القناة الـ14
باروخ يديد
بينما تسخن العلاقات السياسية بين "إسرائيل" وتركيا، يعمل مقر حماس في تركيا على إنشاء بنى تحتية في شرق القدس.
في الآونة الأخيرة، كان هناك جهد كبير من قبل كبار مسؤولي حماس في تركيا -تم تحرير معظمهم من صفقة شاليط- لإنشاء بنية تحتية عسكرية وخلايا في شرق القدس.
يعمل هؤلاء المسؤولون الكبار في حماس بنشاط لتجنيد سكان شرق القدس، وتحويل الأموال وإنشاء مؤسسات مدنية ستكون بمثابة غطاء لأنشطة حماس وأوعزوا لهم بالاتصال برجال الشيخ رائد صلاح.
نشطاء حماس المسؤولين عن العملية في شرق القدس هم "خريجو الوحدة 101" الذين كانوا في منتصف التسعينيات من قادة خلايا حماس في المدينة، وخاطفو الشرطي "نسيم توليدانو" والجندي "نحشون فاكسمان"، والذين كانوا وراء الهجمات المميتة على الحافلات في القدس.
نشأ الكثير منهم على ركب نواب حماس محمود أبو طير وأحمد عتون من سكان المدينة، ويأتون بشكل رئيسي من القرى الواقعة في جنوب المدينة، صور بحر وأم طوبا، ومعظمهم من الخليل.
نشطاء حماس في تركيا معروفون جيدًا لأجهزة الأمن في "إسرائيل"، وكان أبرزهم "زكريا نجيب" الذي اختطف نحشون فاكسمان، وأعضاء فرقة تحمل اسم "الوحدة 101" التابعة لحركة حماس، والذين اشتركوا في اختطاف الشرطي نسيم توليدانو ومنهم محمود عطون وموسى عكاري وماجد أبو قطيش، وأفرج عن الثلاثة في "صفقة شاليط" ورحلوا إلى تركيا مع نحو 40 ناشطا آخرين.
من تركيا، يستغل كبار مسؤولي حماس -محرري صفقة "شاليط "- شركاءهم وأفراد عائلاتهم، وسكان القرى التي نشأت فيها حماس، ويقومون بتجنيد الأسرى المفرج عنهم، وكذلك جيل جديد من الناشطين الشباب والمجهولين، لمهمات عدائية، ومنهم فتيان شاركوا في المظاهرات في شرق القدس والمسجد الأقصى.
خالد صباح
في كانون الثاني/يناير الماضي، عمل مكتب الرئيس التركي، رجب أردوغان، والرئيس يتسحاق هرتسوغ، على تلخيص التفاصيل النهائية للزيارة التي قام بها رئيس "إسرائيل" إلى تركيا والتي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، والتي سعت إلى إرسال إشارة إلى "إسرائيل" والولايات المتحدة أنها كانت للبدء بحقبة جديدة.
في تلك الأيام، التقى مسؤولون كبار في مقر حماس في تركيا مع أحد سكان القدس من قرية صور باهر اسمه خالد صباح، جاء إلى اسطنبول مع ولديه، منيب ومصعب، وزوجته، وكان الغرض من ذلك كله هو: كان لإضفاء طابع الرحلة العائلية.
والتقى صباح بمحمود عطون وموسى عكاري وزكريا نجيب كبار المسؤولين في "مجموعة القدس" التابعة لحماس في تركيا، الذين طلبوا منه أن يتولى منصب منسق عمليات حماس في القدس، إلى جانب تحمله مسؤولية تمويل العمليات.
وأبلغ صباح في الاجتماعات بضرورة الإسراع والمضي قُدماً حتى يكون جاهزا للتحرك بالفعل في شهر رمضان في المدينة.
ومن بين جميع الطلبات، طلب عطون وعكاري من صباح تحويل مبلغ 250 ألف دولار لأنشطة حماس في القدس "وإسرائيل"، بحسب لائحة الاتهام.
تلقى صباح أموالاً من نشطاء حماس في تركيا وطُلب منه نقلها إلى نشطاء حماس، بمن فيهم أفراد من عائلة عطون في القدس.