إلداد شافيت
معهد بحوث الأمن القومي
أدت الصعوبات في مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي إلى تبجح المسؤولين الإسرائيليين الرسميين بدور "إسرائيل" في التغيير الظاهر لموقف الإدارة الأمريكية، وكان هناك من أشار إلى "إبعاد" المبعوث الأمريكي روب مالي من منصبه، سارعت الحكومة الأمريكية إلى نفي هذه التصريحات الإسرائيلية، حيث تُذكر التفسيرات التي قدمها رئيس الموساد وغيره ممن أشاروا إلى الانتقادات والإحباط في "إسرائيل" فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية.
الإدارة الحالية حريصة على إظهار التعاطف مع "إسرائيل"، لكن في واشنطن هناك أصوات متزايدة، بما في ذلك بين المشرعين الديمقراطيين الرئيسيين، الذين لا يفهمون المواقف السياسية التي تتخذها "إسرائيل"، التي من وجهة نظرهم تتعارض مع المصالح الأمريكية.
في هذا السياق، يبرز التيار التقدمي المتنامي الذي يتمتع بتمثيل ثقيل في الكونجرس وبعضه يتخذ مواقف معادية لـ"إسرائيل" ويعمل على تعزيز أجندة ضدها، في هذا السياق، برز انتقاد النهج الحيادي الذي تبنته "إسرائيل" فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا وأكثر، في الوقت نفسه، من المهم أيضًا مراعاة العمليات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية طويلة المدى في الولايات المتحدة، التي على الرغم من عدم ارتباطها مباشرة بـ"إسرائيل" من المتوقع أن يكون لها تأثير كبير على الأجندة الأمريكية، بما في ذلك طبيعة العلاقات مع "إسرائيل".
يجب على القيادة الإسرائيلية بالطبع حماية ما تعتبره مهمًا لأمن "إسرائيل" القومي، ومع ذلك يجب أن يفهم أنه حتى في واشنطن في الإدارة وكذلك في الكونجرس، من المتوقع أن تحترم "إسرائيل" المصالح الأمريكية والامتناع عن التحركات التي تفسر على أنها تحرج الإدارة.
يجب أن يكون النهج في الحوار مع الإدارة موضوعيًا وشفافًا مع تجنب ذلك، عندما ثبت بالفعل أن المناقشات العامة يمكن أن تتدهور بسرعة إلى معركة تضر بمصالح الطرفين.
في ظل هذه الخلفية، من المهم للغاية عندما نأتي إلى صياغة سياسة متماسكة في مواجهة التحديات السياسية والأمنية التي تتطلب حوارًا سريًا مع الحكومة الأمريكية، وكذلك في القضايا التي تشغل الساحة الدولية وبالتأكيد تلك التي هي في صميم المصلحة الأمريكية، ستتفهم "إسرائيل" وتأخذ في الاعتبار احتياجات وسياسات الإدارة الأمريكية، فيما يتعلق بـ"إسرائيل" فإن العلاقات مع الولايات المتحدة هي أولوية قصوى ولكنها ليست بديهية وتتطلب اختيارًا واضحًا في الولايات المتحدة على المصالح الأخرى.