هل يكشف الطيراوي سر وفاة عرفات!

موقع نيوز 1

يوني بن مناحيم



دخلت معركة الخلافة على قيادة السلطة الفلسطينية ذروتها، حيث يعمل حسين الشيخ -الخليفة المعين لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس- على القضاء سياسياً على خصومه السياسيين في قيادة فتح، وعلى رأسهم توفيق الطيراوي ومروان البرغوثي وكلاهما عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح، ويعتبرون أنفسهم خلفاء لأبي مازن.

ويخطط الشيخ لتولي قيادة فتح من خلال عقد المؤتمر الثامن لفتح الذي ينتخب مؤسسات الحركة.

توفيق الطيراوي كان الرئيس السابق للمخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية، وهو اليوم عضو في اللجنة المركزية، اتهمه تقرير صادر عن لجنة تحقيق تابعة للسلطة الفلسطينية بأعمال فساد ومحسوبية.

المرشح الآخر هو مروان البرغوثي -المهندس للانتفاضة الثانية- والذي يقضي خمسة أحكام بالسجن مدى الحياة في سجن إسرائيلي.

البرغوثي عضو في اللجنة المركزية لفتح ومنافس لدود لمحمود عباس وحسين الشيخ، وفي استطلاعات الرأي العام الفلسطيني يكتسب شعبية كبيرة كخليفة محتمل لعباس.

أعلن البرغوثي -خلال العام الماضي- عزمه الترشح للانتخابات المقبلة في السلطة الفلسطينية، وعمل أبو مازن وحسين الشيخ مع إدارة بايدن ومع "إسرائيل" لضمان عدم إطلاق سراحه في إطار صفقة تبادل الأسرى الجديدة مع حماس على أساس أنه يخرب التنسيق الأمني للسلطة الفلسطينية مع "إسرائيل" والولايات المتحدة.

تقول مصادر في فتح إن حسين الشيخ نجح في إقناع رئيس السلطة الفلسطينية بالتعامل مع الطيراوي أولاً وجعله مثالاً لكبار مسؤولي فتح لمن يجرؤ على تحدي قيادة أبو مازن وحسين الشيخ حتى يكون عبرة لغيره.

وتهدف الخطة إلى فعل ما فعله أبو مازن بمحمد دحلان عام 2011 مع الطيراوي، حيث اتهمه بالفساد وعزله من اللجنة المركزية لفتح وأراد مقاضاته، حيث هرب دحلان إلى الأردن ومن هناك إلى الإمارات العربية المتحدة.

أبو مازن اتخذ بالفعل بعض الخطوات الأسبوع الماضي ضد الطيراوي، فعزله من رئاسة مجلس أمناء جامعة "الاستقلال" وحرمه من حراسه الشخصيين؛ من أجل إضفاء الشرعية على إقالته من قيادة فتح في الرأي العام الفلسطيني، حيث سرب شخص على رأس الحركة إلى صحيفة "إيلاف" السعودية تقرير التحقيق الخاص باللجنة الخاصة بالسلطة الفلسطينية التي تم تشكيلها للتحقيق في شبهات فساد الطيراوي.

ويتناول التقرير موضوع جامعة "الاستقلال" التي ترأس الطيراوي مجلس أمنائها حتى عزله، وهي أكاديمية عسكرية وأمنية يتدرب فيها عناصر من قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، وقد تأسست عام 2007، ويُشتبه في ارتكاب الطيرواي لمخالفات مهنية ومالية ومحاباة الأقارب.

وكانت توصيات اللجنة هي إقالته من منصبه كرئيس لمجلس أمناء الجامعة وتعيين مجلس أمناء جديد من قبل أبو مازن بالتشاور مع مقربين منه مثل حسين الشيخ وماجد فرج.

وكشف التقرير عن تورط الجامعة -أيضاً- في العقارات وبناء فيلات في منطقة أريحا وبناء مزرعة لخلايا النحل.

في حين أنكر مقربو الطيراوي جميع الاتهامات الموجهة إليه وزعموا أنهم يحاولون الدفاع عنه وأن هذه مؤامرات كاذبة، ويقولون "كل من يعارض حسين الشيخ يتم عزله من منصبه".



هل سيفتح الطيراوي صندوق باندورا

كما يرأس توفيق الطيراوي لجنة تحقيق نيابة عن السلطة الفلسطينية في ملابسات وفاة ياسر عرفات، وقد حصلت على ميزانية شهرية منذ عام 2004 دون أي نتائج للتحقيق، وبدأ حسين الشيخ فحص جميع الأموال التي حصل عليها، وسيُطلب من الطيراوي إحضار البيانات المالية والإيصالات لما تم بالأموال التي حصل عليها.

لكن مصادر في حركة فتح تحذر من أن تنحية الطيراوي ستؤدي إلى نتيجة معاكسة، حيث يعرف الرجل الكثير من أسرار أبو مازن الخفية وقد يشرع في مهمة انتقامية إذا طُرد من قيادة فتح، وفتح صندوق باندورا.

ومن الأسرار الخفية التي يحملها إجابة سؤال من المسؤول عن وفاة ياسر عرفات؟ في ذلك الوقت، ألقى أبو مازن ومحمد دحلان باللوم على بعضهما البعض في وفاة عرفات.

الآن، تقول مصادر رفيعة في فتح، إن المشتبه به الرئيسي في مقتل عرفات هو طبيب أسنانه الدكتور "سعيد درس الطريفي" -الذي كان نقيب أطباء الأسنان الفلسطيني- وتقييم فريق التحقيق أنه سمم عرفات عن طريق حقنه بحقن سم في جسده مباشرة في إحدى أسنانه، أو بوضع السم في معجون الأسنان الذي استخدمه، وعندما جاء رجال الأمن الفلسطيني إلى منزله لاعتقاله -بعد أشهر قليلة من وفاة عرفات- قيل لهم إنه توفي في  ظروف غامضة وبالتالي تم إغلاق التحقيق.

قدم مسؤولون كبار في فتح تفاصيل حصرية من التحقيق في وفاة عرفات، وقال عزام الأحمد -عضو قيادة فتح- في تحقيقه، إن طبيب أسنان ياسر عرفات كان يأتي كل يوم إلى المقاطعة في رام الله، ويجلس بجانب قبر عرفات ويبكي، وفي تقديره قتل الطبيب لإخفاء حقيقة موت عرفات.

ناصر علي درس -شقيق طبيب الأسنان- قال إن شقيقه كان بصحة جيدة وأن سبب وفاته نزيف مفاجئ في دماغه، مضيفاَ أن شقيقه له علاقات وثيقة مع حسين الشيخ وأبو مازن.

وقال منتصر مصطفى الحاج -المعروف باسم "أبو الربيع" والمسؤول عن الحرس الرئاسي لعرفات- للجنة التحقيق أن أقرب الناس إلى عرفات كان رئيس أركانه رمزي خوري -الذي كان يدخل غرفة نوم عرفات دون أن يوقفه أحد- هو الذي أحضر طبيب الأسنان إلى عرفات وتأكد من إحضار معداته الطبية إلى المقاطعة في رام الله.

وبحسبه فإن خوري قريب جداً من أبو مازن، وبعد وفاة عرفات عينه أبو مازن في منصب رئيس الصندوق الوطني الفلسطيني.

هل يعرف الطيراوي من أرسل طبيب الأسنان ليقتل ياسر عرفات؟ هل هو أبو مازن أم محمد دحلان؟ ولماذا تم قتل طبيب الأسنان؟

تشير التقديرات إلى أن الطيراوي يمتلك معلومات شديدة الانفجار عن كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية، بما في ذلك التسجيلات، وقد يستخدم هذه المعلومات في أنسب وقت له لتصفية الحسابات.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023