القناة السابعة
شمعون كوهين
أعدمت حماس اثنين من رجالها بحجة تعاونهما مع "إسرائيل" ما هي رسالتها لأهالي قطاع غزة والجهاد و"إسرائيل"؟
الحدث يعطينا لمحة أخرى عن سلوك حماس تجاه السكان في قطاع غزة، تحدثنا عن هذا الأمر مع د. غادي حيتمان، محاضر في جامعة أريئيل وعضو في مشروع "النصر الإسرائيلي".
ويشير د. حيتمان إلى أن حادثة كهذه ليست الأولى، لكنها تشير في الوقت الحالي إلى ما يقلق حماس، وهذا يتعلق بالإنجازات التكتيكية الإسرائيلية في عملية "مطلع الفجر" والحساب الذاتي الذي تقوم به حماس لنفسها في اليوم التالي للعملية رغم أنها لم تكن موجهة ضدها.
وبحسب تقدير الدكتور حتمان، فإن حماس تحوّل أهمية قدرات "إسرائيل" العسكرية والاستخباراتية ضد حركة الجهاد الإسلامي، وهي القدرات التي أدت إلى توجيه ضربة كبيرة لقادتها، وهي ترغب في التأكد من عدم تعرضها للاختراق الاستخباراتي، بالإضافة إلى ذلك، تود أن تنقل رسالة إلى سكان قطاع غزة مفادها أننا لن نتعاون مع "إسرائيل" ومن يفعل ذلك سيدفع ثمناً باهظاً.
يعتقد حيتمان أنه على الرغم من الرسالة الحادة التي تريد حماس إيصالها إلى سكان قطاع غزة، إلا أنه ليس من المؤكد أن الجمهور هناك مردوع فعلاً، لأن المخابرات الإسرائيلية مستمرة في العمل في جميع أنحاء قطاع غزة لجمع المعلومات، وهي التي تقوم بجمع المعلومات التي تمكن من القيام بنشاط عالي الجودة وفعال ضد قادة "الإهاب".
تدرك حماس أن ردعها يتلاشى بمرور الوقت ولذلك فهي بحاجة إلى القيام بأعمال داخلية تذكر ما هو في نظرها مسموح وما هو محظور.
أما عن البصيرة التي تتلقاها حماس من التفريق الإسرائيلي بينها وبين الجهاد، فيرى الدكتور حيتمان أن الأمور في الجانب العسكري واضحة، والدليل على ذلك أنه منذ "الجرف الصامد"، مرت 8 سنوات لم تبدأ فيها حماس بشكل دراماتيكي تحركات ضد "إسرائيل"، أما بالنسبة لفكر حماس فلم تتغير الأمور، وما زالت المنظمة تأمل في اليوم الذي يستطيع فيه إقامة خلافة إسلامية على حساب "إسرائيل".
"بشكل عام، رسالة حماس هي، نحن لاعب يريد تغيير الساحة وإعادة فلسطين لأصحابها، لكننا نتفهم محدودية القوة في مواجهة "إسرائيل" ولدينا شعب نريد أن نهتم به.
الحكومة الإسرائيلية تساعد بإصدار تصاريح العمل، مما يهدئ الواقع هناك عندما يحفز الاقتصاد نفسه، وبالتالي فهي ليست "إسرائيل" ضد منظمة "إرهابية"، بل "إسرائيل" ضد هيئة سيادية يجب أن تدير شؤونها في القطاع، وتناور بين رؤية تحرير فلسطين والتصالح مع الواقع كما هو.
لهذا عندما تدخل حركة الجهاد الإسلامي في العمل العسكري، تقول حماس تستطيعون إطلاق النار وتنفيس الضغوط حتى أشعر أن هذا يعرض مصلحتي للخطر ثم أقول لكم كفى.
في ضوء هذه الكلمات، سألنا الدكتور حيتمان عما إذا كان من الممكن أن تكون الرسالة التي تسعى حماس لإيصالها في إعدام عناصرها تتعلق بـ "حارس الأسوار" ولكن من ناحية أخرى، و هي أن تثبت لسكان قطاع غزة أنها لا تزال مخلصة لنضالها مع "إسرائيل"، وبهذه الطريقة تسعى للرد على أولئك الذين يجادلون ضدها بأنها تتعاون مع "إسرائيل"، ولهذا السبب لم يتعرض قادتها للأذى أثناء العملية الأخيرة التي استهدفت فقط الجهاد ورجاله.
أشار حيتمان إلى أن هذه فرضية لا ينبغي رفضها أو تأكيدها، وهي بحاجة إلى اختبار، والاختبار المطلوب هو الخطوات العملية التي اتخذتها حماس، وإذا كان هذا هو هدف التنظيم، فعندئذٍ تعاملوا بطريقتين أخريين، في خطب الجمعة والقيام بخطوة محددة بإطلاق النار على "إسرائيل" لإثبات أن فلسطين لم تنسى، لم يتم اتخاذ هاتين الحركتين.
"يجلس السنوار ومحمد الضيف وآخرون في غزة ويفكرون في تحركات سياسية واسعة للغاية وينظرون إلى ميزان القوى بين "إسرائيل" وبينهم، ويقولون إن هذا ليس الوقت المناسب لتحدي الإسرائيليين".
يتكهن الدكتور حيتمان -الذي يعتقد أن حماس تريد إيصال رسالة رادعة "لإسرائيل"- وتدرك حماس أنها إذا بدأت معركة، فقد تتعرض للضرب وليس فقط من ناحية إطلاق قذائف الهاون، بل ستؤدي إلى حقيقة أنه لن يكون هناك 18 ألف تصريح عمل للأشخاص الذين يجب أن أعتني بهم، لذلك، ليس هذا وقت القتال مع اليهود".
وبحسب فهمه، فإن إدارة السكان في قطاع غزة تجعل اعتبارات حماس أكثر تعقيدًا من اعتبارات الجهاد الإسلامي.
الجواب، في اعتقاده، سيكون في القرار الذي يجب أن يأتي من الجانب الإسرائيلي في مسألة مستقبل قطاع غزة.
"إسرائيل لم تتخذ قرارًا رسميًا، لقد قررت فقط الاستمرار في السير البطئ، وليس الذهاب إلى معركة عسكرية واسعة النطاق لأنها تتفهم التكاليف المترتبة عليها، وقررت أيضًا عدم اتخاذ خطوة سياسية ضد حماس، لهذا السبب نحن متعثرون.
من منظور واسع، نحن ننتصر تكتيكيًا أو عمليًا، لكن ليس استراتيجيًا، وحماس لا تربح استراتيجيًا أيضًا، نحن عالقون مع بعضنا البعض".