يسرائيل هيوم
آفي بارئيل
ترجمة حضارات

اقترح وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس ووزير العدل ساعر مؤخرًا، تحت رعاية المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، تقويض خضوع الحكومة للكنيست المنتخب، المقترحات ليست أقل من فضيحة.

إنه لعار على الصحافة وعلماء السياسة في الجامعات، الذين لم ينتقد أي أحد منهم تقريباً الضرر الجسيم المخطط له بالديمقراطية الإسرائيلية، في نظام برلماني مثل نظامنا، ننتخب كنيست وليس حكومة، كما يحدث في نظام رئاسي.

حكومتنا لديها فقط السلطة التي منحتها إياها الكنيست، وهي تسيطر فقط بقدر ما تثق به في الكنيست، إذا "تحررت" من التبعية للكنيست، ستكون حكومة استبدادية؛ لأنها لم تنتخب بشكل مباشر.

وهذا ما اقترحه الاثنان: تحديد مدة دنيا لمنصب الحكومة، حتى لو خسرت الأغلبية في الكنيست؛ لإلغاء الحل التلقائي للكنيست، في حالة رفضها للميزانية المقترحة من قبل الحكومة، عدم السماح بالإعلان عن انتخابات جديدة قبل انتهاء الولاية الكاملة للكنيست، ولكن بأغلبية 70 عضوًا بالكنيست.
 هذه مقترحات ماكرة، ما يسمى بحذر، ومبنية على افتراض أن الجمهور لن يفهم ما هو موجود في الكنيست، الحساء الذي يطبخونه.

الحكومة التي فقدت أغلبيتها في الكنيست لن تكون حكومة انتقالية مقيدة في صلاحياتها، حتى يقول الجمهور كلمته، إذا خدمت لفترة طويلة، فلن يكون من الممكن تقييدها.

ترى أعيننا ضغوط غانتس للسماح للحكومة بالذهاب إلى ما هو أبعد من تعيين رئيس الأركان تحت ذريعة الطوارئ؛ لذلك سوف نحصل على حكومة حاكمة بدون شرعية ديمقراطية. 
هذا يعني أنه عندما "تسقط" حكومة في تصويت بحجب الثقة؛ لأن معظم ممثلي الجمهور في الكنيست لا يؤيدونها، فلن تكون بمثابة حكومة انتقالية محدودة حتى انتخابات مبكرة، لكنها ستبقى لفترة أطول. الفترة، التي يحددها القانون، بدون أغلبية في الكنيست، ستعمل حكومة هنا لفترة طويلة دون المصادقة السياسية لغالبية ممثلي المواطنين في الكنيست!

هاجم غانتس عميحاي شيكلي بوقاحة لإسقاط الحكومة، لكن شيكلي كان مخلصًا لناخبيه، هذا الولاء بالذات هاجمه زعيم حزب ديكتاتوري. لديه ولاء للقائد فقط، والآن يقترح "تحرير" الحكومة الإسرائيلية بأكملها من الحاجة للحكم بموافقة المواطنين، وبموافقتهم فقط.

كيف ستحكم حكومة لا تستطيع تمرير موازنة وتستمر في العمل كما هو مقترح؟ من خلال ميزانية لم يوافق عليها ممثلونا؟ ألم يسمع المؤيدون بـ "لا ضرائب بدون تمثيل" منذ أيام الثورة الأمريكية؟ وهل ستجري مفاوضات ائتلافية مع كتل الكنيست حول أي قانون تريد تمريره؟ ربما لن تمرر القوانين؟ هل ستحكم بواسطة المراسيم واللوائح؟ واحد من اثنين: إما أن يسبب شللا حكوميا، أو نحصل على إدارة استبدادية.

بالتأكيد لن نحقق "استقرار الحكومة"، كما قال غانتس، الذي ربما لم يفهم ما كان يقوله.

هذا صحيح، نحن نعاني اليوم من عدم الاستقرار، بسبب نظامنا القومي النسبي الكارثي، وبسبب مقاطعة أكبر كتلة، المقاطعة التي قضت على قدرة النظام الضئيلة على الاستقرار. 
على الرغم من عدم الاستقرار، ما زلنا نتمتع ببعض المرونة بفضل حقيقة أن حكومتنا تتحكم فقط في موافقة المواطنين من خلال ممثليهم.

هذا ما يريد الأطباء الوثنيون إزالته بمقترحاتهم الخطيرة. سوف يحرمون الحكومة من شرعيتها، وبقيامهم بذلك سوف يتسببون هنا، وبحق، في أعمال شغب.

هل يعتقد المؤيدون أن الجمهور الإسرائيلي هو قطيع مطيع؟ لا ينصح بتجربة هذا الافتراض، من الأرجح أنهم يعتقدون أن الجمهور لن يفهم ما يحدث لهم، هذا أيضًا خطأ مرير.

قام المعهد الإسرائيلي للديمقراطية برعاية مقترحات غانتس وساعر، وبذلك أزال المعهد من وجهه القناع الرقيق لهيئة فوق حزبية تهتم فقط بالديمقراطية الإسرائيلية.

نشر المعهد خطة لتآكل أكثر حدة لتلك السيادة التي يتمتع بها المواطنون من خلال البرلمان الذي ينتخبونه، سنناقش مقترحاته في المرة القادمة.