مركز القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة (أمن، استراتيجية، دبلوماسية، قانون دولي)
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
بدأ حسين الشيخ خليفة أبو مازن، خطوة مهمة للسيطرة على المناصب الرئيسية في حركة فتح في المناطق، في الشارع الفلسطيني هناك تخوف من تزايد ظاهرة الاغتيالات الداخلية في مناطق الضفة، لأن خصوم حسين الشيخ السياسيين لديهم ميليشيات في أماكن مختلفة بالضفة الغربية.
دخلت معركة الخلافة في السلطة الفلسطينية ذروتها، وبدأ حسين الشيخ، المقرب من أبو مازن، الذي عينه ليكون خليفته، خطوة مهمة للسيطرة على حركة فتح في المناطق.
ويخطط الشيخ لتولي قيادة فتح من خلال عقد مؤتمر فتح الثامن، الذي ينتخب مؤسسات الحركة، وينوي الشيخ إقصاء بعض خصومه في قيادة الحركة من خلال الانتخابات الداخلية، و يمهد الطريق بذلك ليكون بعد خروج رئيس السلطة أبو مازن من المسرح السياسي، مرشح فتح الرسمي في الانتخابات الرئاسية.
التقى حسين الشيخ الأسبوع الماضي مع جميع أمناء حركة فتح في مناطق الضفة الغربية، لبحث الحاجة الملحة بالنسبة له لعقد المؤتمر الثامن لحركة فتح لإحداث التغييرات اللازمة.
في الأيام الأخيرة، ضغط ناشطون بارزون في حركة فتح، يُعتبرون مقربين من حسين الشيخ، على أبو مازن لتحديد موعد لانعقاد مؤتمر فتح الثامن؛ الذي كان من المفترض عقده في آذار (مارس) الماضي، لكن تم تأجيله لقيود مختلفة بسبب النقاشات الداخلية حول تكوين المندوبين في المؤتمر.
وانعقد المؤتمر السابع لحركة فتح، وهو الأخير، في عام 2016.
يقول أحمد حلس، عضو اللجنة المركزية لفتح من قطاع غزة، إن موضوع عقد المؤتمر سيكون على جدول أعمال اللجنة المركزية لفتح، التي ستنعقد قريباً وأن المؤتمر سيعقد هذا العام لأنه ضرورة وطنية.
لقد كرر بالفعل دعوة حسين الشيخ العلنية قبل أيام قليلة، يقوم الشيخ بتجنيد جيل الشباب من حركة فتح في المناطق لمساعدته؛ ويعد بالترقية في الحركة لقادة جيل الشباب لكسب دعمهم.
اتخذ رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، أبو مازن، مؤخرًا عدة خطوات لتقوية حسين الشيخ كخليفة له في المستقبل، عيّنه أمينًا عامًا للجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، وعيّن مقربين آخرين في اللجنة التنفيذية لتعزيز الدعم لحسين الشيخ.
عين أبو مازن المقرب منه روحي فتوح في منصب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، ويفترض أن يحصل على شرعية إضافية لحسين الشيخ في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.
يعتبر حسين الشيخ أقرب الأشخاص وأكثرهم ولاءً لأبو مازن، ووفقًا لمسؤولين كبار في فتح، فقد تعهد برعاية أبو مازن وأفراد أسرته بعد انسحابه، فلدى ابني أبو مازن إمبراطورية اقتصادية ضخمة، جزء منها في مناطق السلطة الفلسطينية، وتعهد الشيخ بأنها لن تتأذى.
وبحسب مصادر في حركة فتح، يعتزم حسين الشيخ إضعاف خصمين رئيسيين في معركة الخلافة، من خلال إخراجهما من مراكز القوة في الحركة في الانتخابات الداخلية.
وهما: توفيق الطيراوي، رئيس المخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية السابق وعضو اللجنة المركزية، حيث يتهمه تقرير لجنة تحقيق تابعة للسلطة الفلسطينية بأعمال فساد ومحسوبية.
المرشح الآخر هو مروان البرغوثي، المهندس للانتفاضة الثانية، والذي يقضي عقوبة بالسجن المؤبد 5 مرات في السجن الإسرائيلي.
البرغوثي هو عضو في اللجنة المركزية لفتح ومنافس لدود لأبي مازن وحسين الشيخ، في استطلاعات الرأي العام الفلسطيني ويكتسب شعبية كبيرة كخليفة محتمل لأبو مازن.
خلال العام الماضي، أعلن مروان البرغوثي نيته الترشح للانتخابات المقبلة في السلطة الفلسطينية، وعمل أبو مازن وحسين الشيخ مع إدارة بايدن ومع إسرائيل لضمان عدم إطلاق سراحه في إطار التبادل الجديد للأسرى مع حماس، على أساس أنه "إرهابي" سيخرب التنسيق الأمني للسلطة الفلسطينية مع إسرائيل والولايات المتحدة.
خطوة أخرى، يعتزم حسين الشيخ قيادتها من خلال المؤتمر الثامن لفتح، هو تعيين المقرب منه اللواء ماجد فرج عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح، وتعيين مقربين آخرين مثل عدنان غيث محافظ منطقة القدس، وأحمد عساف وزير الإعلام الفلسطيني، لشغل مناصب رئيسية في حركة فتح.
تشير تقديرات حركة فتح إلى أن حسين الشيخ سيتمكن قريبًا من عقد مؤتمر فتح الثامن، وقد أعطى أبو مازن بالفعل موافقته من حيث المبدأ، الأمر الذي سيؤدي إلى اضطراب كبير في معركة الخلافة في السلطة الفلسطينية.
ويخشى الشارع الفلسطيني من تزايد ظاهرة الاغتيالات الداخلية في الضفة الغربية بسبب وجود ميليشيات مسلحة تابعة للمعارضين السياسيين لحسين الشيخ في أماكن متفرقة بالضفة الغربية.
تراقب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من بعيد ولا تتدخل في معركة الخلافة؛ لكن فتح تزعم أنها تدعم تحركات حسين الشيخ.