لبيد.. أمامك فخ
هآرتس
مقال التحرير
ترجمة حضارات
عقد رئيس الوزراء يائير لبيد أمس، مناقشة طارئة حول موضوع رفع سعر الخبز.
لقد فعل ذلك بسبب الانتخابات القريبة، وبسبب تقديره أن ارتفاع سعر الخبز يمكن أن يضر به في صناديق الاقتراع.
كما كان من الممكن صياغة إعلانه أن الغرض من المناقشة هو "وقف كامل لارتفاع سعر الخبز الموحد": وقف كامل لاحتمال خسارة الأصوات لصالح بنيامين نتنياهو.
وبالفعل، فإن روح زعيم المعارضة تحوم باستمرار فوق سلوك لبيد، وتؤدي حملة نتنياهو الاقتصادية ضده إلى "جلسات استماع طارئة" متعددة المشاركين حول قضايا لا تتطلب ذلك على الإطلاق.
إن الانشغال بسعر الخبز المنظم الذي ينفق فيه الخُمس السفلي 13 شيكل فقط في الشهر، والذي يشكل 11٪ فقط من استهلاك الخبز لهذا الخُمس، هو إلى حد كبير إسفين مصمم لإخفاء مشكلة أكبر بكثير: غلاء المعيشة في "إسرائيل".
نتنياهو مسؤول عن هذه المشكلة وهو قلق من سعر الخبز الخاضع للرقابة. هذه -بعد كل شيء- هي نفس السخرية الشعبوية المألوفة لشخص كان خلال سنوات حكمه الـ 12 فشلًا اقتصاديًا مدويًا.
على النقيض من فترة توليه منصب وزير المالية، حيث روج للإصلاحات، المؤلمة أحيانًا، ضد "قاعدته" المحتملة (خفض الفوائد)، شريطة أن تساهم في تحسين الاقتصاد الإسرائيلي - كرئيس للوزراء، تصرف نتنياهو بطريقة غير مشروعة، بطريقة غير مسؤولة، قصدت ظاهريًا "إفادة الشعب"، لكنها في الواقع تضر بالبلد.
بينما ظل الخبز الموحد تحت السيطرة، لم يتم عمل أي شيء على جميع الجبهات الأخرى: لم يفتح نتنياهو سوق استيراد الفواكه والخضروات ولم ينفذ أي إصلاحات اقتصادية مهمة.
لقد تركت الحواجز البيروقراطية سليمة وسمحت لكبار مستوردي المواد الغذائية والمستوردين الحصريين بقطع كوبونات الدهون.
لقد تركت "إسرائيل" في مستوى منخفض من المنافسة، حيث أدت الاحتكارات واحتكار القلة وجماعات التمركز إلى خنق المنافسة.
يشعر مواطنو الدولة هذه الأيام بنتيجة التقاعس المستمر: كل شيء في "إسرائيل" غالي الثمن، من الطعام إلى المسكن.
وكل هذا دون ذكر العار في تجسيدها: بسبب "قلقه" على الاقتصاد الإسرائيلي، أصر نتنياهو على عدم تمرير موازنة الدولة، بشرط ألا يتقيد باتفاقية التناوب مع بني غانتس.
لذا يجب على لبيد أن يحرص على عدم الوقوع في الفخاخ التي نصبها نتنياهو بنفسه. قد يتحول الخبز إلى بالون تجريبي في سلسلة من العقبات التي سيواجهها أولئك الذين يتوقون الإطاحة بالسلطة.
الرد المتسرع وغير المسؤول قد يضر بالوضع الاقتصادي لدولة "إسرائيل" ويظهر لبيد كشخص لا يتحمل الضغوط.