يسرائيل هيوم
دانا بن شمعون
ترجمة حضارات
بعد فترة راحة قصيرة جاءت في أعقاب زيارة الرئيس بايدن، استأنفت "إسرائيل" في بداية الأسبوع اقتحاماتها للضفة الغربية والاعتقالات.
حتى لو كانت السلطة الفلسطينية في بعض الحالات تشترك في مصلحة مشتركة مع "إسرائيل" وتهتم بقمع عناصر المعارضة المحلية التي تتحدى حكم أبو مازن، فمن الواضح للجميع أن القضاء على المسلحين الفلسطينيين، والدخول اليومي للجيش الإسرائيلي إلى مناطق السلطة الفلسطينية، يضع القيادة الفلسطينية في موقف حرج ودفاعي في كل مرة أمام الجمهور - الذي يطالب بمساءلة قيادته عن صمته في وجه ما يسمونه "تصعيد إسرائيل".
وصدرت في الأشهر الأخيرة تهديدات من رام الله باتخاذ خطوات في إطار العلاقات مع "إسرائيل"، بما في ذلك تعليق الاتفاقات بين الجانبين وتجميد التنسيق الأمني.
في مقابلة خاصة مع صحيفة يسرائيل هيوم، حذر محمود الهباش، مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية ومستشار أبو مازن المقرب للشؤون الدينية، من تنفيذ هذه الإجراءات مع تزايد التصعيد في المنطقة، أو في حالة عدم إحراز تقدم في العملية السياسية.
"هذه ليست تهديدات، بل قرارات المجلس المركزي، وهدفها حماية المصلحة الوطنية الفلسطينية. ما يحدث في جنين ونابلس، إذا استمر هذا الوضع وشهدنا تصعيدا على الأرض، فقد يستقظ المرء صباح أحد الأيام ويجد أن كل القرارات قد اتخذت، لن نبقى أسرى المزاج الإسرائيلي، متى وكيف يحدث ذلك، كل شيء حسب الاستعدادات التي سنقوم بها.
حول نشاطات الجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية: "إنهم يدخلون مدننا بالسلاح والبنادق - هل تتوقعون أن يتم الترحيب بهم بالورود؟"
يقول الهباش: إذا استمرت "إسرائيل" في إدارة ظهرها للعملية السياسية وتصرفت كدولة فوق القانون؛ فسوف نعرف ماذا نفعل. وإذا وجدنا أن المصلحة الفلسطينية تجبرنا على تنفيذ قرار واحد أو كل القرارات؛ فسننفذها.
يمكن أن تكون كلها دفعة واحدة أو تدريجيًا.
على "إسرائيل" ان تفهم اننا لا نستطيع الاستمرار وقبول الاحتلال إلى الأبد ".
"ما حدث في جنين ونابلس كان بمبادرة إسرائيلية، وهي التي تصعد وترتكب جرائم بحق شعبنا، ثم يبدأ الحديث عن ردود الفعل من الجانب الفلسطيني.
ماذا تريدون منا؟ جنودكم يدخلون مدننا بالسلاح والبنادق. ما الذي تتوقعونه - أن يستقبلوكم بالورود؟ هل من الممكن أن يكون هناك عدوان علي وعلى أهلي وبيتي، وسأراقب من الهامش؟ ما دام الاحتلال قائمًا، المـــ ـقاومة حق طبيعي لكل فلسطيني ".
"لا حق لكم في سنتيمتر"
عندما يتعلق الأمر بالحديث عن قضية الأقصى، يثور الهباش. "المسجد الأقصى وقف إسلامي كامل، ومساحة الأقصى كلها مملوكة للمسلمين فقط، ولا يحق لغير المسلمين أن يمتلكوا سنتيمترًا واحدًا منه، والصلاة والإدارة والملكية حق حصري للمسلمين تحت رعاية الهاشميين ".
كما أن لديه مواقف حازمة للغاية فيما يتعلق بحائط البراق.
ويؤكد الهباش، دون تردد، أن "حائط البراق أساس إسلامي مقدس وجزء من المسجد الأقصى، وملكية الحائط ملك للمسلمين وحدهم، ولا يوجد مسلم على وجه الأرض يستطيع قبول ملكية اليهود أو سيادة على الحائط.
من يظن ذلك ينتهك الإسلام. عندما تقوم الدولة الفلسطينية، فإنها ستحمي الحقوق الدينية للجميع، سنحترم الواقع، كما جرت العادة في العهد العثماني، حيث سمحوا لليهود بالصلاة أمام حائط المبكى ".
هل تخافون من سيطرة حمـ ــاس المحتملة على السلطة الفلسطينية؟
"حمــ ـاس جزء من أمتنا، هناك خلافات، لكننا سنناقشها داخل المنزل وليس في وسائل الإعلام الإسرائيلية، لن نسمح لـ"إسرائيل" بالتدخل في شؤوننا الداخلية وعلاقاتنا مع حمــ ــاس".
في رام الله يفهمون أنهم يواجهون واقعًا سياسيًا وجيوسياسيًا جديدًا. في الماضي، ولم يمض وقت طويل، قاطعوا إدارة ترامب احتجاجًا على موقفها من القضية الفلسطينية و "صفقة القرن".
الوضع اليوم مختلف: لا مزيد من المقاطعات والمواجهات الأمامية، بل محاولة لتحقيق أقصى استفادة مما هو متاح. وينطبق هذا أيضًا على العلاقات مع أمريكا، ولكن أيضًا على العلاقات مع الدول العربية.
"فتح القنصلية لا يزال مطروحاً على الطاولة، أكد الرئيس بايدن ووزير خارجيته على ذلك، لدينا حوار مفتوح.
أنا لا أقول أن الزيارة حققت كل ما أردناه، لكنها على الأقل أرست بعض الأسس التي على أساسها العملية السياسية قائمة - حل الدولتين وضرورة إنهاء الاحتلال.
الدولة الفلسطينية موجودة وتنتظر فقط أن تتحقق عمليا من وجهة نظر قانونية.
هناك مؤسسات وقيادة وشعب له حقوق وطموحات سياسية، لقد رأينا إشارات إيجابية خلال الزيارة قد نتمكن من البناء عليها.
التحدي هو ترجمة الأشياء إلى خطوات عملية. نتعامل مع الوضع القائم وندير الأزمات وفق رؤية تقرأ الحاضر والمستقبل.
لقد ضحينا بالكثير من الدماء وعانينا، ولا يمكن للعالم اليوم أن يتجاهل حقيقة وجود الشعب الفلسطيني، نحن أساس كل العمليات السياسية. من دوننا لن يكون هناك سلام في المنطقة ".
بالنسبة للانتخابات في "إسرائيل" - هناك من بينكم من يعبر عن قلقه من احتمال عودة نتنياهو، كيف ترى ذلك؟
"لسنا مهتمين بمن سيكون في السلطة في "إسرائيل". المهم هو الخطط والمواقف التي سيأتي بها، وأي شخص سيكون رئيسًا للوزراء، وسيكون مستعدًا للتعامل مع القضية الفلسطينية بطريقة إيجابية، نحن سنتعامل معه ونتحدث معه ".
هل تؤيد انضمام الأحزاب العربية للائتلاف في "إسرائيل"؟
"الفلسطينيون في "إسرائيل" يعرفون ما هي احتياجاتهم. نحن لا نتدخل ولا نعطيهم التعليمات، ولكن نتمنى لهم وزن سياسي مؤثر.
هم إخواننا، وهم جزء من الشعب الفلسطيني".
وحول لقاء محتمل بين أبو مازن ولبيد قال الهباش: "أبو مازن يريد دائما لقاءات مع القيادة في "إسرائيل" لدفع عملية السلام، ولا يضع العراقيل أمام أي زعيم إسرائيلي، لكن لقاء فقط من أجل اللقاء، من أجل صورة - لا قيمة له ".