هآرتس
مقال التحرير
ترجمة حضارات
من المتوقع أن يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن مستشفى أوغستا فيكتوريا في القدس اليوم، ثم يزور بيت لحم، حيث سيلتقي برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
جيد وجميل، بالتأكيد بالنظر إلى العلاقة الغامضة التي كانت تربط القيادة الفلسطينية بإدارة دونالد ترامب، لكن مثل الإسرائيليين، لا يُتوقع من الفلسطينيين أن يسمعوا رؤية سياسية مرتبطة بشكل غير مباشر بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والذي تمت الإشارة إليه في السنوات الأخيرة باسم "القضية الفلسطينية"، كما لو أنه لا يوجد طرفان، بل صراع من جانب واحد فقط.
حتى الآن، سيتعين على الفلسطينيين أن يخزنوا في أحلامهم حلم الاستقلال السياسي، وحتى الأمل الضعيف في استئناف المفاوضات السياسية، وبدلاً من ذلك يقبلون ببضع إيماءات، معظمها اقتصادية، بما في ذلك السماح بنشر شبكة خلوية G4 في الضفة الغربية، ووجود فلسطيني رمزي في معبر اللنبي ورحلة جوية للفلسطينيين، إلى مطار رامون.
إذا كان الأمر كذلك، فليس من المستغرب أن الفلسطينيين والأمريكيين لم يتفقوا على صياغة بيان موجز مشترك، وماذا سيقولون فيه؟
صحيح أن بايدن عبر كما زُعم عن "التزام عميق بحل الدولتين"، قائلاً إن "حل الدولتين قد يظل أفضل طريقة لضمان الحرية والازدهار والديمقراطية للإسرائيليين والفلسطينيين".
لكن كلاً من رام الله و"إسرائيل" كانا على دراية بالتردد الذي جاء بعد ذلك مباشرة، عندما أضاف الرئيس الأمريكي أنه "لا يرى حلاً في المدى القريب"، بعبارة أخرى، نعم ولكن فقط في المستقبل، سلام، ولكن ليس الآن.
الأعذار لا تنقص، الوضع السياسي في "إسرائيل" عالق، ومعسكر السلام منهار، ويائير لبيد ما هو إلا رئيس وزراء مؤقت في ائتلاف تغيير ملتزم بمأزق سياسي.
وليس هناك أكثر من حرب في أوروبا الآن، والعالم لم يتعاف بعد من كورونا، وترامب ينفجر في الخلف ووضع بايدن في الداخل ليس بسيطًا.
ومع ذلك، فإن الظروف الاستثنائية تخلق تحالفات جديدة داخل العالم العربي: غدًا ظهرًا من المتوقع أن ينطلق بايدن في رحلة مباشرة وغير عادية من "إسرائيل" إلى المملكة العربية السعودية، في محاولة لتوسيع دائرة التطبيع في المنطقة، لكن الفلسطينيين مرة أخرى في نهاية الدور، وثمن هذا الخطأ المؤسف سيدفعه الفلسطينيون والإسرائيليون.