لم نتمنى لبايدن هذا .. وهو يتأوه على اليسار

هآرتس

تسيفي بارئيل



لا شيء، ولكن لا شيء خرج من هذا البايدن، كنا نظن أنه سيقول شيئًا عن المستوطنات غير القانونية، أو على الأقل توبيخاً لقتل الصحفية "شيرين أبو عاقلة"، حلمنا أنه سيضع خطة سياسية جديدة، هذا الرئيس الأمريكي هو مجرد خيبة أمل.

تمتم بشيء حول حل الدولتين، لكنه سرعان ما تخلص منه عندما تبنى لعنة "الاستحالة السياسية" التي أصبحت معقل تتحصن به حكومة التغيير.

رئيس أكبر قوة في العالم_الذي أعلن الحرب الاقتصادية على روسيا؛ مستعد لشن حرب ضد إيران التي تواجه الصين- ألا تستطيع تسوية الصراع مع الفلسطينيين لنا؟ إذن بماذا كانت زيارته جيدة؟ كم هو جيد أن يكون لليسار من يلومه.

لم تكن يداه فوق، بعد كل شيء، إنه صغير، بائس، مكتئب.

لو كان من اليمين، لكان على الأقل قد استمتع بزيارة جو بايدن.



الفكرة المشوهة التي ترسخت في اليسار منذ عقود، وهي أن الولايات المتحدة يجب أن تزيل الكستناء لـ"إسرائيل" من النار، أصبحت الجدار الدفاعي ضد أي عملية سياسية مع الفلسطينيين.

نسى اليسار المخيب الأمل الرؤساء ووزراء الخارجية الأمريكيين الذين عادوا إلى الوطن متأثرين بالتجربة الإسرائيلية، أولئك الذين حاولوا التلميح فقط إلى نيتهم ​​دفع المفاوضات قُدموا على الفور بصفتهم مضطهدين لـ"إسرائيل".

إن "المستعربين" الذين هدفهم كله الإضرار بأمن البلاد هم منافقون يرون أمام أعينهم الاحتلال الإسرائيلي وظلمه، لكنهم لا يفعلون شيئًا حيال المجزرة في سوريا ومأساة اليمن وسيطرة طالبان على أفغانستان.

جيمي كارتر "أجبر" "إسرائيل" على الانسحاب من شواطئ طابا ونويبع، وحصل على لقب لا سامي.

وظف جورج دبليو بوش الأب وزير خارجيته "جيمس بيكر" لمدة 11 شهرًا، حتى استسلم وأعطى "إسرائيل" رقم هاتف البيت الأبيض حتى تتمكن من الاتصال به عندما تكون مستعدة للسلام.

بيل كلينتون رافق اتفاقات أوسلو وجعل عملية السلام مسألة شخصية حتى هُزم.

انفصل مبعوثون كثيرون عن عائلاتهم أيام جورج دبليو بوش ليبقوا في القدس في محاولة لكسر الجدار الإسرائيلي.

جون كيري، وزير خارجية باراك أوباما -المحبط- توقع في نهاية ولايته أن "إسرائيل" لن تحصل على سلام حقيقي إذا لم تتوصل إلى اتفاق على أنها والفلسطينيين سيعيشون في بلدانهم".

وجاء دونالد ترامب -وفي عام 2016 قبل انتخابه رئيسًا-، وضع لنفسه هدفًا يتمثل في تقويض نموذج استحالة اتفاق سلام بين "إسرائيل" والعرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص، مُعلنًا أن "الكثير من الناس قد فعلوا ذلك". 

أخبرني، أناس عظماء حقًا، أنه من المستحيل ... لدي أساس لأعتقد أنني أستطيع القيام بذلك".

انهارت هذه القاعدة ومعها صفقة القرن. مع بعض "العرب" تحقق السلام، ومع الفلسطينيين لاشيء.

اليسار الذي يعرّف نفسه فقط على أساس معارضة الاحتلال يكتفي بالإيديولوجيا ويضع النضال في أيدي الأمريكيين والاتحاد الأوروبي.

إنه يتذمر من تراخي الرئيس بايدن، لكنه غير قادر وغير راغب في استثمار الحد الأدنى من الجهد السياسي المطلوب منه_توحيد وانصهار الأحزاب والحركات التي تتباهى بـ "اليسار".

كل من هؤلاء تحسب عدد مقاعدهم على أصابع اليد التي تجعلهم يعبرون نسبة الحسم المقاعد، فقط لكي تنضم على أي حال إلى "الكتلة اليسارية" في الكنيست المقبلة.

كل واحد منهم مقتنع بأنها شريان الحياة الذي لا ينضب، وأنه يحق لها هي وحدها الحصول على لقب "اليسار الحقيقي"، ولهذا هم على استعداد لاقتلاع أعين بعضهم البعض كما لو كانت تروتسكي ولينين، أو بالأحرى_فلافل أكشاك تتنافس على اللقب "الأصلي".

بعد كل شيء، لا شيء يحترق، سيتحقق السلام من قبل الرئيس القادم للولايات المتحدة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023