استعداد لتدفق الغاز من منصة كريش: رسائل غير مباشرة بين إسرائيل وحزب الله

جلوبس

داني زاكين

ترجمة حضارات


من المتوقع أن تقوم شركة إنيرجيان "Energian" بضخ الغاز هذا الأسبوع في أنظمة النقل من منصة القرش إلى الساحل والعكس، من أجل التحقق من سلامة النظام، إنتاج الغاز عبر خط الأنابيب البحري مخطط له في بداية أكتوبر، لكنه ليس من الواضح ما إذا كان سيبدأ في الوقت المحدد حتى لو كانت إنيرجيان جاهزة، وراء الكواليس هناك مواجهه بين إسرائيل وحزب الله، وعلمت جلوبس أن الرسائل الأخيرة من إسرائيل تم نقلها بشكل غير مباشر في الأيام القليلة الماضية بهدف منع المواجهة

في حال عدم وجود عطل اللحظة الأخيرة، بعد غد الثلاثاء 20 أيلول، ستبدأ شركة إنرجيان في ضخ الغاز عبر أنظمة النقل من منصة حفر كريش إلى الساحل والعكس، هذه خطوة فنية للتحقق من سلامة النظام، حيث سيتدفق الغاز إلى الشاطئ لعملاء انيرجيان، الشركة اليونانية - البريطانية، التي يتم تداولها في بورصتي تل أبيب ولندن، لديها عقود توريد مواد كيميائية لإسرائيل، ومصافي النفط في حيفا، وشركة OPC الخاصة لإنتاج الكهرباء وعملاء آخرين.

يرفع المبلغ الإجمالي لعقود الغاز الجديدة الموقعة، إلى جانب عقود الغاز الموقعة مع مجموعة داليا للطاقة ومجموعة دوراد ومجموعة أدلتك، إجمالي حجم المبيعات السنوية إلى أكثر من 4 مليارات متر مكعب سنويًا من الغاز الطبيعي، الغاز من حقلي كريش و تانين، من المقرر إنتاج الغاز للعملاء عبر خط الأنابيب البحري في الأسبوع الأول من أكتوبر، لكن ليس من الواضح ما إذا كان سيبدأ في الوقت المحدد حتى لو كانت إنرجيان جاهزة.


خلاف مع حزب الله

وراء الكواليس هناك مواجهه مستمرة بين إسرائيل وحزب الله، على خلفية المفاوضات على الحدود البحرية بين الدولتين لترسيم حدود مياههما الاقتصادية، هذه المفاوضات جارية وعلى أشدها، ويدرس الجانبان مسودات اتفاقية، بالإضافة إلى ترسيم الحدود البحرية، من المفترض أن تنظيم تطوير حقل قانا / صيدا، الذي يمتد من الأراضي اللبنانية عبر الأراضي المتنازع عليها الى عمق أراضي إسرائيل.

وبحسب مصدر مطلع على التفاصيل، فإن الأمل يكمن في الانتهاء من الاتفاق في غضون أسبوعين، لكن لا تزال هناك بعض الخلافات التي تؤخر إكمال الاتفاق، أحدهما عند نقطة البداية للحدود عند رأس الناقورا، والآخر يتعلق بالجزر في الأراضي الإسرائيلية، وبالتالي تغيير مسار الحدود، والآخر يتعلق بالمسافة التي تطلبها قوات الأمن الإسرائيلية بين منصات الإنتاج الإسرائيلية لشركة انيرجان، وتلك التي من المفترض أن تعمل في المنطقة البحرية / الاقتصادية اللبنانية.

علمت جلوبس أنه تم نقل رسائل بشكل غير مباشر بين حزب الله وإسرائيل في الأيام الأخيرة، بهدف منع تصعيد الأحداث؛ وهذا أكثر مما ألمح إليه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي كرر إنذاراته السابقة التي حددت موعدا نهائيا لإنهاء المفاوضات.

الخط الأحمر الجديد الذي وضعه كان بداية الإنتاج الفعلي للغاز من حقل كريش، وتطرق نصرالله في حديثه إلى إعلان وزارة الطاقة ظهر يوم الجمعة، ليس بالوقت المعتاد لمثل هذه التصريحات، والذي جاء فيه أن "وزارة الطاقة تبلغ عن استعدادها لربط خزان كريش" النظام الإسرائيلي.

وكجزء من المرحلة التالية من المشروع، المخطط لها في الأيام القليلة المقبلة، سيبدأ فحص الحفارة ونظام نقل الغاز الطبيعي من منصة الحفر إلى النظام الوطني، بذلت مصادر مختلفة جهدًا للتأكيد على أن هذا ليس إنتاجًا للغاز الطبيعي، بل هو تدفق الغاز الطبيعي في الاتجاه المعاكس، من الشاطئ إلى الحفارة، من أجل اختبار الأنظمة.

لا يختلف الإعلان عن التقرير الذي نُشر في جلوبس قبل أسبوع ونصف، عن بدء تدفق الغاز بعد يوم غد للتحقق من سلامة النظام، فلماذا تم نقل الرسالة؟ حسب المعلومات التي وصلتنا، هذا إعلان إسرائيلي رسمي صادر للتوضيح لحزب الله أن الأمر لا يتعلق بالبدء الفعلي لإنتاج الغاز.


نصرالله يخفف النبرة

أكد نصرالله بنفسه ذلك بقوله إن هذا كان إيضاحاً بعد رسالة غير مباشرة أرسلها إلى إسرائيل: "في اليومين الماضيين أُعلن أن الإنتاج سيبدأ من أجل اختبار النظام، أرسلنا رسالة ليس عبر وسائل الإعلام، بل هي بعيدة كل البعد عن ذلك، وأبلغنا أنه إذا بدأ الإنتاج فإن إسرائيل ستواجه مشكلة، وجاء توضيح من إسرائيل (إعلان الجمعة المذكور أعلاه)، أن هذا ليس انتقالًا من حقل القرش إلى الشاطئ، ولكن عكس ذلك، لاختبار خط الأنابيب".

وأضاف نصرالله تهديدًا بموجبه: "لن نسمح بإخراج النفط والغاز من حقل كريش ما دام لبنان لم يحصل على مطالبه العادلة"، أي اتفاق. ومع ذلك، اعترف في الخطاب بأن خطه اعتدل "نحن لا نحدد المطالب، هذا هو دور الحكومة، وعندما بدأوا المفاوضات، خففنا من النبرة، ولعدة أسابيع لم نهدّد، لأننا أردنا إعطاء المفاوضين فرصة للمضي قدما في اتفاق".

بالإضافة إلى ذلك، لم يحدد موعدًا دقيقًا كما فعل من قبل، ولكنه ربطه بالإنتاج الفعلي للغاز من كاريش، "الخط الأحمر هو بداية إنتاج النفط والغاز من كريش"، وزعم أن تهديداته هي التي عجلت المفاوضات وهو تصريح ليس غير معقول، وأضاف: "نحن نتحلى بالصبر ونعطي فرصة لمفاوضات تؤدي إلى نتيجة".

يتحفظ كبار المسؤولين الإسرائيليين من مقولة "نقل غير مباشر للرسائل" مع حزب الله، لكنهم أكدوا أنه من أجل السماح للمفاوضات بالمضي قدمًا، تم تقديم أنواع مختلفة من التوضيحات في وسائل الإعلام تجاه حزب الله.

هذه هي تصريحاتنا للرد على تهديدات حزب الله التي حذرنا فيها من أن أي محاولة هجوم على منصات الغاز، ستؤدي إلى رد قاس بشكل خاص من جانب إسرائيل تجاه حزب الله تحدث رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الأركان وآخرين، بشدة عن هذا. وإضافة إلى ذلك، أكد أحد كبار المسؤولين أن الإعلان الصادر يوم الجمعة كان موجهًا أيضًا إلى آذان حزب الله، الذي لم يكتف بإعلان شركة الطاقة أنها كانت اختبار النظام هذا الأسبوع؛ وأراد التزامًا من مصدر سياسي إسرائيلي رسمي.

معنى هذا الحوار غير المباشر هو أنهم في إسرائيل يفضلون بشدة أن تنتهي المفاوضات قبل الإنتاج، لتجنب احتمال المواجهة "بعد كل تهديداته، لا يسع نصر الله سوى التحرك اذا بدأ الإنتاج من كاريش قبل أن نتوصل إلى اتفاق مع الحكومة اللبنانية"، الانتقاد داخل القيادة الإسرائيلية هو أن ذلك يعني الاستسلام لتهديدات حزب الله وتعزيز موقعه في لبنان.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023