موقع نيوز 1

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات

تعرّف حركة الجهاد الإسلامي قرار إسرائيل بإطلاق سراح الناشط في التنظيم خليل العواودة، الذي أضرب عن الطعام بسبب اعتقاله الإداري لأكثر من 170 يومًا، بأنه انتصار على إسرائيل.

سيطلق سراح خليل العواوده في 2 أكتوبر / تشرين الأول بانتهاء مدة اعتقاله الإداري، وقد وقع تعهدًا بعدم العودة إلى النشاط الـ"إرهابي"، وفي غضون ذلك أوقف إضرابه عن الطعام وعاد لتناول الطعام.

سيطلق سراح العواودة في الموعد المحدد من البداية لانتهاء اعتقاله الاداري، وخضعت إسرائيل لضغوط مصر ولم تمدد اعتقاله الإداري؛ وقد اتبع الأسلوب الذي تم تجربته واختباره لعناصر الجهاد الإسلامي الذين صدر بحقهم مذكرة توقيف إدارية، وهو إضراب طويل عن الطعام في السجن من شأنه أن يهيج الضفة الغربية، ويؤدي في النهاية إلى إطلاق سراحهم.

في فبراير من هذا العام، أطلقت إسرائيل سراح هشام أبو هواش، وهو ناشط آخر في حركة الجهاد الإسلامي، بعد إضراب 141 يومًا، كما وقع تعهدًا بعدم العودة إلى النشاط الـ"إرهابي"، وأعطت مصر ضمانًا لإسرائيل بأن خليل عواودة وهشام أبو هواش، سيلتزمون بالتعهدات.

أما تنظيم الجهاد الإسلامي فقد خرج بنصف شهوته وهو يعزو نجاحه في إطلاق سراح خليل العوادة، إلى المواجهة العسكرية الأخيرة مع إسرائيل (عملية "بزوغ الفجر").

كان الاعتقال الإداري على خليل العواودة أحد أسباب التصعيد الأخير في قطاع غزة، كما طالبت حركة الجهاد الإسلامي بالإفراج عن القيادي في التنظيم الشيخ بسام السعدي، الذي اعتقل في جنين مقابل استمرار تخفيف حدة التوترات على حدود قطاع غزة، ولكن هذا لن يحدث على الأرجح في الفترة المقبلة، حيث تم تقديم لائحة اتهام ضده الأسبوع الماضي، واتهمته النيابة العسكرية بالانتماء إلى تنظيم الجهاد الإسلامي وتقديم خدمات له، والمساعدة في الاتصال مع العدو والتحريض وانتحال صفة الآخر.

وبحسب مصادر سياسية بارزة، فإن قرار الإفراج عن خليل العواودة من الاعتقال الإداري، اتخذه رئيس الوزراء يائير لبيد ووزير الجيش بيني غانتس، حيث جرت مفاوضات سرية مع مصر بشأن الإفراج خلف الكواليس، بعد أن تمكنت المخابرات المصرية من الوصول إلى تهدئة حركة الجهاد الإسلامي مؤقتًا، وتحقيق منها مدة إضافية لإدارة الاتصالات مع إسرائيل.

مصادر مطلعة تبرر قرار الإفراج عن الناشط في حركة الجهاد الإسلامي خليل العوادة لسببين:

استمرار اعتقاله الإداري سيزيد من الاضطرابات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وحالته الصحية كانت بالفعل على وشك أن تهدد حياته، وفي الضفة الغربية هناك بذور لانتفاضة شعبية جديدة والمنظمات تعمل على تصعيد الأمن في المستقبل.

يهدف القرار إلى إرضاء مصر، وإعادة التعاون الأمني ​​بين البلدين إلى حالته السابقة.

غضب المصريون على المستوى السياسي في إسرائيل، وادعوا أن إسرائيل التزمت لهم بالإفراج عن خليل العوادة والشيخ بسام السعدي في إطار وقف إطلاق النار، والجهاد الإسلامي أوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، لكن المسؤولين الأمنيين نفوا أنهم قد قطعوا أي وعد لمصر، ونتيجة لذلك حدث انفصال بين القاهرة وتل أبيب؛ وغضب المصريون، وألغى رئيس المخابرات المصرية عباس كامل زيارته المخططة لإسرائيل، واضطر رئيس الوزراء يائير لبيد إلى إرسال رئيس الشاباك رونان بار إلى مصر، لمحاولة حل الأزمة.

وبحسب مصادر مصرية، فقد التقى رئيس الشاباك رونان بار في القاهرة برئيس المخابرات المصرية كامل، وأوضح له أن هذا كان سوء تفاهم وتناقضات داخلية عفي قيادة المستوى السياسي، بسبب انتخابات نوفمبر والخوف من الرأي العام الإسرائيلي.

وأكد له أن موضوع الإفراج عن خليل العواودة وبسام السعدي سيعاد النظر فيه بإتجاه إيجابي، وبالفعل وافق المستوى السياسي فيما بعد على قرار الإفراج عن خليل العواودة.

أكد وزير الجيش بيني جانتس قبل أسبوعين وجود الأزمة في علاقات "إسرائيل" مع مصر، لكنه أعرب عن تفاؤله بأن الجانبين سيجدان طريقة لتسويتها وإعادة الاستقرار في العلاقات بين البلدين، كما غضب المصريون من إسرائيل بسبب اغتيال إبراهيم النابلسي في نابلس، والذي جاء على الرغم من المكالمة الهاتفية بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء لبيد، التي طالبه فيها الرئيس المصري بالعمل على تهدئة التوترات والعنف في الضفة الغربية.

وطالب رئيس المخابرات المصرية رئيس الشاباك رونان بار، بأن تفي إسرائيل بالتزاماتها الأمنية تجاه مصر، وأكد أن السلوك غير المسؤول للمستوى السياسي في إسرائيل يضر بمكانة مصر "كوسيط عادل" بين إسرائيل والفلسطينيين، الأمر الذي يمكن أن يضر بكل الأدوار الأساسية لاستمرار الاستقرار الذي تلعبه مصر كوسيط ومصداقيتها.

وفقًا لمسؤولين أمنيين في إسرائيل، فإن قرار الإفراج عن ناشط الجهاد الإسلامي خليل العواودة، سيسهم كثيرًا في إعادة الثقة في العلاقات الإسرائيلية المصرية، وقد زار وفد أمني إسرائيلي القاهرة الأسبوع الماضي.

وعلى جدول الأعمال أيضا محاولة مصرية، لتجديد المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس؛ بشأن صفقة جديدة لتبادل الأسرى، والوضع في الأراضي متوتر بسبب تصاعد العمليات، وإسرائيل بحاجة إلى مصر فيما يتعلق بالجهود مع السلطة الفلسطينية، والتنظيمات  في قطاع غزة على مواصلة الهدوء.