كيف نمنع إيران من تطوير أسلحة نووية؟

معهد بحوث الأمن القومي
تامير هايمان
ترجمة حضارات 


نُشر مؤخرًا عن محاولات كبار المسؤولين الإسرائيليين مع التركيز على رئيس الموساد، للتأثير على الموقف الأمريكي ومنع توقيع الاتفاق النووي الذي يتبلور مع إيران، لكن من المهم التوقف وتذكر أننا لا نناقش بين البدائل الممتازة أو المثالية، ولكن بين البدائل المطروحة حاليًا، وهي حالة مع اتفاق مقابل موقف بدون اتفاق.

عند التعامل مع هذا، هناك مجال للعودة إلى السؤال الأساسي: كيف نمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية؟ وفي غضون ذلك، أي من حالات الاتفاق أو عدم الاتفاق يدفع إيران أكثر أو أقرب إلى الأسلحة النووية.

من الواضح لجميع المعنيين بالقضية أنه لا يمكن صياغة اتفاق ممتاز يلبي مصالح "إسرائيل" في الوقت الحاضر، لأن المصلحة المشتركة للقوى تختلف بشكل كبير عن المصلحة الإسرائيلية، وكذلك التصورات حول نوايا إيران بعيدة المدى.

منذ عام 2015، حدثت تغيرات عالمية كبيرة تخلق صعوبة في التعاون بين القوى: الاستقطاب العالمي بين الشرق والغرب، والحرب في أوروبا، والأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة، وآثار أزمة المناخ، هذا بالإضافة إلى العلم بأنه لا توجد فرصة لاستعداد إيران للتوقيع على مثل هذا الاتفاق، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من تقييد حريتها في العمل.

لقد أوضحت إيران في مناسبات عديدة أنها لن توافق على أي تنازلات أخرى بخلاف التنازلات التي وافقت عليها في عام 2015، وبالتأكيد ليس قبل التوصل إلى اتفاق بشأن العودة إلى الاتفاقية الأصلية لعام 2015، هذا الموقف لم يتغير رغم العقوبات الاقتصادية الشديدة التي واجهتها في السنوات الأخيرة.

يجب أن نقارن وضعنا اليوم في حالة عدم وجود اتفاق ووضعنا في المستقبل في ظل اتفاق، حتى لو كان أقل فائدة بالنسبة لنا مقارنة بالاتفاقية الموقعة في عام 2015. 

بقدر ما حاولنا في معهد دراسات الأمن القومي تحليل سيناريو عدم وجود اتفاق، توصلنا إلى نفس النتيجة تقدم كبير من جانب إيران في البرنامج النووي، مما سيجعلها تصل إلى العتبة النووية التي تسمح لإيران بامتلاك الأسلحة النووية في فترة قصيرة من الزمن.

في غضون ذلك، من المهم أن نتذكر أن النظام الإيراني يعتبر الخيار النووي العسكري "شهادة تأمين" لبقاء نظامه، لذلك، فإن الضغط الاقتصادي والتشغيلي، الذي قد يهدد استقرار النظام في نظر النظام، قد يدفع القائد إلى زيادة عزمه على تغيير استراتيجيته النووية، التي كانت حتى الآن مصممة لتحقيق قدرة نووية، والتقدم إلى الأمام.

لذلك، فإن السبيل الوحيد الممكن لمنع إيران من التسلح النووي هو اتفاق، وفي نهايته اتفاق آخر.

يجب تغيير النموذج، والانتقال من معارضة شاملة للاتفاقية، إلى تغيير التفاصيل الصغيرة والتقنية من أجل تحسينها، والتأكد من العودة، قدر الإمكان، إلى شروط الاتفاقية السابقة.

أي ما لا يقل عن 300 كجم من المواد المخصبة على الأراضي الإيرانية، بمستوى منخفض من التخصيب، وتفكيك البنية التحتية لأجهزة الطرد المركزي المتقدمة العاملة اليوم والتخصيب، والإشراف الدقيق والكامل مع توفير المعلومات عن كامل الفترة، التي لم يتم فيها أي رقابة وإزالة كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالإضافة إلى التحضير للاستمرار ووضع خطة عمل مع الولايات المتحدة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023