قائد وحدة المستعربين في جنين: نجونا من مصيدة الموت بأعجوبة

مئير ترجمان

واي نت



طوال السنوات التي قضاها كمقاتل، لم يواجه الضابط في حرس الحدود (د) مقاومة شديدة كما واجهها في مخيم اللاجئين في جنين.ط، "انفجرت 4 عبوات ناسفة واحدة تلو الأخرى، وشعرنا بزلزال - وأصبحنا هدفًا بسبب الموجة الانفجارية"، استذكر في حديثه مع واي نت، وقف المقاتل (ن) أمام موجة الانفجار، ولاحظ المطلوبين بعد ثوانٍ من الانفجار واغتالهم: "في تلك اللحظة أدركت أنني أوقفت عدة هجمات".

مئات فوهات السلاح الموجهه نحو المقاتلين و4 عبوات ناسفة انفجرت على بعد أمتار قليلة من القوة، وبعد 24 ساعة من العملية المعقدة في جنين والتي تم في نهايتها تصفية اثنين من المطلوبين من بينهم شقيق منفذ عملية ديزنغوف- استذكر قائد وحدة المستعربين في حرس الحدود في الضفة، سلسلة الأحداث. في ذروتها وقف المطلوبون أمام المقاتلين وقتلوا رميا بالرصاص من مسافة 4-5 أمتار.

منذ عامين، والضابط (د 48 عامًا) على رأس الوحدة التي تشارك في مئات الأنشطة العملياتية في عمق الأراضي الفلسطينية، وبعد عودته من العملية مع كل جنوده سالمين، قال (د) إنه أدى الصلوات وأدعية الشكر لله على السلامة، وأخبر واي نت عن الجحيم الذي استمر قرابة 3 ساعات تحت نيران كثيفة، مئات من الفوهات من السلاح موجهه نحو عشرات المقاتلين الذين أمطروا علينا عشرات الآلاف من الرصاص ولأول مرة قاموا بتفجير عبوة ناسفة علينا.

وصلت القوة إلى المنزل الذي كان يقيم فيه الأشخاص المطلوبين، الذين وصفوا بـ "القنابل الموقوتة"، قرابة الساعة 08:50 "أعدوا لنا مصيدة موت، لقد فخخوا مدخل المنزل وبمجرد أن رصدوا القوات وهي تترك المركبات العسكرية، قاموا بتشغيل أربع عبوات بعشرات الكيلوغرامات الواحدة تلو الأخرى، لقد كانت قوة لا أتذكر مثلها"، قال (د): "كانت هناك موجة انفجارية ضخمة، واهتزت الأرض حقًا تحت أقدامنا، لم يكن لدينا الوقت حتى للتمركز والمناداة على المطلوين بالخروج، فقد قاموا بالفعل بتفعيل العبوات، وكانت الموجة الانفجارية مرئية من بعيد، والقادة الذين رأوها من الجو خافوا من "كارثة الشييتت 2"، لقد خافوا من قيام المسلحين بقتل القوة بأكملها بكل بساطة".

"لم أختبر شيئًا كهذا من قبل، لقد كنت في الضفة لمدة 30 عامًا. كنت في اليمام، في دوفدوفان، في وحدة المستعربين في القدس والآن في يسام الضفة، ولم يكن هناك أي موقف حيث وصلت مع المقاتلين إلى ساحة مثل هذه من المتفجرات، حيث يفجرون علي 4 على التوالي، لقد تمكنت من القول عبر الجهاز "تحصنوا في المباني" كنت أخشى من إصابتي وكنت أنتظر سماع تقارير. عندما سمعت إطلاق نار، كنت متأكداً من أنه إطلاق نار من قبل المسلحين، وفي غضون ثوانٍ تلقيت بلاغًا بأن الجميع بخير وأن القوة الأخرى قد اغتالت المسلحين".

استغرقت عملية اغتيال المطلوبين 10 دقائق وطالت بسبب النيران الكثيفة التي أُطلقت على المقاتلين، قال قائد الوحدة. في الاستعدادات للعملية كانت هناك تقديرات بأنه سيتم استخدام العبوات؛ لكنهم لم يعتقدوا أنها ستكون كبيرة إلى هذا الحد. قال (د).

وأضاف أن "الشظايا وصلت إلى المقاتلين في الدائرة الثانية والذين تمركزوا على بعد 30-40 مترًا من المبنى.

كنت أخشى أن ينتهي الأمر بقتلى وجرحى، اشتعلت النيران في المنزل، وكان الدخان يتصاعد، وكنت أتنقل من جندي إلى جندي عبر الجهاز لأتأكد من أنهم بخير، كانت تلك لحظات عصيبة، كنت أخشى إصابة أحد المقاتلين".

قال (د) صُفّي شخصان مطلوبان من قبل المقاتل (ن) الذي صادفهما من على بعد أمتار قليلة، لقد تعرف على المطلوبين المنسحبين من خلف المبنى حيث تمركزنا هناك بفضل المعلومات الاستخبارية المتقدمة، تحت غطاء الانفجار الهائل، وفي جزء من الثانية لم يعودوا أحياء".

تحدث قائد الوحدة بإعجاب عن شجاعة الرائد ن (22)، الذي كان يخدم في الوحدة لمدة ثلاث سنوات، "بعد ثوانٍ قليلة من الانفجار، سمعت إطلاق النار، وتلقيت بلاغًا من أن المقاتل في المقدمة قد اغتال مطلوبين على مسافة 4-5 متر. (ن) والمقاتلون الذين كانوا معه تصرفوا بشجاعة، طوال سنواتي كمقاتل، كانت الغريزة الأولى عند حدوث انفجار هي الاستلقاء على الأرض والاحتماء.

وبينما وقف (ن) أمام موجة الانفجار، لم يتخل عن المهمة أو ينتظر انسحاب المطلوبين، وفي الواقع، في غضون ثوانٍ، وقف مسلح أمامه وخلفه رجل آخر"، وأضاف: "لو كان (ن) قد استلقى على الارض، مثل أي إنسان، لكان قد افتقدهم ببساطة، وسيقوم فقط عندما يكونون بعيدين بالفعل عن البيت.

(ن) نفسه تواضع وقال: "إجمالاً، لقد قمت بعملي، كان دوري هو قيادة القوة والوقوف على رأسها.د، أغلقت الجناح الخلفي للمبنى، والذي كان من المفترض حسب المعلومات الاستخبارية أن يكون طريق انسحاب المطلوبين، وفي غضون ثوان من الانفجار وقف أحد المطلوبين أمامي"، لقد رأيته مصممًا على القتال، وفي جزء من الثانية أطلقت رشقات من النار عليه وقمت بتصفيته، ولاحظت أن الرجل المطلوب الثاني وقف خلفه متفاجئًا، في تلك اللحظة أدركت أنني قد أوقفت عدة هجمات كانوا يخططون لتنفيذها".

وأضاف القائد (د) أنه بعد المرحلة الأولى من العملية، استعدت القوة لمواصلة إجراء "قدر الضغط" على المبنى والتحصن حتى استسلام باقي المطلوبين، كانت الخطة الخروج كالمعتاد إلى العربات المصفحة التي كانت تنتظرنا خارج المخيم المكون من أزقة ضيقة لا يمكن المرور عبرها بسيارة؛ لكن إلى جنين نعرف دائمًا كيف ندخل، لكن لا تعرف أبدًا كيف نخرج. الموجة الانفجارية وأصداء الانفجارات حولت عشرات المقاتلين إلى هدف مركز، وفي ثوانٍ وجهت مئات الفوهات نحونا وأمطرتنا بنيران من آلاف الرصاص".

قال قائد الوحدة: "احتمت الخلايا بمنازل السكان، بينما حرصنا على تحرير النساء والأطفال من هناك حتى لا يصابوا بأذى، وفي أحد الأماكن وجدنا شقيق أحد المطلوبين الذي قُتل في وقت سابق، واعتقلناه. قررت التخلي عن الخروج سيرًا على الأقدام وخرجنا على دفعات بسيارات جيب مصفحة تعرضت لإطلاق نار كثيف حين جاءت لتنقلنا. زحف المقاتلون كما لو كانوا متدربين للاختباء، وبعد 3 ساعات خرجنا من الخطر الشديد ونجونا".

وأضاف: "لقد شعرنا ببساطة أن حياتنا كانت في خطر شديد؛ لكنني كنت متأكدًا من أننا سنخرج من هنا لأن هذه هي وظيفتنا، للعمل تحت النار وإلقاء العبوات. لقد وثقت بأصدقائنا وجميع قوات الدعم بأن يخرجونا بأمان الى بيوتنا". قارن (د) بلغته الرائعة أحداث جنين بفيلم هوليوودي حربي: "كان الأمر أسوأ من "بلاك هوك داون"، وهو ودي مقارنة بما مررنا به في جنين".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023