هآرتس
حنين مجادلة
ترجمة حضارات
في الأسبوع الماضي، كتبت الصحفية في "يديعوت أحرونوت" أرئيلا رينجل هوفمان، عمود رأي بدأ بقصة عن منزل حجري جميل على قمة تل صغير في كفار يونا "التي أقيمت على أراضي فلسطينية محتلة"، وبحسب القصة، فإن المنزل الذي أصبح الآن مسورًا ومُعلن عنه مبنى ترميمي يعود لعائلة ثرية من نابلس، عائلة النابلسي.
قام والد الأسرة الحاج نمر النابلسي ببناء المنزل لابنه الحبيب، أصبح بناء المنزل في كفار يونا ممكناً، وفقاً للمؤلف؛ بسبب العلاقات الممتازة بين الأسرة الفلسطينية والسكان اليهود في كفار يونا في السنوات التي سبقت عام 1948.
الانتقال إلى أغسطس 2022، تم التعرف على شاب يدعى إبراهيم النابلسي، وهو غير مرتبط بأي منظمة، على أنه "إرهابي مطلوب" وتم اغتياله من قبل الجيش الإسرائيلي في نابلس، وتتساءل رينجل هوفمان عما تغير منذ عام 48 حتى اليوم وتتساءل عن دافع النابلسي وأصدقائه "لملء الأعمدة مرارًا وتكرارًا" في إشارة إلى صفوف المساحات الفلسطينية (لم تذكر كيف ولماذا يتم إفراغ الأعمدة مرارًا وتكرارًا، ولكن حسنًا ).
تنمو حيرتها على خلفية العلاقة الأسرية التي تتحدث عنها -دون أي دليل- إلى النابلسي من عام 2022 إلى عام 1948، كأنها لم تسمع بالنكبة أو الاحتلال، فليس واضحًا لها ما حدث منذ ذلك الحين، الأمر الذي جعل أحد أفراد الجيل الأصغر مطلوبًا، وحتى أنهى حياته، لكن كيف تبدو حياة شاب فلسطيني في واقع الاحتلال والفصل العنصري.
بالنسبة لشاب ولد في الانتفاضة والاجتياحات العسكرية، رأى أفراد عائلته وجيرانه وأصدقائه يعتقلون ويسجنون من قبل "إسرائيل"، شاب يعيش في كانتون، محاط بالجنود الذين يغزون في كل مرة ما كان من المفترض أن يكون مكانه الآمن، منزله
ما الذي يمكن أن يجعله يرغب في الموت، خاصة بعد أن تمتع جده الأكبر فيما يبدو بالتعايش مع اليهود؟
ولد النابلسي عام 2003. وولد بعد عام من عملية "السور الواقي" في ذروة الانتفاضة الثانية، لم تكن حياته حياة: فقد اجتاحت الدبابات الإسرائيلية مدينته وزرعت الدمار والخوف والدمار، وتركت وراءها جثثًا.
هل هذا تعايش؟
هل هذه علاقات ممتازة؟
تتفاجأ رينجل هوفمان من أن الشباب الفلسطينيين في الضفة الغربية يكبرون بلا مستقبل، بلا أمل وبدون حلم، في رأيها، فإن قصص الجيل الأصغر مقارنة بالذي تدعي أنه جده البعيد تلخص "القصة الكاملة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مع احتمال حياة مشتركة ومع خسارة كبيرة لكلا الجانبين".
إذا كان الطرفان متشاركين، فلماذا لا تذكر بكلمة واحدة ما الذي تغير بالفعل منذ عام 1948؟ ماذا حدث لهؤلاء العرب الذين تربطهم "علاقات ممتازة" بالسكان اليهود؟ لماذا لم يعودوا إلى البيوت الجميلة التي بنوها؟ يعتقد المؤلف أن أبناء جيل النابلسي يعيشون في مشكلة أو على الهامش لذلك قرروا الانضمام إلى الكفاح المسلح، لكن العيش في نابلس عام 2022 هو الهامش بحكم التعريف.
كان النابلسي يبلغ من العمر 19 عامًا عندما استشهد، لا يُعرف ما كان يحلم به عندما كان طفلاً عندما يكبر.
الأرجح أن كونه مطلوباً وإطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال لم يكن على رأس قائمة طموحاته، لكن الاحتلال الإسرائيلي الجائر والمذل جعله شهيداً.