عندما تبدأ فتح بالتحدث كحماس

عمنوئيل بن سافو

موقع نيوز "1"


السلطة الفلسطينية التي تعمل القيادة الإسرائيلية الحالية على تقويتها، تزداد قوة بالفعل وبدأت تتنفس من تلقاء نفسها، قررت السلطة الفلسطينية بطريقة مخططة العودة إلى أيام الرئيس ياسر عرفات الحائز على جائزة نوبل للسلام، سكان الضفة الغربية، وبتشجيع من الشريك الإسرائيلي، يستجيبون لنداءات التحريض المستمر على تنفيذ عمليات ضد العدو اليهودي.

توقفت القيادة الإسرائيلية عن مطالبة شريكها، منكر المحرقة، بإدانة كل هجوم ينطلق من أراضي السلطة الفلسطينية الواقعة تحت مسؤوليتها، فمن الآن فصاعدًا ليس هناك إدانة فحسب، بل هناك أغاني ثناء ومدح من المتحدثين باسم فتح وقيادة المقاومة الذين ينفذون عمليات.

يثني المتحدثون ورؤساء القيادة الفلسطينية على المسلحين الذين يؤذون المستوطنين وجنود الجيش الإسرائيلي، ويتحدثون كحركة حماس الراديكالية في إذاعة فتح، ويشجعون الهجمات، ويمدحون الشهداء ويمجدون أعضاء الأجهزة الفلسطينية.

إن محاولة القيادة الإسرائيلية الحالية لتقوية السلطة الفلسطينية كانت منطقية وضرورية في ظل ضعف السلطة الفلسطينية وتفككها، وتلاشت التوقعات بأن الأجهزة الأمنية ستعمل داخل المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية، حيث يعمل جنود الجيش الإسرائيلي بإصرار وبدون توقف في مناطق السلطة الفلسطينية لقمع المقاومة واعتقال المقاومين.

جنود الجيش الإسرائيلي وقادته ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الأركان يقدمون الدعم ويظهرون موقفًا حازمًا ضد مطالب الولايات المتحدة ومصر ودول أخرى بوقف الاعتقالات الليلية.

الكفاح الجسدي هو ضرورة للواقع، مهم للغاية وهو الوسيلة الوحيدة لحماية مواطني دولة "إسرائيل" من العمليات في شوارع "إسرائيل"، ومع ذلك، في مواجهة خط الهجوم الواضح والحاد في الكفاح المستمر ضد المسلحين في منازلهم، في أسرتهم، وتواصل دولة "إسرائيل" الوقوف بلا حول ولا قوة في وجه آلات التحريض في جهاز التعليم الفلسطيني، "آلات السموم التي تبث الكراهية في عروق الأطفال الصغار في المجتمع الفلسطيني".

الأمل، أحلام العيش بكرامة، لا يمكن أن تنمو في أسرة الكراهية، أسرة تُروى كل يوم، أغصان الزيتون لن تنمو في هذه الأسرة، فقط الدمار والدمار والموت سينمو هناك.

في منظومة التربية لمنكر المحرقة ممول المقاومين وعائلاتهم لا يهدأ نظام التحريض للحظة لديه؛ رغم وعود الشريك بوقف التحريض والرياضة الوطنية بطولة من يكره يهود أكثر مني، بطولة إطلاق النار على هدف يهودي، اتضح أننا لن نفعل شيئًا.

كتب التحريض تدرس بكل الطبقات، الهولوكوست غير مذكور في الكتب المدرسية للسلطة الفلسطينية، من تم ذكرهم هم المقاومون الأبطال الذين نفذوا العملية في ميونيخ، المقاومون الذين نفذوا الهجمات وتم الثناء عليها، وتكشف نظرة سريعة على قائمة ممولي السلطة الفلسطينية أن الحكومة الألمانية من أكثر المانحين حماسة للتعليم الفلسطيني.

إن عملية إحياء الموتى التي تقوم بها دولة "إسرائيل" في الزعيم الفلسطيني، الذي ينفي المحرقة ويحتضن المقاومة، في البداية، من منطلق المصالح الإسرائيلية مهمة؛ ولكن الآن في واقع حيث قيادة فتح أصبحت أمام أعيننا متوافقة مع حماس لكل ما تشير إليه، وبالتالي يجب التعامل معها.

الخطاب الفلسطيني الذي كان ممكناً حتى الآن للآذان الإسرائيلية يغير وجهه، تقع مسؤولية العمليات الخطيرة والمقلقة، كما أوضح رئيس الأركان ورئيس الشاباك، على القيادة الفلسطينية، حيث تصريحاتهم تشكل تهديدًا واضحًا وخطرًا حقيقيًا على مواطني دولة "إسرائيل".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023