يسرائيل هيوم
دانا بن شمعون
إحراج في رام الله
قالت مصادر فلسطينية لـ"إسرائيل هيوم" إن رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" أصدر في الأيام الأخيرة تعليماته لأعضاء القيادة الفلسطينية بعدم التحدث علنًا عن استئناف العلاقات بين "إسرائيل" وتركيا.
ويأتي هذا التوجيه في ظل القلق من أن التصريحات حول هذه القضية الحساسة يمكن أن تلقي بظلالها على زيارة السلطة الفلسطينية لتركيا وتعوق الجهد الفلسطيني للحفاظ على علاقات جيدة مع أردوغان.
وأضافوا أن عباس طلب عدم التطرق إلى موضوع إعادة العلاقات بين "إسرائيل" وتركيا، وعدم الإشارة إليه علناً -سلباً أو إيجاباً- طالما هو في تركيا.
يذكر أن رئيس السلطة الفلسطينية وصل إلى تركيا في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، والتقى أمس بالرئيس أردوغان في أنقرة.
وتأتي الزيارة على خلفية التقارب المتجدد وإعادة العلاقات الدبلوماسية، بما في ذلك تبادل السفراء بين "إسرائيل" وتركيا.
يشار إلى أن القيادة الفلسطينية ليست متحمسة لـ "التطبيع المتجدد" بين البلدين، لكنها من ناحية أخرى تتجنب أي تصريح أو عمل قد يفسر على أنه محاولة لنسف التحرك أو معارضته.
في ذات الوقت، العلاقات مع "إسرائيل" في هذا الوقت مهمة لأردوغان، وتدرك الهيئة ذلك جيداً وتحرص على عدم الوقوع في تصريحات تحريضية كما حدث مع الإمارات والبحرين بعد توقيع إتفاق إبراهيم.
هدّأ الرئيس أردوغان -أمس- الخوف الفلسطيني من تضرر القضية الفلسطينية بسبب العلاقات بين أنقرة وتل أبيب -هذا ما أراد أبو مازن سماعه- وبالفعل هذا ما قاله أردوغان.
وقال أردوغان في تصريحات صحفية إن "خطوات علاقاتنا مع "إسرائيل" لن تقلل من دعمنا للقضية الفلسطينية، بل على العكس، يعلم أشقاؤنا الفلسطينيون أن هذه الخطوات ستساعد في حل القضية الفلسطينية وتحسين أوضاع الشعب الفلسطيني".
السلطة الفلسطينية بحاجة إلى تركيا سياسيًا واقتصاديًا، وهناك جهد فلسطيني لتوسيع التعاون مع أنقرة في مجالات الصحة والتعليم والسياحة والتجارة.
وترى رام الله أن السوق التركية مصدر مهم للاستثمار والتبادل التجاري، حيث ينظر الكثير من الفلسطينيين إلى المدن التركية كوجهة شهيرة للسياحة، وعادة ما يذهب الطلاب من المناطق إلى التعليم العالي في تركيا، وأبو مازن ليس على استعداد للمخاطرة بكل هذه الإمكانات، كما أن تركيا لها دور كبير وثقل في المنطقة، إنها قوة مهمة، وأبو مازن بحاجة إلى الأتراك إلى جانبه.
صحيح أن الزيارة الحالية تأتي بدعوة من أردوغان، لكنها أيضا جيدة لأبو مازن الذي قرر منذ زيارة بايدن تجديد نشاطه الدبلوماسي في العالم من أجل خلق أفق سياسي، لإبقاء حل الدولتين على جدول الأعمال، وتلقي الدعم لمطلبه الاعتراف بفلسطين كعضو كامل العضوية في الأمة.
لهذا السبب التقى -في الواقع- بقادة الدول التي تربطها علاقات جيدة مع "إسرائيل"، مثل الاجتماع مع ماكرون في فرنسا.
ويقولون في رام الله "يبدو أن أبو مازن يحاول استخدام نفوذ تركيا على "إسرائيل" أيضاً في الشؤون السياسية".