حماس تعمل من أجل انتفاضة شاملة

حماس تعمل من أجل انتفاضة شاملة  

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات

المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه  


في الأسابيع الأخيرة، بدأت حركة حماس حملة تحريض جامحة عبر وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية لإحداث تصعيد أمني في المسجد الاقصى والقدس الشرقية، قبل موسم الأعياد في إسرائيل؛ مما سيعطي دفعة للموجة من العمليات الأمر الذي سيؤثر على الضفة الغربية.

تعيد حماس مرة أخرى إعادة تدوير الشعار "المسجد الأقصى في خطر" وتهدد بتنفيذ المعادلة الجديدة التي وضعتها في أيار 2021 لـ "غزة - القدس" والتي أسفرت عن عملية "حارس الأسوار".  

وأصدرت حركة حماس دعوة للفلسطينيين لشن انتفاضة شاملة من أجل "منع تقسيم المسجد الأقصى المبارك".  

وتنظم حماس، السبت المقبل، مسيرة ضخمة في استاد مدينة غزة تحت عنوان "المسجد الأقصى في خطر".

ووفقًا لمسؤولين أمنيين في إسرائيل والسلطة الفلسطينية، فإن حماس كانت أيضًا وراء أحداث العنف الأخيرة في مدينة نابلس بعد اعتقال المطلوبين من قبل قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية؛ مما أدى إلى اندلاع معارك بالذخيرة الحية بين مسلحين فلسطينيين والاجهزة الامنية بالسلطة في المدينة، استشهد خلال الأحداث رجل أمن فلسطيني وأصيب 4 مواطنين آخرين.


حماس تحاول زعزعة استقرار السلطة الفلسطينية

في الأسبوع الماضي، قام الجناح العسكري لحركة حماس بتنشيط جميع عناصره في شمال الضفة الغربية للعمل على زعزعة سيطرة السلطة الفلسطينية على الأرض، حيث قام مقر الجناح العسكري في قطاع غزة بإرسال رسائل ونشرات إلى عناصره في نابلس وجنين، مع تعليمات بالهجوم بالأسلحة النارية والحجارة على جميع مقار السلطة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية ومراكز الاحتجاز التابعة لها، من أجل إطلاق سراح جميع المعتقلين حتى يتمكنوا من المشاركة في الانتفاضة المدنية ضد السلطة الفلسطينية.

يزعم المسؤولون الأمنيون في السلطة الفلسطينية أن حماس أدت إلى خلق حالة من الفوضى الأمنية في مدينة نابلس، بينما تصرفت السلطة الفلسطينية بحذر لإحباط مؤامرة حماس.

استراتيجية حماس والجهاد الإسلامي هي فرض واقع أمني على كامل شمال الضفة الغربية يمتد تدريجياً إلى الوسط والجنوب أيضاً.

اتهم منير الجاغوب، أحد كبار مسؤولي فتح في الضفة الغربية، حماس بالوقوف وراء الأحداث الأمنية في نابلس والوقوف وراء الاعتداءات على المؤسسات الرسمية ومقرات الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية.  

وقال: "ما حدث في نابلس لم يكن احتجاجاً، بل إشعالاً للفوضى الأمنية". ودعا حماس إلى عدم تجاوز الخطوط بشكل يؤدي إلى إراقة دماء الفلسطينيين.

حاولت حماس أن تظهر أن السلطة الفلسطينية قد فشلت ولم يعد بإمكانها الحفاظ على الوضع الأمني في الضفة الغربية.  

وتتهم السلطة الفلسطينية بأن خطة حماس هي مساعدة إسرائيل على تقسيم الضفة الغربية وقطاع غزة إلى 4 مناطق، بحيث في المستقبل يمكنها السيطرة عليها: مدن جنين ونابلس وقطاع غزة ومنطقة الخليل ورام الله وأريحا.

تقف وراء هذه الخطة إيران وحزب الله، اللذان يريدان تحويل الضفة الغربية إلى ساحة معركة جديدة. إنهم يضخون الكثير من الأموال في جيل الشباب في الضفة الغربية، حتى يتمكنوا من شراء الأسلحة والذخيرة وتنفيذ هجمات ضد إسرائيل والسلطة الفلسطينية.  

وتحاول حماس إضافة الوقود إلى الحرائق الموجودة في الضفة الغربية وهي غير مهتم بالمصالحة مع السلطة الفلسطينية، إنه يعمل على الأرض لزيادة غضب الشارع الفلسطيني ضدها.


عمليات ضد أهداف إسرائيلية


الشاباك منزعج للغاية من إستراتيجية حماس لمحاولة إشعال النار في الضفة الغربية والقدس الشرقية بينما تحافظ على سلام نسبي في قطاع غزة من أجل الاستمرار في تلقي التنازلات الإنسانية، لإعادة تأهيل قطاع غزة من الأضرار الأخيرة الحرب؛ لمواصلة توظيف آلاف العمال في إسرائيل واستعادة بنيتها التحتية العسكرية، التي تضررت بشدة في العملية العسكرية الإسرائيلية في مايو 2021.

مسؤول أمني كبير يقول إن حماس تحاول الاستفادة من كل العوالم، وفي نفس الوقت تدير خلايا  في الضفة الغربية لتنفيذ هجمات ضد جنود الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.

قبل أيام قليلة، كشف الشاباك على خلية تابعة لحماس نفذت عملية إطلاق نار على مركبات إسرائيلية بالقرب من قرية عينابوس في الضفة الغربية، كما تم اعتقال المنفذ الذي نفذ عملية إطلاق النار في مستوطنة الكرمل.

وقبل ذلك، اعتقل الشاباك خلية كبيرة تابعة لحركة حماس من منطقة الخليل ونابلس، تم تجنيدها لتنفيذ سلسلة من العمليات باستخدام أسلحة وعبوات ناسفة.  

وكشف تحقيق الشاباك أن عناصر الخلية تم تجنيدهم من قطاع غزة على يد عنصر من الجناح العسكري لحركة حماس يُدعى يحيى أبو سيفان.

وقال مسؤولون أمنيون كبار إن هدف حماس هو زعزعة استقرار الضفة الغربية وزيادة مستوى العنف من خلال تجنيد سكان من الضفة الغربية في صفوفها.

وعقب ذلك، وجه رئيس الشاباك رونين بار تحذيرا موجها إلى يحيى السنوار، زعيم حماس في قطاع غزة، وهو أيضا رئيس الجناح العسكري للحركة، وفي التحذير الذي نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية، حذر بار من أن لن تسمح إسرائيل للسنوار بمواصلة إعادة إعمار قطاع غزة، ولكن في الوقت نفسه أيضًا لتوجيه العمليات في الضفة الغربية.

فوزي برهوم المتحدث باسم حماس رد بقوة على التحذير الذي وجهه رئيس الشاباك للسنوار، قائلًا إن تهديدات إسرائيل ليست جديدة وليست مخيفة وأنها تعكس المأزق السياسي والأمني الذي وصل إليه قادة الاحتلال بسبب "معادلات المقاومة التي تفرضها حماس على "إسرائيل".

يحيى السنوار نفسه يتصرف بهدوء، إنه مقتنع بأن لديه حصانة وأن إسرائيل لن تؤذيه وأنها غير مهتمة بجولة أخرى من القتال قبل انتخابات الكنيست في تشرين الثاني (نوفمبر).

وفيما يتعلق بمحاولة زعزعة استقرار السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، يختلف الوضع في الضفة الغربية عن الوضع في قطاع غزة عام 2007، عندما طردت حماس السلطة الفلسطينية من قطاع غزة وسيطرت عليها بالقوة.  

الجيش الإسرائيلي هو صاحب السيادة في جميع أراضي الضفة الغربية ويتحمل مسؤولية أمنية شاملة، ولا تملك منظمة حماس القوة العسكرية الكافية في الضفة الغربية للتعامل مع الجيش الإسرائيلي.

من الناحية العملية، فإن وجود الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية هو الذي يغذي الأوكسجين لنظام أبو مازن ويسمح له بمواصلة التنفس ويمنع حماس والمنظمات الأخرى من السيطرة على المقاطعة في رام الله وإسقاط حكم أبو مازن.

هناك مصلحة مشتركة لـإسرائيل والسلطة الفلسطينية في مواصلة الحفاظ على حكم أبو مازن. فقد اعتقل الشاباك عدة خلايا تابعة لحماس خلال السنوات القليلة الماضية، والتي خططت للإطاحة بحكومة السلطة الفلسطينية من خلال سلسلة من الهجمات التي من شأنها تقويض الاستقرار السلطة الفلسطينية، أبو مازن تلقى تحديثات منتظمة من إسرائيل حول الموضوع وشكرها على ذلك.

مقاومة حماس في الضفة الغربية خطر على حكومة السلطة الفلسطينية وأمن إسرائيل، أبو مازن يفهم ذلك، والسؤال هو متى سيستيقظ ليعود ويحارب المقاومة، هل سيكون فقط عندما توضع السكين على رقبته؟


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023