مجموعة "عرين الأسود" المسلحة تسيطر على مدينة نابلس

نيوز 1

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات



في مدينة نابلس، هناك مجموعة "إرهابية" جديدة تسمى "عرين الأسود" والتي تنفذ هجمات ضد جنود الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، مدينة نابلس تسير على خطى مدينة جنين، تماماً كما كان في الانتفاضة الأولى، وبحسب مصادر في فتح فأن الضفة الغربية تمر بمرحلة انتقالية نحو انتفاضة مسلحة جديدة.

تلقت إحدى المجموعات المسلحة الجديدة العاملة في مدينة نابلس ضربة قوية في بداية الأسبوع، عندما وقع بعض عناصرها في كمين للجيش الإسرائيلي في منطقة جرزيم بالقرب من مدينة نابلس، انسحب المسلحون الذين كانوا يستقلون سيارة و دراجة نارية، لكن الجيش تمكن من قتل المسلح سعيد الكوني، وجرح 3 آخرين وانسحبوا إلى مدينة نابلس.

المسلح سعيد الكوني هو خامس مسلح ينتمي إلى هذه المجموعة قتلته قوات الجيش الإسرائيلي في العام الماضي، وقبله قُتل محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح وإسلام صبوح وإبراهيم النابلسي، وقبل ذلك اغتال الجيش الإسرائيلي في مدينة نابلس، 3 مسلحين ينتمون إلى المجموعة المعروفة باسم "كتيبة نابلس" المرتبطة بتنظيم الجهاد الإسلامي، وهم: محمد الدخيل وأشرف مزبلط وأدهم مبروكة.

تقوم مجموعة "عرين الأسود" منذ فترة طويلة بتنفيذ عمليات إطلاق نار ضد المستوطنين وضد جنود الجيش، ويتركز نشاطها على إطلاق النار على حواجز تابعة للجيش الإسرائيلي في منطقة نابلس، وعلى مستوطنة هار براخا، و على المستوطنين الذين يتحركون على طول المحاور في منطقة نابلس.

يبلغ عدد هذه المجموعة العشرات من المسلحين ومركزها مدينة نابلس القديمة "القصبة"، حيث عملت خلال الانتفاضة الأولى مجموعات مسلحة مثل "الفهد الأسود" التابع لحركة فتح، و"النسر الأحمر" التابع للجبهة الشعبية، عملت هذه المجموعات أيضًا في منطقة جنين، حيث قُتل جميع أعضاء هذه الخلايا على أيدي الجيش الإسرائيلي أو اعتقلوا.

وتعزز نشاط الجماعات المسلحة في مدينة نابلس مطلع عام 2022، نتيجة تأثير مجموعات مماثلة بدأت تعمل في منطقة جنين، وتنبع هذه العمليات من ضعف قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.

تأسست مجموعة "عرين الأسد" في نابلس من قبل المقاومين محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح، اللذين تم تصفيتهما من قبل الجيش الإسرائيلي.

تدعي هذه المجموعة أنها لا تنتمي إلى أي فصيل فلسطيني؛ وتدعو إلى الكفاح المسلح ضد إسرائيل تحت شعار "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وتنقش على علمها شعارات جميع المنظمات الفلسطينية، ياسر عرفات (فتح)، والشيخ احمد ياسين (حماس)، وأبو علي مصطفى (الجبهة الشعبية)، وفتحي الشقاقي (الجهاد الإسلامي).

وفي الأسبوع الماضي، اشتبك عناصر المجموعة بالذخيرة الحية مع قوات الأمن الفلسطينية بعد أن اعتقلوا الناشط في حماس، مصعب اشتية المطلوب لإسرائيل والسلطة الفلسطينية، وفي تبادل لإطلاق النار قتل فلسطيني وأصيب 3 آخرون.

أعضاء مجموعة "عرين الأسود" ملثمين ويرتدون ملابس سوداء، بينما يتم ربط شريط أحمر على بنادقهم بنادقهم، للدلالة على عدم إطلاق رصاصة واحدة عبثًا.

تتلقى مجموعة "عرين الأسود" دعما كبيرا من سكان نابلس، وحضر آلاف السكان جنازات أعضاء المجموعة، الذين قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي.

يزعم المسؤولون الأمنيون في إسرائيل أن الجهاد الإسلامي وإيران وحماس، يمولون أنشطة هؤلاء المسلحين في منطقتي جنين ونابلس، بل إن أحد كبار أعضاء الجهاد الإسلامي، الشيخ بسام السعدي اعتقل في جنين من قبل الشاباك بشبهة دعم هذه الجماعات، لكن الفلسطينيين يزعمون أن نشاط هذه الجماعات هو "عابر للأحزاب".

يقدم أعضاء هذه المجموعات أنفسهم على أنهم "ظاهرة وطنية" جديدة، لا تنتمي إلى أي فصيل فلسطيني له قيادته الشابة ورموزه العاملة في الميدان؛ وبعض أعضاء الجماعات المسلحة الجديدة لهم أقارب في الأجهزة الامنية التابعة للسلطة الفلسطينية.

يضاف إلى ذلك النشاط المتنامي للجناح العسكري لحركة حماس، والذي زاد من تجنيد سكان الضفة الغربية لتنفيذ عمليات في مناطق الضفة الغربية.

اعتقل الشاباك مؤخراً مجموعتين تبعان لحماس، والتي نفذت هجمات إطلاق نار، وخططت لهجمات إضافية.

تتزايد الفوضى الأمنية في مناطق الضفة الغربية وتتطلب نشاطا قويا من قبل الجيش الإسرائيلي، في ظل عجز السلطة الفلسطينية عن التعامل مع الظاهرة الجديدة.

لن يكون من الممكن الاكتفاء باعتقالات مطلوبين بعد الآن؛ فهناك أكثر من ألف مسلح في شمال الضفة الغربية، ويجب تطهير المنطقة وإلا سينتشر "الإرهاب" إلى المدن الإسرائيلية.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023