظمة التحرير الفلسطينية من قائمة الـ"إرهاب" الأمريكية، لتجديد المساعدات الأمريكية للأونروا ووقف الاستيطان، وكبح نشاط المستوطنين وغيرها من المطالب.
وأوضح له الوفد الأمريكي الذي يجهز لزيارة الرئيس بايدن، والتقى أبو مازن في رام الله أن عليه خفض التوقعات، وأن الرئيس بايدن لا ينوي تغيير سياسته تجاه القضية الفلسطينية.
وستتناول زيارته للشرق الأوسط، قضايا الطاقة والخطر الإيراني وتوسيع العلاقات بين "إسرائيل" ودول المنطقة.
سيركز الرئيس بايدن على تهدئة القيادة الفلسطينية، وتحويل المساعدات الاقتصادية والمالية إلى السلطة الفلسطينية، دون ضمان أي وعود سياسية على المدى القريب.
سيضطر رئيس السلطة الفلسطينية إلى عقد قمة ثلاثية في مصر، مع الرئيس السيسي ورئيس الوزراء يائير لبيد في غضون أسابيع قليلة، وسيبذل الرئيس المصري قصارى جهده لإقناع يائير لابيد، باستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.
وسيطرح الرئيس بايدن في اجتماعه مع رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، سياسة تهدف إلى تعزيز السلطة الفلسطينية ومنع انهيارها وضمان استمرارها، مع اتخاذ خطوات لمنع التصعيد الأمني، الذي قد يؤدي إلى انفجار كبير في المنطقة.
تحرص إدارة بايدن على الحفاظ على قناة مفتوحة مع السلطة الفلسطينية، فهي تمنح أبو مازن متنفسا لإجراء تغيير هادئ للحكومة، وتهيئة السكرتير العام لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ ليصبح خليفته، ولا تضغط الإدارة لإجراء انتخابات عامة في الضفة الغربية، لينجح عباس في استقرار النظام السياسي قبل تقاعده.
إذا خسر الحزب الديمقراطي انتخابات التجديد النصفي لشهر نوفمبر، فسيصبح الرئيس بايدن "بطة عرجاء"، وستكون قدرته محدودة بدرجة أكبر في مساعدة السلطة الفلسطينية، وهذا ما يقلق أبو مازن، فقد ينفجر الغضب والإحباط الفلسطيني في غضون أسابيع قليلة أو شهور، وتؤدي إلى موجة جديدة من العمليات.