منطاد يكشف كيلومترات داخل قطاع غزة
يسرائيل ديفيس... دان أركين

خاص: جولة في مواقع بالونات المراقبة على حدود غزة، ترى الحياة اليومية في رفح وخان يونس، المهمة: منع الاقتراب من الجدار المحيط و المنطقة المحيطة.
عندما تثبت عينيك لمدة ساعتين متتاليتين، على خلية من منطقة واحدة عبر الحدود عبر الشاشة، فأنت تعرف كل منزل وكل شارع وكل شخص أو سيارة.
المنطاد الأبيض المملوء بالهيليوم المعلق عاليا في الهواء، ويتجه نحو قطاع غزة من ارتفاع عدة مئات من الأمتار، على الأرض، وتحت المنطاد، يشغل مواقع مراقبة المناطيد (بالونائيم)، وهذا هو اسم المهنة في الجيش الإسرائيلي، الرقيب أفيك أفيفي والعريف نداف ديان.
منطاد المراقبة هو منتج حساس يحتاج إلى رعاية وإشراف على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، لأنه دائمًا في الهواء وفريق من عمال المناطيد موجودون للعناية به.

في الجزء السفلي من البالون توجد كاميرا قوية قادرة على التقاط صور يصل عمقها إلى عدة كيلومترات في عمق القطاع، وترسل "المنتجات" ومحتويات التصوير إلى غرفتين حربيتين تابعتين إلى اللواء (حمال) والفرقة الجنوبية، التي مقرها الرئيسي في معسكر رعيم.
في كلتا الغرفتين، يشغل المراقبون (مجندات) مواقعهم، على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع 24/7، ويرون كل شيء تلتقطه كاميرات البالون، وإذا لزم الأمر، يقمن بإبلاغ القادة.

هذا هو إغلاق دائرة لإحدى وسائل المراقبة العديدة التي يشغلها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى البحر. وعلى مسافة غير بعيدة من موقع البالون، تقف سارية عليها كاميرات، الكاميرات الموازية للمنطاد، وهناك وسائل إضافية للرصد وجمع المعلومات الاستخبارية بعضها سري.

"مارس" و"صوفا" و"كيرم شالوم"

تصنع بالونات المراقبة في وسط القطاع شركة RT AEROSATS الإسرائيلية، التي تصنع في يافنيه بالونات المراقبة للاستخبارات والأمن والاتصالات، تمتلك الشركة مجموعة متنوعة من بالونات سكاي ستار، والاختلافات بينها هي ارتفاع الملاحة وحجم البالون وقدرته الاستيعابية ما بين ستة إلى عشرة كيلو جرام، وأسماء البالونات في قطاع اللواء الجنوبي هي "مارس"، "صوفا" و"كيرم شالوم".
يتعلم جنود الجيش الإسرائيلي كيفية إدارة هذه البالونات وتشغيلها، في دورة خاصة في معسكر سياريم (مدرسة لتعليم حماية الحدود)، وهناك نوعان من المهنة: رجل البالون (بالونائي) رقم 1 و هو قائد الفريق وبجانبه واحد أو اثنان آخرين، وهم يتبعون الى كتيبة الجمع التابعة للواء الجنوبي.
الرقيب أفيك أفيفي: مهمتنا هي تشغيل البالون، والتواجد بجانبه جسديا، لتزويده بالوقود، أي ملئه بالهيليوم، للحفاظ على ارتفاعه فالقاعدة هي كلما كان أعلى كلما كان أفضل، حيث ترى الكاميرا إلى مدى أكبر.
"عندما يبلغ ارتفاع البالون مئات الأمتار، فإنه يغطي مساحات شاسعة من قطاع غزة، البالون مصنوع من طبقتين قماش ونايلون، يحمي القماش النايلون من أشعة الشمس، تعبئة البالون بالهيليوم عملية معقدة يجب دراستها جيداً وممارستها لأن الغاز حساس ".
بالون المراقبة هو منتج حساس يتأثر بشكل كبير بالطقس، العريف نداف ديان: "في الصيف هناك رياح يمكن أن تسقط البالون، وتؤثر عليه التغيرات المناخية والحرارة والبرودة، في الشتاء يكون البالون على ارتفاع أعلى منه في الصيف، يتم توصيل البالون بالأرض بواسطة كابل رئيسي والعديد من الكابلات المساعدة، وهناك إجراءات أمان ورافعات مساعدة تحافظ على ثباته ".
يُعرَّف بالون المراقبة بأنه وسيلة إيجابية للجمع، فقد ساعدت بالونات المراقبة في الماضي في عدة عمليات في الجيش الإسرائيلي، في تحديد مواقع المسلحين ومن ثم استهدافهم.
ما يصوره منطاد المراقبة يشاهدنه المراقبات على شاشاتهن، حيث تَشغل فرق المراقبة الغرف الحربية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع 24/7. تقول الملازم ن، قائد الغرفة الحربية للجمع الايجابي في الجنوب، البالغة من العمر 20 عامًا من مستوطنة سفيون: "نحن لا نغلق الغرفة الحربية، ولا نوقف تشغيل البالون".
مهمتنا هي أن نكون شريكا في حماية سكان المستوطنات حول قطاع غزة، وجنود الجيش الإسرائيلي في المنطقة، يتمثل دور المجندات في الغرفة الحربية في مراقبة القطاعات الخاصة بهن التي يتم تصويرها بواسطة البالون، وفحص كل ما يرونه، والتمييز بين الأحداث الروتينية والأحداث غير العادية والإبلاغ عن أي استثناء ".

مشاهدة الحياة اليومية في قطاعي خان يونس ورفح
يمكنك مشاهدة الحياة اليومية في قطاعي خان يونس ورفح على الشاشات، امرأتان تعملان في الحقل، يجمعن شيء ما. شاحنة كبيرة متوقفة بالقرب من السياج المحيط. جيب يسير ببطء على طريق ترابي، على مسافة أبعد قليلاً ستكون المنازل، وتعليق الغسيل، وإذا بذلت الكاميرا والبالون جهدًا، يمكن للمراقب رؤية ما يحدث داخل الغرفة.الملازم ن: "هناك علاقة بين المراقبات ومشغلي المنطاد واللواء. غرفة قائد اللواء الحربية هنا خلفنا مباشرة، كانت عملية" مطلع الفجر" تمرينًا جيدًا بالنسبة لنا للانتقال من الروتين إلى الطوارئ؛ وكان لدينا الكثير من عمليات الكشف عن الحوادث خارج السياج، والتي كانت أدوات مساعدة للوحدات وللمخابرات، يمكننا أن نرى ليس فقط في عمق القطاع ولكن أيضًا المناطق الميتة ".

في غرفة ناحال عوز الحربية، تقول الملازم ل، إن المهام الرئيسية للجمع المشترك من أنظمة التصوير والمراقبة، هي منع الاقتراب من السياج المحيط والمنطقة، لتحديد ما إذا كان شخص ما يقترب من السياج عادياً؛ أو ما إذا كان يجب الابلاغ عن حدث، وهناك طرق للتحديد، "نحن أعين القوات في الميدان، ترصد المراقبة اجتياز السياج وتبلغ القوات، تتبع الحدث، تستدعي القوات وتقوم بتوجيهها وهذا يغلق دائرة ".
مشغلي منطاد المراقبة (بالونائيم) هم من المجندين وجميع المراقبات من المجندات، وحدة الجنس الواحد، ومع ذلك، تقول الضابطة إن هناك مجندات يعملن على تشغيل البالونات في قطاع الحدود المصري، والآن يفكرن في ضم المجندين إلى فرق الجمع في الغرف الحربية.
يعتبر الجمع بين بالونات المراقبة والمراقبات مصدرًا مهمًا للمعلومات والاستخبارات للقادة في القطاع، لذلك، يُطلب من الفتيات اللائي يشغلن شاشات الكمبيوتر في نوبات عمل لمدة ساعتين إظهار مستوى عالٍ من اليقظة، وكذلك الدراسة والتعرف على كل تفاصيل الميدان الذي يشاهدنه، عندما يتم تثبيت عينيك لمدة ساعتين متتاليتين على خلية منطقة واحدة عبر الحدود، فأنت تعرف كل منزل وكل شارع وكل شخص أو سيارة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023