هآرتس
مقال التحرير
ترجمة حضارات
يعتزم رئيس الوزراء يائير لابيد الاستفادة من إقامته الأسبوع المقبل في نيويورك، بمناسبة التجمع السنوي لجمعية الأمم المتحدة، للقاء زعماء العالم، ويعمل مكتبه ووزارة الخارجية بالفعل على لقاء مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع الملك عبد الله الأردن وربما مع قادة عرب آخرين، ومع ذلك من المتوقع أن يتغيب قائد بارز ومهم عن قائمة الاجتماعات المخطط لها.
محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، الشخصية المركزية التي يمكن أن تساعد في تهدئة المنطقة في الضفة الغربية، وتشديد التنسيق الأمني مع "إسرائيل" وتقديم منظور سياسي، لبيد هو أيضًا يبذل قصارى جهده لتجنب ذلك.
من المحتمل أن يفترض لبيد أن حزام الصداقة العربية، الذي تشارك فيه مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب والسودان، سيكون قادرًا على إخراج الكستناء المشتعلة التي تهدد بإشعال النار في الضفة الغربية.
حسابات لبيد الانتخابية مفهومة ولكنها غير مقبولة -حسب رأيهم- على اعتبار بأن اللقاء مع عباس هو ضرر سياسي، وبالتأكيد لرئيس وزراء إسرائيلي نقش على علمه "استحالة" التفاوض مع الفلسطينيين، ناهيك عن السعي لحل سياسي يقوم على تقسيم الدولتين.
علاوة على ذلك، ما هو الهدف من الاجتماع مع زعيم فلسطيني من المتوقع أن يوجه انتقادات حادة لـإسرائيل وسياسات حكومتها، لتقديم بيانات تقشعر لها الأبدان عن عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا هذا العام على يد الجيش الإسرائيلي، وأن يطلب اعتراف المجتمع الدولي دولة فلسطينية مستقلة؟ لبيد، مثل بنيامين نتنياهو، مقتنع بأن الوضع الراهن سوف يستمر إلى الأبد، وأن الجيش الإسرائيلي سيكون قادرًا دائمًا على القضاء على الانتفاضة المدنية، وكذلك التعامل مع الانهيار الكامل للسلطة الفلسطينية، يبدو أنه بالنسبة لذوقه، فإن خطاب إلقاء اللهب والتهديدات العدوانية كافية لضمان الهدوء.
من الأفضل تذكير لبيد بأن تلك الصداقات العربية التي يتم التذرع بها بشكل متكرر لتهدئة الأرض تدعو إلى حل الدولتين، وتخشى انتفاضة في الضفة الغربية، والتي يمكن أن تمتد أيضًا إلى أراضيها وتثير غضب مواطنيها ورؤية الصراع الإسرائيليين- الفلسطيني كتهديد إقليمي.
العاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس التركي أردوغان ليسا مستعدين لتحمل المسؤولية عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولا يمكن لاجتماعاتهما أن تحل محل المفاوضات المباشرة والموضوعية والحقيقية بين رئيس وزراء "إسرائيل" ورئيس فلسطين.
إن تجنب لقاء مع عباس هو ضرر مباشر لأمن "إسرائيل" ومواطنيها ولا يمكن لأي منطق سياسي أن يبرر مقاطعته، خاصة بعد أن كلف وزير الدفاع نفسه بيني غانتس عناء مقابلته، هذه أيضًا فرصة لبيد لرسم الخط الفاصل بينه وبين اليمين القومي، ولتقديم أفق سياسي لمواطني "إسرائيل" أيضًا.