دعوة أخيرة لميخائيلي

هآرتس

مقال التحرير

الوقت يمضي; والموعد النهائي لإغلاق قوائم المرشحين للكنيست الخامس والعشرين هو منتصف الليل يوم الخميس، لكن ميراف ميخائيلي، رئيسة حزب العمل، متمسكة برفضها الترشح مع ميرتس على أساس أن ذلك سيضعف قوة كلا الحزبين.

حاول رئيس الوزراء يائير لبيد، وهو أيضا رئيس الكتلة المنافسة ضد بنيامين نتنياهو، إقناع ميخائيلي.

 التقى لبيد بها و برئيس ميرتس زهافا جالون، لكن ذلك لم يساعد ميخائيلي حازمة في رأيها. 

لا تحتاج جالون إلى الاقتناع، وهي تدرك أن توحيد الأحزاب هو أمر واقع من أجل منع تشكيل حكومة متطرفة من قبل نتنياهو وإيتامار بن غفير.

وهي تدرك، مثل لبيد، أن مصير الكتلة في أيدي القيادتين؛ من أجل التوحيد مع حزب العمل، فإن جالون على استعداد لمنح ميخائيلي قيادة مثل هذه القائمة لكن ميخائيلي متمسكة بموقفها.

أيضاً استعداد لبيد لتبديد مخاوف ميخائيلي وتقديم مقترحات لها ولجالون لضمان عدم تضرر قوة كل من الحزبين نتيجة التوحيد، مثل تضمين في قائمته وضمان التمثيل في حكومة مستقبلية، كما أفادت مصادر مطلعة على مضمون الاجتماع لم تساعد أيضا (ميخال هاوزر توف، "هآرتس"، 10.9).

معارضة ميخائيلي محيرة بشكل رئيسي بسبب التشابه الكبير بين الحزبين، بعد كل شيء، حتى هي نفسها ستجد صعوبة في إيجاد اختلافات بين المرشحين والمرشحات في كليهما. 

بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر أن يؤدي التنافس المنفصل لحزبين متشابهين  إلى دفعهما إلى حملة تشهير متبادلة، في محاولة لجذب الناخبين إليهما، مع الإضرار بهما انتخابيًا. لكن كل هذا لا يُقارن بالخطر العظيم: 61 مقعداً لنتنياهو.

إذا لم تعد ميخائيلي اليوم الى صوابها، فلن تتمكن ميرتس وحزب العمل من التوصل إلى اتفاق حول تنافس مشترك في الوقت المناسب؛ لأنه حتى لو قررت هي وجالون أنهما يريدان دمج القوائم، فإن مثل هذا القرار يحتاج إلى موافقة مؤسسات الأحزاب.

ليس من الواضح من أين تحصل ميخائيلي على الثقة للإصرار على رفضها. إنها مقتنعة بأن هذا رهان آمن وتتجاهل احتمال أن أحد الطرفين أو أسوأ من ذلك كلاهما لن يجتاز نسبة الحسم.

 هل ميخائيلي مستعدة لخوض هذا الرهان المحفوف بالمخاطر؟

يجب أن تفهم ميخائيلي أن هذا ليس مجرد رهان على مستقبلها السياسي الشخصي، أو مستقبل حزب العمل، ولا على مستقبل كتلة التغيير فحسب، بل هو رهان على مستقبل دولة إسرائيل. 

تخاطر ميخائيلي، برفضها بالتخلي عن البلاد لصالح تحالف من المتطرفين، بقيادة الثنائي المحرض ومثيري الفتن نتنياهو وبن غفير، عليها أن تظهر المسؤولية وتتحد مع ميرتس.