رقم قياسي: عدد شهداء الضفة الغربية الأعلى منذ سبع سنوات

عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية بلغ أعلى مستوى له منذ سبع سنوات

هاجر شزيف  

هآرتس

ترجمـــة حضــارات



حتى قبل انتهائه، أصبح عام 2022 هو العام الذي  اُستشهد فيه معظم الفلسطينيين في الضفة الغربية في السنوات السبع الماضية، فمنذ بداية العام حتى يوم أمس الأربعاء، استشهد 83 فلسطينيًا في الضفة الغربية، 80 منهم بنيران الجيش الإسرائيلي وثلاثة آخرون على أيدي مستوطنين إسرائيليين في ظروف مختلفة، وأفاد الفلسطينيون أن فلسطينيًا آخر اُستشهد بنيران الجيش الإسرائيلي، بينما يزعم الجيش أنه أصيب بنيران فلسطينية.
هذا هو أعلى عدد من الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ عام 2015، حيث اُستشهد 99 فلسطينيًا على مدار العام، وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، صباح اليوم، باستشهاد آخر في اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية.

33 من الشهداء هذا العام كانوا في منطقة جنين، حيث تجري "إسرائيل" عمليات اعتقال ليلية كجزء من عملية كاسر الأمواج، التي بدأت في أعقاب سلسلة هجمات إطلاق النار على الخط الأخضر في نهاية مارس.

وكان 17 من الشهداء في منطقة نابلس إحدى المدن الرئيسية في الضفة الغربية وقريبة من العديد من المستوطنات في "إسرائيل"، ويتم الاعتراف بإضعاف مستمر لسيطرة السلطة الفلسطينية على ما يجري في المدينة، ويتزايد الاحتكاك بين الجيش الإسرائيلي وسكانها.

وطبقاً لبيانات الجيش الإسرائيلي، فقد وقع منذ بداية العام 141 حادثة إطلاق نار على الجيش الإسرائيلي والمدنيين الإسرائيليين في الضفة الغربية. هذا بالمقارنة مع العام الماضي ككل، حيث كان هناك 61 حادث إطلاق نار، وهو رقم في حد ذاته يضاعف الرقم عن العام السابق، والشهر الذي شهد أكبر عدد من حوادث إطلاق النار هذا العام هو آب / أغسطس، بعدد 28 حالة.

إضافة إلى ذلك، أحصى الجيش الإسرائيلي 258 حالة عبوات ناسفة ألقيت على جنود ومستوطنين منذ بداية العام، ومنذ بداية عام 2022، قُتل ثلاثة إسرائيليين في الضفة الغربية، من بينهم مستوطن قُتل رمياً بالرصاص في أريئيل، وجندي من الجيش الإسرائيلي قتل في عمليات في جنين وضابط في الجيش الإسرائيلي قتل في ساعة مبكرة من صباح أمس (الأربعاء) في تبادل لإطلاق النار مع مسلحين قرب حاجز الجلمة، وخلال هذه الفترة قُتل 18 إسرائيليًا في عمليات داخل الخط الأخضر.

يفسر الجيش العدد الكبير  للشهداء الفلسطينيين على أنه زيادة في استخدام إطلاق النار ضد الجنود في حالات عمليات الاعتقال في الضفة الغربية والمهام الأمنية الروتينية ومداخل قبر يوسف في نابلس، على سبيل المثال، ظهرت مؤخرًا منظمة جديدة تُعرف باسم "عرين الأسد"، وشارك مئات الشباب من مختلف المنظمات الفلسطينية في إطلاق النار على الجيش الإسرائيلي.

واحد من 80 فلسطينيًا اُستشهدوا بنيران الجيش الاسرائيلي هو محمد سبعينا البالغ من العمر 29 عامًا، والذي اُستشهد الأسبوع الماضي أثناء توثيق اشتباكات بين فلسطينيين وجنود في جنين على تيك توك. شاهد الآلاف من الناس البث وكان رد فعلهم في الوقت الحقيقي عندما أصيب سباعنة: "المذيع أصيب!".

واندلعت الاشتباكات عندما دمر الجيش الإسرائيلي منزل الشاب الذي نفذ الهجوم على شارع ديزنغوف في تل أبيب في نيسان/ أبريل، رعد حازم، وبحسب الجيش الإسرائيلي، فقد تطورت الاشتباكات العنيفة خلال العملية، التي تضمنت إطلاق نار كثيف على الجنود، ورد جنود الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار.

وبحسب أسرته، لم يشارك سباعنة في الاشتباكات بل وثقها فقط، وقالت والدته أم علاء لصحيفة "هآرتس" إن ابنها كان يلتقط صوراً كثيرة لما كان يحدث في حياته ويرفعها على تيك توك، وقالت: "كان يصور اللقاءات مع الأصدقاء.. كل شيء"، وقالت إنه في المساء عندما أصيب بالرصاص، كنا جالسين معًا في المنزل وأخبرها أنه سيخرج ليرى ما كان يحدث في الخارج، وصرح الجيش الإسرائيلي بأن "الادعاء المتعلق بظروف وفاة سباعنة تم العثور عليه بوضوح".

في يوليو/ تموز، حدثت حالة أخرى غير عادية حيث قتلت نيران الجيش الإسرائيلي حسين كواريك، 59 عامًا من قرية عورتا، الذي كان يعاني من مشاكل نفسية، وقد أطلق جندي النار على كواريك أثناء اقترابه من نقطة عسكرية بالقرب من نابلس، دون أن يشكل تهديدًا على الجيش، احتجز الجيش الإسرائيلي جثته لنحو أسبوع قبل إعادتها إلى عائلته.

حالة وفاة أخرى مؤخرًا هي يزن عفانة 27 عامًا، الذي اُستشهد في البيرة وأكمل الجيش الإسرائيلي مؤخرًا التحقيق في قضيته.

وبحسب التحقيق العسكري، فإن الجنود العاملين في المنطقة وقت استشهاد عفانة لم يطلقوا الرصاص الحي واستخدموا الرصاص المطاطي. لكن إطلاق الرصاص المطاطي تسبب في سقوط بعض القتلى في الماضي.

وحالة أخرى لم تتضح فيها هوية مطلق النار هي استشهاد صلاح صوافطة (58 عامًا) الذي قتل رميًا بالرصاص أثناء عودته من صلاة الفجر في مسجد في قرية طوباس حيث كان يسكن بالقرب من نابلس، أكمل الجيش الإسرائيلي مؤخرًا تحقيقًا في الأمر، خلص إلى أن صوافطة قُتل على الأرجح على يد مسلحين فلسطينيين.

وقال الجيش الإسرائيلي لـ "هآرتس" إن التحقيق أظهر أن القناصين العاملين في القرية غادروا مواقعهم قبل إطلاق النار على صوافطة، وأن الآليات العسكرية التي شاركت في العملية قد بدأت رحلتها بالفعل، كما أفادت التقارير أن الجيش لديه صورة جوية تظهر عدم تواجد الجيش في الموقع وقت الإبلاغ عن إطلاق النار، إلا أن الجيش الإسرائيلي رفض تسليمها لـ "هآرتس" بحجة الحفاظ على أمن المعلومات.
وأفاد شهود عيان أن سوافطة استشهد بالقرب من مخبز اقترب منه ليختبئ من الرصاص، وقال موظف في المخبز لوسائل إعلام فلسطينية إن صوافطة "اقترب من المخبز للاختباء بسبب إطلاق النار بشكل جنوني، كان هناك قناص في المبنى المقابل، وعندما وضع قدمه ليختبئ هنا، أطلقوا النار عليه".

 إلى جانب أولئك الذين استشهدوا على أيدي الجيش الإسرائيلي، استشهد ثلاثة فلسطينيين على أيدي إسرائيليين منذ بداية العام بمن فيهم علي حرب، الذي طُعن حتى الموت في يونيو بالقرب من أرييل.

في الشهر الماضي قرر مكتب المدعي العام إغلاق القضية، على أساس أنه لا يمكن استبعاد ادعاء الطاعن بأنه تصرف دفاعًا عن النفس، وقتل ثلاثة فلسطينيين آخرين بالرصاص هذا العام بعد تنفيذ هجمات على الأراضي الإسرائيلية. 

وقال إياد حداد، المحقق في "بتسيلم" في منطقة رام الله، إن الزيادة في عدد الضحايا يجب أن تُعزى أولاً وقبل كل شيء إلى عدد المداهمات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في جميع أنحاء الضفة الغربية، المنطقة أ، لا يمر يوم دون ورود أنباء عن غارات للجيش على المدن الفلسطينية. 

وبحسبه، هناك زيادة في عدد عمليات إطلاق النار من قبل الجيش الإسرائيلي على الفلسطينيين وكذلك في الاشتباكات بين الشباب والجنود عند مداخل المدن والقرى، وأضاف حداد أن الجيش عادة ما يستخدم إجراءات تعتبر غير قاتلة -كطلقات مطاطية- بطريقة قد تؤدي إلى الموت.

 نُشرت في الأسبوع الماضي نتائج تحقيق الجيش الإسرائيلي في إطلاق النار على صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة في جنين في مايو/ أيار، ووجد التحقيق أن هناك احتمالًا كبيرًا أن تكون قد أصيبت برصاص جندي، ومع ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه لم يُعثر على مشاكل في تعليمات فتح النار أو شذوذ في تطبيقها في هذه الحالة، وبعد نشر التحقيق قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدنيت فاتال، إن الولايات المتحدة ستضغط على "إسرائيل" لإعادة فحص إجراءات إطلاق النار. 

ورد رئيس الوزراء يائير لبيد على كلماته بالقول "لن يملي علينا أحد تعليمات بفتح النار عندما نقاتل من أجل حياتنا، جنودنا يحظون بالدعم الكامل من حكومة وشعب "إسرائيل". 

منذ بدء عملية كاسر الأمواج، كانت أطول فترة لم يُقتل فيها أي فلسطيني قبل زيارة الرئيس جو بايدن لـ"إسرائيل"، فلم تكن هناك حوادث قتل فيها فلسطينيون لمدة 18 يومًا، بعد أن ضغط الأمريكيون على "إسرائيل" لخفض ارتفاع التوتر أثناء الزيارة.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023