القناة 12
نير دبوري
ترجمة حضارات
بعد ثلاثة أيام من القتال في قطاع غزة، تلخص المؤسسة الأمنية بارتياح إنجازات عملية "بزوغ الفجر"، لكنها في نفس الوقت تستعد لاحتمال انتهاك وقف إطلاق النار وتجدد القتال.
على عكس الجولات السابقة د، كانت العملية برمتها هذه المرة ضد حركة الجهاد الإسلامي، التي تعرضت لضربة قاسية وفقدت في الواقع سلسلة قيادتها العليا، بفضل اغتيالين مستهدفين اثنين من كبار أعضاء التنظيم، لقائدها في شمال قطاع غزة تيسير الجعبري في الضربة الافتتاحية، ونظيره في جنوب خالد منصور.
قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، سارع الجهاد إلى التصريح بأن "إسرائيل" "تراجعت"، وقدم مئات عمليات الإطلاق إلى الجبهة الداخلية على أنها إنجاز، لكن تحليل الجولتين الأخيرتين من القتال اللتين نفذتهما المؤسسة الأمنية، يشير إلى أن إنجاز كبير في عملية "بزوغ الفجر"، مقارنة بـ "حارس الأسوار" في العام المنصرم.
بالإضافة إلى القضاء الفعلي على اثنين من كبار أعضاء التنظيم في قطاع غزة و 10 ناشطين آخرين، فإن أحد الإنجازات المهمة للعملية الأخيرة هو الجانب التوعوي، في الضربة الافتتاحية للعملية، التي فاجأت التنظيم، تمكن الشاباك من استهداف مسؤولين في مخابئ تقع سرا في أبراج سكنية.
من وجهة نظر المقاومين، كانت هذه مواقع منعزلة لا يشاركها سوى عدد قليل في هذه الدائرة السرية، عمليا، أرسل الشاباك إشارة واضحة إلى غزة: لا مكان في قطاع غزة آمن من وجهة النظر للمقاومين.
كما أدى القتال إلى تحسين الردع الإسرائيلي، حقيقة أن اثنين من كبار أعضاء حركة الجهاد الفلسطيني قد تم إلحاق الضرر به، وسيزيد من إلحاق الضرر بقدرة المنظمة على العمل ضد "إسرائيل"، بالمقابل، من جهة غزة، يحاول الجهاد تقديم الجولة الأخيرة على أنها إنجاز يتألف من جزأين.
الأول هو القيود المفروضة على سكان مستوطنات غلاف قطاع غزة، في الأيام الثلاثة التي سبقت العملية، وتصف المنظمة هذه القيود بأنها "شلل للجنوب" من دون إطلاق رصاصة واحدة، والثاني هو إطلاق حوالي 1100 صاروخ وقذيفة هاون على "إسرائيل"، وغني عن القول أن المنظمة لا تتفاخر بحقيقة أن ثلث عمليات الإطلاق، لم تخترق أراضي "إسرائيل" وانفجرت داخل قطاع غزة.
فخ حماس ..
في عملية "حارس الجدران"، حقق الشاباك نجاحا كبيرا، عندما قدم معلومات استخباراتية جيدة عن أماكن تواجد ناشطي حماس: قاد الشاباك بعد ذلك الهجمات على خبراء التطوير العسكري التابعين لحماس، الذين كانوا يختبئون في الأنفاق، كان مجرد تحديد مكانهم تحت الأرض بمثابة إنجاز استخباراتي، لكن في الجولة الأخيرة تمكنت المؤسسة الأمنية من كسر دائرة السرية وتحديد مواقع كبار أعضاء الجهاد الإسلامي بدقة.
إنجاز آخر لـ"إسرائيل" هو نجاح فصل الجهاد عن حماس، المنظمة التي تسيطر على قطاع غزة، طوال السنوات التي انقضت منذ توليها السلطة، كررت "إسرائيل" مرارًا وتكرارًا أن حماس ستدفع ثمن أي انتهاك وهذه المرة، باستثناء التصريحات الفاترة إلى حد ما لوسائل الإعلام بأنها تدعم المقاومة، اختارت الجلوس على الحياد ولم ينضموا بنشاط إلى القتال.
من خلف الكواليس، شاركت حماس في محادثات مع الوسيط المصري للتوصل إلى تهدئة، والسؤال الكبير الآن هو ما إذا كانت تريد تعظيم ربحها من الجلوس على الهامش، ولم تتدخل في القتال ولم تنضم إلى إطلاق النار على "إسرائيل"، رغم أنها لم تكن طرفًا في الجولة الأخيرة، إلا أن كونها صاحبة السيادة في قطاع غزة مارست ضغوطًا داخلية شديدة على حماس خلال 3 أيام من القتال.
14 ألف عامل من غزة الذين يعملون في "إسرائيل"، لم يتمكنوا من الذهاب إلى العمل، والبضائع في قطاع غزة لم تذهب إلى "إسرائيل" والبضائع، بالمعنى الحرفي للكلمة تعفنت، سكان قطاع غزة خسروا أموالاً طائلة، وحماس فهمت التداعيات.
وعلى الرغم من انتهاء القتال، إلا أن التحضير هو كل الوقت لتجديد القتال، إن العيون في المؤسسة الأمنية تتجه باستمرار إلى الجولة التالية، وأيضًا على إمكانية انتهاك وقف إطلاق النار الحالي، في ظل عمليتين في القطاع، لا تخاطر المؤسسة الأمنية بأي مخاطر وتستعد لمرة مقبلة سيكون القتال ضد المنظمتين البارزتين.