دانا بن شمعون
يسرائيل هيوم
التقارير التي تفيد أن الجيش الإسرائيلي يدرس إمكانية استخدام طائرات بدون طيار لإحباط العمليات في الضفة الغربية، يثير قلق الفلسطينيين، الذين يحذرون من أن ذلك سيضر بالأبرياء ويؤدي إلى تصعيد في الضفة الغربية.
حتى الآن، تجنب الجيش الإسرائيلي استخدام الطائرات بدون طيار، على الرغم من أن الجيش واجه في الأشهر الأخيرة نيرانًا كثيفة من المسلحين في منطقة نابلس وجنين، في نفس الوقت الذي زادت فيه عدد الهجمات. علمت صحيفة "إسرائيل" هايوم أن المسلحين الفلسطينيين يستعدون بالفعل للتعامل مع احتمال استخدام طائرات بدون طيار.
في مواجهة التهديد الجديد من قبل الجيش الإسرائيلي، يعتزم المسلحون اتخاذ إجراءات وقائية مختلفة، وقد صدرت لهم تعليمات بتجنب التجول في الشوارع ووجوههم مرئية، خوفًا من التعرف عليهم بواسطة الكاميرات المثبتة على طائرات بدون طيار المخصصة لجمع المعلومات الاستخباراتية. وفي حالات أخرى، سيتصرفون بالتمويه بأشكال مختلفة، وسيتخذون خطوات تهدف إلى "إرباك العدو"، سواء من حيث الملابس الخارجية أو من حيث الحركة في الميدان.
من أجل التعامل مع الطائرات المسلحة بدون طيار، ينوي المسلحون الاندماج في التجمعات السكانية، على افتراض أن الجيش الإسرائيلي سوف يمتنع عن إطلاق النار الذي يمكن أن يلحق أيضًا الضرر بالأبرياء. "استخدام الطائرات بدون طيار يقلق الشباب والناشطين، وقال مسؤول فلسطيني إن هذا قد يحد من تحركاتهم ويعطل عملهم، لذا فهم يبحثون عن سبل للتغلب على هذه القدرة التكنولوجية للجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن التهديد الإسرائيلي باستخدام الطائرات بدون طيار يخلق ضغطًا وردعًا بين المسلحين، "إنهم يبدأون في التفكير في كيفية الدفاع عن أنفسهم والهرب، مما يجعل الأمر صعبًا عليهم".
السكان أنفسهم قلقون أيضًا، ويدعون أنهم لاحظوا في الأسبوع الماضي طائرة صغيرة في الهواء، ويخشون أن تكون معدة لاستخدامها على نطاق أوسع، وقد أعربت غالبية السكان الفلسطينيين حتى الآن عن دعمهم عن بعد للمسلحين والتماهي معهم، لكنهم لم ينضموا بنشاط إلى المقاومة، والآن يحذر الجانب الفلسطيني من أن استخدام الطائرات بدون طيار سيزيد من دوافع السكان غير المشاركين للانضمام إلى المجموعات المسلحة.
يقول مصدر فلسطيني آخر إن على "إسرائيل" أن تكون حذرة وإن إيذاء الأبرياء لن يؤدي إلا إلى صب الزيت على التصعيد، وعلى حد قوله، فإن هذا سيزيد من إراقة الدماء، ويدفع السكان العاديين للانضمام إلى المسلحين و"دعم عمليات المقاومة".
تكتيك آخر..
"إنه ليس مثل قطاع غزة، المسطح طوبوغرافيًا وفيه شوارع بها مساحات مفتوحة، الأمر مختلف في الضفة الغربية، فمحاولة ضرب النشطاء هنا الذين سيعملون من أماكن مزدحمة يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة وقتل غير المسلحين".
معظم المسلحين هم من الشباب الذين لم يختبروا قوة الجيش الإسرائيلي في عملية السور الواقي، والآن بدأوا يفهمون أن قواعد اللعبة قد تتغير، الأمر الذي سيدفعهم إلى التفكير في أساليب قتالية أخرى.