اللواء عاموس يادلين: "إسرائيل" تعود إلى مفهوم الضربة الوقائية

القناة الـ12
رئيس شعبة الاستخبارات السابق عاموس يادلين



س: ماذا ينبثق من تصريحات لبيد وغانتس؟


ما لفت أذني أولاً وقبل كل شيء الأسلوب وحقيقة أن رئيس الوزراء ووزير الدفاع يقفان وراء عملية لا تتبعها مرارة، لا يتبعها إضاعة فرصة غير متكافئة، لكن هناك قرار واضح في وقت قصير.

هذا يسمح لهم بقول الأشياء من ناحية بأسلوب بسيط للغاية: لقد سمعنا أن رئيس الوزراء لبيد يشارك الجميع، بما في ذلك المستوى السياسي ورئيس مصر، كما رأينا وزير الجيش يقف ويتحدث بثقة كبيرة عندما يشعر أن الجيش الإسرائيلي والشاباك قد قاموا بالعمل على اكمل وجه.

وزير الجيش غانتس قال ثلاثة أشياء مهمة: أول شيء  "إسرائيل" تعود إلى مفهوم الضربة الاستباقية، أي  إذا فرض العدو قيودًا علينا في الأراضي الخاضعة لسيادتنا؛ فيمكننا شن ضربة وقائية، لم يحدث كثيرًا في الآونة الأخيرة.


ثانياً، يتحدث عن حقيقة أن حماس هي المسؤولة، ولكن عندما لا تقوم بمسؤوليتها، فإننا سنقوم بمسؤوليتنا تجاه المنظمات مثل الجهاد الإسلامي. 
شيء أخير، أكد وزير الجيش أن مستوطنات غلاف غزة عزيزة علينا جميعًا، وأكد بشكل أساسي أن قانون الغلاف هو قانون تل أبيب والقدس.

سؤال: عندما تنظر إلى المقارنة بين العمليات السابقة وهذه العملية، وكذلك عندما تسمعهم يتحدثون ، يريد غانتس ولبيد تقديم مزيد من الراحة لمواطني غزة. هل هذه هي الممارسة الصحيحة؟

خاطب رئيس الوزراء يائير لبيد المواطنين في غزة وقال لهم إن هناك بديلًا للتنظيمين اللذين يجعلان حياتهما بائسة، حيث يتم تدمير غزة بسببهما مرة كل 4-5 سنوات أو مرة كل عامين، وبسبب ذلك لا كهرباء ولا مصدر رزق لهم. 
هذه هي الخطة التي توصل إليها لبيد قبل عدة أشهر: الخطة تقول إنه سيسلم قادة حماس إلى سكان غزة ويقدم بديلاً يكون "السلام الاقتصادي" في جوهره، كما هو الحال في أبو ظبي ودبي أو سنغافورة.

هل يتقبل الامر سكان غزة؟ نحن لا نعلم. هل التنظيم الذي يسيطر على سكان غزة يتقبل هذا؟ أقدر أن لا، حماس لن تسمح لـ"إسرائيل" بالذهاب في هذا الاتجاه.

ومع ذلك، فإن هذه التنازلات ، وخاصة عدد العمال الذين يدخلون "إسرائيل"، هي عامل مهم للغاية في كبح جماح حماس. 
ادعى أحدهم في إفادة صحفية صباح اليوم أننا لم نكن لنشن العملية لو علمنا أن حماس ستتدخل. أي أنه إذا كان هناك تفاهم مع حماس بأنهم لن يتدخلوا؛ فهذا يعطي "إسرائيل" مرونة كبيرة.


س: ما الذي يجب تعلمه من هذه العملية؟


أولًا، لقد حققت العملية أهدافها، كانت متواضعة لكنها مهمة: إعادة المعادلة التي حاولت الجهاد الإسلامي وضعها علينا، وقطع ساحتي غزة والضفة الغربية وضرب الجهاد.
 هذه المرة، على عكس العمليات السابقة، تمكنا من اغتيال قادة الذراع العسكرية للجهاد.


أعتقد أن تعزيز الردع في المنطقة في مثل هذا الوقت القصير وتقييم اللاعبين الآخرين فيما يتعلق بذكاء "إسرائيل" وقوة نيرانها، هو إنجاز كبير للغاية. 
أعتقد أننا استعدنا أخيرًا الحيلة، لم نر حيلًا لسنوات عديدة. هذه المرة كانت لدينا الشرعية التي اكتسبناها قبل العملية، كما كانت في فترة الانتظار قبل حرب الأيام الستة.


ماذا نحن بحاجة إلى أن نتعلمه؟ نحن بحاجة إلى أن نتعلم ألا ننجرف بعيدًا وأن لا نشعر بالبهجة.
 الجهاد منظمة صغيرة نسبيًا، حماس أقوى منها، وحزب الله أقوى منهم، يجب ألا نعتقد أن إنهاء هذه العملية دون وقوع إصابات؛ سيعود بمواجهة مع حماس أو حزب الله.

في النهاية، من المهم أن نتذكر أن غزة لن تذهب إلى أي مكان.
 يوجد هنا مليوني شخص يكرهوننا، كلًا من الجهاد الإسلامي وحركة حماس التي فجأة وقع البعض في حبها، ما زالوا لا يريدون رؤيتنا هنا. بدأنا بالفعل العد التنازلي للجولة التالية، على الرغم من انتهاء هذه الجولة بالضربة القاضية.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023