موقع نيوز 1
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
هاجم رئيس الأركان اللواء أفيف كوخافي الليلة الماضية، المسؤولين عن مكافحة العمليات في السلطة الفلسطينية، وقال: "جزء من الزيادة في العمليات ينبع من عدم جدية أجهزة الأمن الفلسطينية، الأمر الذي يؤدي إلى عدم وجود حكم في مناطق معينة من الضفة الغربية، وهي أرض خصبة لنمو المقاومة".
السلطة الفلسطينية ترفض كلام رئيس الأركان ولديها تفسير آخر لانتشار المقاومة، ويخشى رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن من التصعيد الأخير في أراضي الضفة الغربية، الذي قد يزعزع استقرار حكمه إذا امتد إلى الضفة الغربية.
مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية يتهمون إسرائيل بالمسؤولية عن التصعيد وموجة العمليات الأخيرة، ونقل رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن رسائل إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مفادها أن التصعيد في العنف يرجع إلى دخول الجيش الإسرائيلي بانتظام إلى المدينة الفلسطينية في مناطق (أ) ومخيمات اللاجئين، مما يخلق احتكاكًا مع المسلحين الفلسطينيين.
قال مسؤول كبير في حركة فتح: "إسرائيل بحاجة إلى وقف هذه التوغلات في أراضي السلطة الفلسطينية، والسماح لقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية بمعالجة الوضع"، على حد قوله، يزعم المسلحون الفلسطينيون أنهم يحمون السكان المحليين من الجيش الإسرائيلي، وفي المنطقة نفسها يوجد تنسيق بين الجهاد الإسلامي وحماس، الذين يريدون إشعال النار في المنطقة وزعزعة استقرار حكم أبو مازن.
يقول مسؤولون كبار في فتح: إنه "لا يزال من الممكن احتواء أحداث العنف في شمال الضفة الغربية في منطقة نابلس وجنين، ومنع موجة العمليات من الانتشار جنوبا باتجاه رام الله وبيت لحم والخليل، لكن على إسرائيل أن تكون حذرة للغاية، وألا تأخذ خطوات من شأنها أن توسع دائرة العنف؛ وتجر مجموعات أخرى من سكان الضفة الغربية إلى القيام بأعمال عنف.
يجب أن تكون إسرائيل حذرة بشكل خاص من العقاب الجماعي في الضفة الغربية، ولا يزال الجيل الفلسطيني الأكبر سناً بين الجمهور الفلسطيني، يتذكر العواقب الاقتصادية الوخيمة للانتفاضة الثانية في عام 2000، ولا يريد العودة إلى هذا الوضع.
يذهب عشرات الآلاف من الفلسطينيين من مناطق الضفة الغربية، للعمل في إسرائيل كل يوم ويريدون استمرار هذا الوضع، وأن يكون العيش والوضع الاقتصادي على رأس اهتمامات الجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية، وهذا الجمهور يفهم أن إسرائيل هي في حملة انتخابية ومن ناحية أخرى، فإن رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن ابن الـ 87 على وشك التقاعد من النظام السياسي، وذلك حتى يتم تحديد معركة الخلافة في السلطة الفلسطينية، ويتم اختيار خليفة لأبو مازن قانونياً في الانتخابات العامة، لا يوجد شيء للحديث عن استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين وعن أفق سياسي.
قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، خلال الانتفاضة الثانية: إن "الانتفاضة المسلحة ضد إسرائيل خطأ كبير، فقد صاغ فكرة "المقاومة الشعبية السلمية"، أي نضال شعبي يشمل إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة والمظاهرات والمسيرات بدون استخدام الأسلحة النارية.
في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، أجرى رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن مقابلة مع القناة الثانية الإسرائيلية، تعهد فيها بأنه طالما أنه رئيس السلطة الفلسطينية، فلن تكون هناك انتفاضة ثالثة ضد "إسرائيل". وقال أبو مازن في مقابلة "لا نريد المقتومة ولا نريد القوة والسلاح .. نريد الدبلوماسية والسياسة والمفاوضات والمقاومة السلمية".
البقاء في السلطة هو الشيء المهم
وفقا لمسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، لا يخشى رئيس السلطة الفلسطينية أن تمتد الانتفاضة جنوبا من شمال الضفة الغربية إلى رام الله وتطيح بحكمه، مسؤولون أمنيون فلسطينيون يسيطرون على وضع حينما غادر أبو مازن إلى مصر هذا الأسبوع، وسيسافر أيضا إلى نيويورك للمشاركة في مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
خلافا لياسر عرفات الذي امتطى نمر الرعب، أبو مازن لا يريد أن ينهي مسيرته السياسية بالدم والنار، فالأهم بالنسبة له هو الحفاظ على استقرار حكمه ونقل السلطة بشكل منظم إلى خليفته المعين، حسين الشيخ دون اضطرابات.
وبحسب مصادر في فتح وقع أبو مازن وحسين الشيخ، الذي يعتبر من المقربين منه اتفاقا يتعهد بموجبه حسين الشيخ بالاهتمام، بعد خروج أبو مازن من المسرح السياسي، لكي يضمن أفراد عائلته عدم تضرر الإمبراطورية الاقتصادية لابني أبو مازن، فهذا أهم شيء لأبو مازن.
هذه موجة عمليات وليست انتفاضة
تزعم مصادر في حركة فتح أن موجة العنف الأخيرة هي تنفس للهواء وتخفيف الضغط، لكنها ليست بداية انتفاضة جديدة. بحسبهم، الشارع الفلسطيني في الضفة ليس معنيا بانتفاضة الآن، ويعرف أنه لا يوجد تبني لموجة العنف الحالية، وأنها ستنتهي.
"الانتفاضة وضع سياسي واجتماعي وعسكري ونفسي"، يوضح أحد كبار أعضاء حركة فتح، "الأمر الذي يتطلب إجماعًا وطنيًا لجميع الفصائل وتطبيق هذا التوافق في جميع مجالات الحياة، وهذا ليس هو الوضع اليوم وإذا لم تتصرف إسرائيل بغباء فلن نصل إلى هذا الوضع.
اليوم لا توجد قيادة موحدة تقود الانتفاضة، رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن يعارض ذلك بشدة، والقوة العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي في أراضي الضفة الغربية، ليست كافية لبدء انتفاضة مسلحة ضد إسرائيل بدون حركة فتح.
المجتمع الفلسطيني منقسم دون إجماع وطني، رفض رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن جميع مطالب قادة فتح بتنفيذ قرارات المجلس المركزي للسلطة الفلسطينية، بوقف اتفاقيات أوسلو وتجميد التنسيق الأمني مع إسرائيل، فهو غير معني في التصعيد والانتفاضة في تقديره أن موجة العنف والعمليات، ستؤدي إلى عاراقة الدماء في نهاية المطاف.