الإصرار على عدم الفهم

هآرتس

رفيت هيكت

ترجمة حضارات


إذا لم يصدق لابيد ذلك فلماذا لا يجلس مع سموتريتش وهذا كل شيء؟

يتصدر التصويت العربي عناوين الأخبار مرة أخرى، بعد الدراما في اللحظة الأخيرة من انفصال بلد عن القائمة المشتركة، هل سيصوتون / لا يصوتون؛ يوصون / لا يوصون؛ هل سيكافئون منصور عباس على المسار المدني أم هل سيكافئون بالفعل أيمن عودة؟.

الغريب في القصة بأكملها هو كيف أنه بعد ثلاث سنوات من حرب الخنادق المرهقة والكابوسية، يتصرف قادة كتلة يسار الوسط وكأن شيئًا لم يحدث هنا؛ بينما يسير اليمين بلا خجل مع الأرثوذكس المتطرفين، مع الكاهانيين، مع المسيح، مع فتية التلال، مع بلطجية لا فاميليا، مع أي شخص يحتاج إليها، فإن كتلة يسار الوسط تتعامل مع المجتمع العربي وممثليه بعلاقة مكيدة ومليئة بالعار، في إطار علاقة غرامية بدون عاطفة.

الرياضيات بسيطة لم تتغير؛ ولن تتغير؛ بدون الأحزاب العربية وبدون تصويت العرب، لا توجد حكومة لكتلة ليس بيبي فقط، ولا تملك حتى القدرة على عرقلة كتلة نتنياهو، كان منصور عباس أول مسؤول منتخب يدرك هذا الواقع ويخطو خطوة عملاقة إلى الأمام.

أيمن عودة، على الرغم من انتقاداته وقائمة شروطه للتوصية؛  يحاول وضع نفسه كشريك في جهود وقف حكومة نتنياهو والكاهنيون، هل يصافحهم أحد من الجانب الآخر؟.

في واقع لا ينتقل فيه أحد من كتلة إلى أخرى؛ ليس من الواضح ما الذي يخافه يائير لبيد، ولماذا لا يقف مع منصور عباس وأيمن عودة (من المستحسن، بالمناسبة، أن يقف في الوسط بالنظر إلى مستوى العداء بينهما)، وإعلان أن الأحزاب العربية أعضاء شرفاء في كتلة التغيير، وأن المواطنين العرب عامل حاسم في إقامة مجتمع مدني ديمقراطي، إذا لم يصدق ذلك؛ فلماذا لا ينضم إلى سموتريش وبن غفير في الكتلة اليمينية؟.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023