حــ ــزب الله يوسع الخلاف على الحدود اللبنانية الإسرائيلية

حــ ــزب الله يوسع الخلاف على الحدود اللبنانية الإسرائيلية  

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات


تواصلت التوترات بين "إسرائيل" وحـ ــزب الله، ففي الليلة الماضية أسقط الجيش الإسرائيلي طائرة مسيرة تابعة لحــ ـزب الله دخلت من لبنان إلى "إسرائيل"، اخترقت الجليل الغربي وأسقطت بوسائل إلكترونية.


في وقت سابق من هذا الشهر، أطلق حــ ـزب الله ثلاث طائرات بدون طيار على منصة غاز شارك من أجل جمع المعلومات وتحقيق "نصر وعي"، لكن الجيش الإسرائيلي أسقطها.


يبدو أن حــ ـزب الله قرر تصعيد الموقف على "إسرائيل" والضغط عليها، وهو الآن يثير نقطة خلاف جديدة على الحدود البرية مع "إسرائيل" تنضم إلى سلسلة من الخلافات في مزارع شبعا وكفر شوبا وقرية الغجر.


تنضم نقطة الخلاف الجديدة أيضًا إلى الخلاف الذي لم يتم حله بشأن ترسيم الحدود البحرية بين "إسرائيل" ولبنان، وهي نقطة الخلاف الثالثة بين البلدين التي أثارها حــ ــزب الله.

هو نفق للسكك الحديدية بناه الجيش البريطاني في الأربعينيات في منطقة الناقورة، وكان يستخدم لحركة المرور من لبنان إلى فلسطين، وقد تم حفر النفق لمدة عامين تقريبًا، وهو نفق بطول 695 مترًا على مساحة 1800 متر مربع.

وزار وزير النقل والأشغال العامة اللبناني علي حمية، وهو أحد ممثلي حـ ــزب الله، منطقة النفق السبت الماضي وأدلى ببيان لوسائل الإعلام.

وقال "من حقنا السيادي أن نقرر إعادة النفق المحـــ ـتل حيث قررنا إعادة حدودنا البرية والبحرية على حد سواء".

وأغلق النفق عام 1948 بعد قيام دولة "إسرائيل"، بحسب مصادر لبنانية  بإغلاقه بالخرسانة.

وقال الجنرال اللبناني المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي، الذي سبق له التفاوض نيابة عن لبنان مع "إسرائيل" بشأن النزاع الحدودي، لـ "الشرق الأوسط" في 18 تموز / يوليو، إن المنطقة تابعة للبنان وإن "إسرائيل" أغلقتها وسيطرت عليها منذ فترة طويلة وتتحكم في المنطقة التي يقع فيها النفق، رغم أنها لبنانية.


ووفقا له، فإن "إسرائيل" أقامت أيضا بوابة حديدية في اتجاه الشرق وسرقت 30 مترا أخرى من لبنان.

وزعم الوزير اللبناني علي حمية أن لبنان يريد إقامة مشاريع سياحية في هذا المجال. وقال "لن نتنازل عن أي شيء .. العــ ـدو الإسرائيلي احتــ ـل جزءا كبيرا من النفق وعلينا إعادته لأنه ملك وزارة الأشغال العامة".

يبدو أن هذا استفزاز جديد من قبل منظمة حـ ــزب الله، هذه المرة في موضوع الحدود البرية مع "إسرائيل".

يحاول حـ ــزب الله مرة أخرى تصوير نفسه على أنه المدافع عن مصالح لبنان والحدود والتدخل في قرارات حكومته الشرعية.

وهو بذلك يحاول خلق تصعيد آخر بالإضافة إلى التصعيد بشأن الحفارة الاسرائيلية في موقع منصة الغاز "شارك" وتبرير حقيقة أنها تمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة من صواريخ دقيقة وصواريخ تحت اسم المـ ــقاومة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال محمد رائد، رئيس فصيل حــ ــزب الله في مجلس النواب اللبناني، إن "شعب لبنان هو صاحب السيادة هنا في البلاد، وأضاف "نحن الذين وضعنا السياسة وفقا لمصالح ابنائنا واجيالنا القادمة وليس وفقا للمخططات الموضوعة في الغرف السوداء، لا مكان للعــــدو الاسرائيلي في منطقتنا".


وتقول مصادر لبنانية إن حــ ــزب الله يريد استغلال هشاشة الوضع السياسي في "إسرائيل" خلال فترة الانتخابات، وفي تهديداته له يعزز مكانته العسكرية والسياسية.

لا يمكن تجاهل الحالة المزاجية في لبنان، بدعوى أن تهديدات حــ ـزب الله الجديدة مرتبطة بالتطورات الإقليمية والدولية مثل الغزو الروسي لأوكرانيا والزيارة المتوقعة من الرئيس بوتين والرئيس التركي إلى إيران هذا الأسبوع.

يدعي البعض في لبنان أن روسيا طلبت من إيران وحــ ــزب الله تصعيد الوضع الأمني مع "إسرائيل" لمنعها من إنتاج النفط وتصديره إلى أوروبا حتى يتمكن الرئيس بوتين من الاستمرار في السيطرة على طريق الغاز الذي يصدره إلى أوروبا ومنع خلق بدائل مريحة له.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023