مسؤولون إسرائيليون: الولايات المتحدة وأوروبا قلقون لكن يظهرون تفهماً لسلوك إسرائيل في الضفة الغربية

هآرتس

يهونتان ليس

في "إسرائيل"، تشير التقديرات إلى أنه على الرغم من الرسائل المقلقة التي بعثت بها الإدارة الأمريكية والأطراف الأوروبية، يظهر المجتمع الدولي تفهماً لسلوك "إسرائيل" في الضفة الغربية مؤخراً.

أعربت المبعوثة الأمريكية إلى المنطقة، باربرا ليف، عن مخاوفها من تصعيد الوضع الأمني، لكن بحسب مصدر سياسي_ فإن الإدارة الأمريكية لا تطالب "إسرائيل" بتغيير سياستها في الضفة الغربية، وبحسب المصدر فإن "الأمريكيين لا يضغطون علينا للقيام بهذا أو ذاك، إنهم يتفهمون الوضع الأمني".

قُتل ضابط في الجيش الإسرائيلي الليلة (الأربعاء) في تبادل لإطلاق النار مع ناشطين فلسطينيين بالقرب من حاجز الجلمة في شمال الضفة الغربية، كما أطلق الجيش الإسرائيلي النار على المسلحين، وهم أقارب يبلغون من العمر 23 عاماً من قرية دان بالقرب من جنين، ووفقاً للتحقيق الأولي الذي أجراه الجيش، فإن أحدهم عضو في جهاز الأمن الفلسطيني، وأعلن  الجناح العسكري لحركة فتح أن الاثنين كانا تابعين له، وتبناهما.

في "إسرائيل"، تعرض سلوك الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية في الآونة الأخيرة لانتقادات متكررة، ووفقًا لرئيس الأركان، فإن عدم كفاءتها هو الذي أدى إلى زيادة عدد العمليات في الضفة الغربية.

تبادل إطلاق النار الذي وقع الليلة هو مجرد حالة واحدة من أصل 141 حادثة إطلاق نار ضد جنود ومستوطنين إسرائيليين وقعت في الضفة الغربية منذ بداية العام، وبحسب معطيات الجيش، يعد هذا ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الحوادث من هذا النوع، والتي بلغت 61 في العام الماضي.

كما نُشر اليوم في "هآرتس"، أصبح عام 2022 -حتى قبل أن ينتهي- العام الذي قُتل فيه معظم الفلسطينيين في الضفة الغربية في السنوات السبع الماضية.

منذ بداية العام، قُتل 83 فلسطينيًا في الضفة الغربية - 80 منهم بنيران الجيش الإسرائيلي، وقتل ثلاثة آخرون على أيدي مستوطنين إسرائيليين في ظروف مختلفة.

هذا هو أعلى عدد من القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ عام 2015، عندما قُتل 99 فلسطينيًا على مدار العام.

من الصعب في "إسرائيل" التفكير في تحرك أو لفتة للفلسطينيين من شأنها أن تساعد في تهدئة الأجواء في الضفة الغربية.

في العام الماضي، اتخذت "إسرائيل" أكثر من 30 خطوة لتحسين الاقتصاد الفلسطيني، بما في ذلك زيادة كبيرة في تصاريح العمل للفلسطينيين في الـ"أراضي الإسرائيلية"، وبحسب التقديرات، فإن إجراءات مماثلة ستفيد الجمهور الفلسطيني فعلاً، لكن من المشكوك فيه ما إذا كانت ستقلل من ارتفاع التوتر وزيادته.

وقال مصدر كان حاضراً في النقاشات الأخيرة حول هذا الموضوع في مكتب رئيس الوزراء والمؤسسة الأمنية: "لا ينبغي أن نتوقع دراما كبرى في المستقبل القريب".

وتتمثل السياسة في هذه المرحلة في مواصلة العمليات الهجومية ضد النشاط العدائي وزيادة التعاون مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية قدر الإمكان.

وتطرق رئيس الوزراء يائير لابيد إلى هذه القضية يوم الثلاثاء في لقائه في برلين مع المستشار الألماني أولاف شولتز، وبحسب مصدر سياسي مطلع على تفاصيل المحادثة، قال لبيد: "إن على السلطة أن تفعل أكثر مما تفعله الآن للحد من العنف في جنين ونابلس، إذا كانت تريد أن تؤخذ على محمل الجد كجهة يتم التحدث إليها".

وزعمت مصادر أخرى أن القضية الفلسطينية كانت هامشية في الاجتماع بين الاثنين وأن شولتز لم يطالب "إسرائيل" بمطالب جوهرية بشأن هذه القضية أيضًا.

في المؤتمر الصحفي الذي عقده الزعيمان، اكتفى شولتز بإشارة عامة إلى الصراع المتصاعد في الضفة الغربية: حيث أعرب عن دعمه لحل الدولتين، وأضاف أنه من أجل منع التصعيد، فإن وضع الفلسطينيين يحتاج إلى تحسين، ودعا "جميع الأطراف لتجنب التدابير أحادية الجانب".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023