يديعوت أحرنوت
ترجمة حضارات
بينما يخبر مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى أي شخص على استعداد للاستماع إلى مخاطر إحياء الاتفاق النووي الإيراني، فإن الدول العربية في الخليج لا تفعل ذلك.
أسباب هذا الموقف لا تكمن فقط في نظام سياسي وثقافي مختلف، ترى دول الخليج إيران على أنها تحدٍ كبير يواجهها، لكن بينما تتعامل إسرائيل مع البرنامج النووي الإيراني على أنه لعبة محصلتها صفر، فإن النهج العربي يتسم بازدواجيته.
تدرك العديد من الدول العربية أنها لا تستطيع مواجهة إيران بمفردها، وبالتالي تتعاون سراً مع إسرائيل لكبح إيران، مع الحفاظ على العلاقات مع طهران في نفس الوقت.
تحافظ كل دولة خليجية على علاقات مع إيران، بهدف الوصول إلى تفاهمات من شأنها أن تخفف من خطر نشوب صراع أكبر.
مصر والأردن، اللتان تقعان على مسافة أبعد من إيران من الخليج، منزعجة أيضًا من تنامي نفوذ إيران في المنطقة، لكن نادرًا ما تعلقان على الموضوع علنًا، ويفعلان ذلك أساسًا من باب المصلحة الاقتصادية وحاجتهما للتضامن مع الخليج.
ترغب دول الخليج في وقف المشروع النووي الإيراني، لكنها تتفهم أنه يتطلب عملاً عسكريًا، وهو ما سيؤدي إلى هجوم إيراني مضاد على أراضيها، أحد المسؤولين في إحدى دول الخليج: "لدى إسرائيل الوسائل لحماية نفسها، ونحن لا نفعل ذلك".
كما أنهم ليسوا مغرمين بشكل خاص بالرفع المحتمل للعقوبات عن إيران، في حالة توقيع الاتفاق النووي الجديد، ويخشون أن يتجه التدفق النقدي الجديد إلى مزيد من زعزعة استقرار المنطقة، من قبل الجمهورية الإسلامية.
على الرغم من أنه من المتوقع أيضًا أن تستفيد بعض الدول العربية، مثل الإمارات العربية المتحدة، من التجارة الممتدة مع إيران بمجرد إزالة العقوبات، فإن الصفقة تشير لهم إلى مدى ضعف حليفهم الغربي الرئيسي الأمريكيون في الواقع.
ومع ذلك، فمن المحتمل ألا ينتقدوا الصفقة علنًا أبدًا، من أجل البقاء على علاقة جيدة مع الولايات المتحدة والحصول على "حزمة التعويضات" المعدات العسكرية المتقدمة.
تفضل دول الخليج أن تقوم إسرائيل "بالعمل القذر"، ومن المحتمل أن بعضها ناقش الأمر مع المسؤولين الإسرائيليين، في حين أن الأولوية القصوى لإسرائيل هي الحاجة إلى وقف البرنامج النووي الإيراني، فإن دول الخليج قلقة في الغالب من تورط طهران في العراق ولبنان وسوريا واليمن وغزة وأفغانستان، فضلاً عن ترسانتها من الصواريخ الباليستية.
وبقدر ما يتعلق الأمر بالخليج، بمجرد توقيع الاتفاق، ستمنح إيران شرعية بحكم الأمر الواقع لمواصلة ليس فقط أنشطتها النووية، ولكن لمواصلة هياجها في الشرق الأوسط، بشكل مباشر أو عبر وكلائها.
ستحتاج دول الخليج إلى إسرائيل أكثر بمجرد توقيع الصفقة مهما كانت صلتهم بها سرية، فإسرائيل تساهم في أمنهم القومي وتشكل عامل ردع.