يسرائيل هيوم
جلال بنا
على وشك أن يحدث انفجار سياسي تاريخي في السياسة العربية في الأسابيع المقبلة، وبالتحديد من الحزب الأكثر إيمانًا بالاندماج في السياسة الإسرائيلية (بلد)، القائمة التي قدمت مرشحًا عربيًا لرئاسة الوزراء عام 1999 وأساس برنامجه "دولة لجميع مواطنيها"، أصبحت رمزًا عامًا وإعلاميًا للمقاتل في الكنيست بشكل عام والقائمة المشتركة بشكل خاص، ويرجع ذلك جزئيًا إلى ثلاثة من أعضاء الكنيست الذين مثلوها.
الآن يستعد التجمع لتقديم "طريق ثالث" في السياسة العربية بعد الفشل الذريع للقائمة المشتركة -بكل مكوناتها- عندما شاركت للمرة الأولى في تزكية رئيس للوزراء، وهي توصية لم تنجح لأن غانتس أوصى في النهاية بنتنياهو.
حزب التجمع "بلد" هو أشد منتقدي حزب راعام وقائده للانضمام إلى الائتلاف، فهم غير مهتمين بترشيح مرشح والعمل ككتلة معطلة، وبالتأكيد غير مهتمين بالانضمام إلى أي ائتلاف، بغض النظر عن الهوية السياسية لذلك الائتلاف.
ورغم استمرار المفاوضات بين الأطراف التي تتألف منها القائمة المشتركة وانعقاد اجتماعات التفاوض، يبدو أنه لا توجد أخبار خاصة ولن يكون هناك أي خبر.
كما أن الجبهة "حداش" ليست في عجلة من أمرها لقبول مطالب حزب التجمع "بلد"، وأهمها: عدم التوصية بأي مرشح لتشكيل الحكومة والاعتذار للجمهور عن التوصيتين بشأن بيني غانتس.
علاوة على ذلك، تتمسك الجبهة "حداش" بمزاعمها بأنها أكبر حزب وأكثرهم تمثيلاً في الكنيست، وأنه يستحق نصيب الأسد في القائمة.
من هنا تحاول أن تكسب الوقت، لأن قيادتها واثقة من قدرتها على تجاوز نسبة الحسم وحدها، وإذا أوصت بمرشح معين لرئاسة الوزراء، فسيكون ذلك في ظل ظروف مفتوحة وواضحة.
إذا لم يتم قبول طلب التجمع "بلد"، ومن المحتمل أن تجد الجبهة "حداش" أسباب عدم قبولها، فإنها ستعلن عن ترشح مستقل للكنيست حتى قبل إجراء مفاوضات بشأن توزيع المراكز الستة الأولى في القائمة.
بدأ حزب التجمع "بلد" بالفعل في تهيئة الرأي العام -ليس لأن لديهم أوهامًا بانهم سيجتازون نسبة الحسم، ولكن- لإنهاء طريقهم في الكنيست عندما تكون ثقة الجمهور فيهم أكبر من ثقة الأحزاب الأخرى.
وتحاول استطلاعات الرأي التي أجريت في المجتمع العربي اختبار سباق مشترك بين حزب التجمع "بلد" وشريكه الأول الدكتور أحمد الطيبي رغم الاستياء بينهما.
قد يتعاونون في محاولة لتكرار المنافسة من عام 1999، ولكن هذه المرة هناك توقع لنسبة إقبال منخفضة للغاية من الناخبين، والتي لا يُتوقع أن تتجاوز 40%.
بالضبط الحزب العربي الوحيد الذي يعترف بفشل استراتيجية "فقط ليس بيبي"، وأنه من وجهة نظر أيديولوجية لا فرق بين نتنياهو وأي مرشح آخر لرئاسة الوزراء، ويدعي أن سياسة المركز تجاه المجتمع العربي والشعب الفلسطيني سياسة تمييز وقمع وسيدفع الثمن.