حرب أيام الكوليرا .. المشاكل لا تتوقف أبدًا عن سوريا

د. كارميت فالينسي

معهد بحوث الأمن القومي


بعد 12 عامًا من الحرب التي دمرت البلاد وأزمة اقتصادية أدت إلى الفقر والجوع ووباء كورونا، تتعامل البلاد الآن مع الكوليرا.

ظهر المرض لأول مرة في بداية شهر أيلول في مديرية دير الزور شرقي سوريا، الموقع ليس صدفة لأن المنطقة تعتمد على مياه نهر الفرات، وأدى استخدام المياه الملوثة لشرب وري المحاصيل من قبل سكان المنطقة، الذين يفتقرون إلى المياه النظيفة، إلى تفشي المرض.

ومنذ ذلك الحين، أُبلغ عن حالات إصابة في مدن أخرى، منها الرقة والحسكة، وكذلك في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، وخاصة في حلب، حيث أُكّد وجود مئات المصابين، ووفقًا لآخر التقديرات، هناك ما لا يقل عن 2000 مريض.

يجب أخذ هذا الرقم بقدر محدود من الحذر، لأنه وفقًا لأفضل التقاليد الديكتاتورية، تحرص السلطات السورية على إخفاء البيانات الرسمية المتعلقة بمدى الانتشار، من خلال فرض حظر على دخول وسائل الإعلام المستشفيات الحكومية.

هذه المرة أيضًا، لن يكون التعامل مع المرض المعدي سهلاً؛ لأن سوريا تعاني من نقص حاد في مياه الشرب بسبب أزمة المناخ، إضافة إلى ذلك، يوجه البعض أصابع الاتهام إلى تركيا، التي تسببت عمداً في انخفاض منسوب نهر الفرات، مما أدى إلى تلوث مياه الشرب.

سنذكر أيضًا أن الحرب دمرت أكثر من 50% من البنية التحتية للبلاد، بما في ذلك مضخات المياه ومحطات تحلية المياه. في ظل غياب قدرة حقيقية للنظام المركزي على التعامل مع الوضع، نقلت منظمة الصحة العالمية 30 طنًا من المعدات الطبية إلى سوريا، وستقوم بإيصال المزيد من المساعدات لاحقًا.

وعلى غرار انتشار فيروس كورونا، فإن القلق البالغ هو تفشي وباء الكوليرا في مخيمات النازحين المزدحمة في مديرية إدلب شمال غرب البلاد، وسينتشر المرض إلى دول الجوار.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023