هل الثورات العربية تخترق أراضي السلطة الفلسطينية؟

زمن إسرائيل

بنحاس عنبري
ترجمة حضارات 

قتل ضابط من الجيش الإسرائيلي أمس في جنين، وقتل مسلحون فلسطينيين في جنين يكاد يكون حدثا يوميا، والسؤال ليس ما إذا كانت الانتفاضة ستعود، ولكن ما إذا كانت الثورات العربية، وخاصة النسخة السورية منها، ستخترق أراضي السلطة الفلسطينية، وعقب أحداث 2021 في المدن المختلطة، أيضًا في إسرائيل.

أولا- ما هو الشبه؟ التخيل هو أن شعبين معاديين لبعضهما البعض، الفلسطينيون والإسرائيليون، غير قادرين على التوصل إلى تفاهم بينهما، ويشعران بالتهديد من قبل بعضهما البعض، ويؤدي التوتر بينهما إلى صراع عسكري.

في سوريا الشيعة (العلويون) ضد السنة، وفي الضفة الغربية هم فتيان التلال، ضد التنظيمات الفلسطينية المسلحة.

على عكس الانتفاضتين السابقتين، ليس الفلسطينيون ضد إسرائيل، بل مجتمعان مسلحان في مواجهة بعضهما البعض، كما هو الحال في سوريا، إذا اندلعت الحرب بالفعل بين المجموعتين، فهي معركة حتى الموت، حتى تسقط مجموعة واحدة،  في سوريا انتصر الشيعة، وهذا له أهمية بالنسبة للضفة الغربية.

لكن هذا تشابه جزئي فقط، في الضفة الغربية، يقتصر الصراع حاليًا على جنين، حيث لا يوجد فتيان التلال؛ والصراع بين المجموعات الفلسطينية والجيش الإسرائيلي.

من يقف وراء مجموعة جنين هم القوى التي دعمت الأسد في الحرب الأهلية في سوريا - إيران، من خلال أبواقها الجهاد الإسلامي، في هذا الشأن، يتورط صالح العاروري من حماس أيضًا، لأنه يريد اختراق قيادة الضفة الغربية في عهد ما بعد أبو مازن.

لدى حماس مشكلة مع سوريا لأن خالد مشعل، الذي كان رئيس المكتب السياسي في دمشق، خان الأسد، واستغل الضيافة السورية لتأسيس أولى الخلايا السنية السرية للنصرة في مخيم اليرموك.

الآن، استخدمت سوريا حق النقض ضد إعادة تعيين مشعل كرئيس للمكتب السياسي، كما أن ارتباط العاروري بدمشق له أهمية فيما يتعلق بتوازن القوى الداخلي لحركة حماس، حيث تتضاءل قوة مشعل، وتطلب الأمر من الجميع عدم الوقوف ضد القوى الداعمة لإيران.

يحاول التشكيل المشترك للتنظيم والجهاد الإسلامي وحماس تجاوز جنين لتوسيع لوحة النضال، وقد حققوا نجاحاً جزئياً في نابلس، ليس من قبيل المصادفة أن يركزوا أنشطتهم ضد قبر يوسف، لجر فتية التلال إلى قتال وجهاً لوجه، ثم يشعلون النار في الضفة.

لكن الجائزة الكبرى في المسجد الأقصى، والجميع يستعد لـ"عطلة تشرين" على أمل أن يشتعل المسجد الأقصى قريباً، وليس من قبيل المصادفة أن رد حماس الأول على أحداث جنين صباح اليوم، جاء فيه أن "رسالة العمل البطولي في جنين (التي قتل فيها ضابط إسرائيلي)، هي رسالة تحذير من أن الأقصى ليس وحده".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023