يوسي يهوشوع
يديعوت
يربط خط مباشر بين إقالة قائد إيجوز وتقرير المراقب حول ظروف الخدمة لجنود الجيش، وبدلاً من الإجابة على الأسئلة المقلقة، يفضل نشر مقاطع فيديو له وهو يتحدث.
4 دقائق فصلت، بالأمس الأحد، بين إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إقالة قائد وحدة إيجوز المقدم "إفرايم تيهيلا" وبين إعلان مراقب الدولة عن ظروف الخدمة الكارثية للجنود النظاميين والاحتياطيين في الضفة.
إعلان المتحدث باسم الجيش كان يهدف إلى تخفيف انتقادات المراقب، لكن تقارب الأحداث يشير أيضًا إلى مسؤولية رئيس الأركان أفيف كوخافي.
في حالة المقدم تيهيلا، كانت الكتابة على الحائط بأحرف كبيرة (كان الأمر متوقعاً).
في يناير، قرر كوخافي إبقائه في منصبه على الرغم من سلسلة من الإخفاقات والعيوب التي اكتُشفت في الوحدة والتي أدت إلى كارثة موت الرائد ايتمار الحرّار والرائد أوفيك أهارون، اللذان قتلا برصاص ضابط آخر خلال التدريب في وحدة إيجوز.
كان من المفترض أن يؤدي التقرير اللاذع للجنرال في الاحتياط نوعام تيفون، الذي حقق في الحادث نيابة عن الجيش، إلى إنهاء منصب قائد الوحدة.
في محادثات تيفون مع رئيس الأركان، كانت هذه أيضًا توصيته، في ضوء الفوضى في الوحدة ومسؤولية قيادة المقدم كولونيل تيهيلا، لكن كوخافي اكتفى بعدم ترقيته. تصرف تيفون بأسلوب مهذب وتجنب مهاجمة رئيس الأركان علناً، على الرغم من أنه تعرض للهجوم من قبل العائلات الثكلى.
اتضح، يوم أمس، كيف كان تيفون وعضوان آخران -على الأقل- من هيئة الأركان على حق، وجاء قرار طرد تيهيلا بعد حادثة أمنية في هضبة الجولان، استُخدمت خلالها عبوة ناسفة (محدودة القوة) خلافًا لتعليمات التنسيق الأولية. نتيجة لذلك، اندلع حريق أُخمد بواسطة القوة، لكن تيهيلا كذب لاحقًا على الضباط وممثلي سلطة الطبيعة والمتنزهات فيما يتعلق بظروف الحدث.
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "عندما اكتُشف أن المعلومات التي قدمها غير صحيحة، تحمل الضابط المسؤولية الكاملة عن أفعاله وأعرب عن أسفه، "قرر قائد القيادة المركزية اللواء يهودا فوكس أن الضابط تصرف بالتناقض التام مع التعليمات الخاصة بالتدريب، وأن سلوكه بعد ذلك لا يتماشى مع قيم الجيش الإسرائيلي.
قبل كوخافي توصية قائد القيادة المركزية وقرر أن الضابط قد تعرض لفشل أخلاقي خطير، وبالتالي فهو غير لائق لشغل مناصب قيادية أو التقدم في الخدمة في الجيش، وبناءً عليه، لن يشغل الضابط مناصب في الجيش الإسرائيلي بعد الآن، وسيخدم في المنظومة الامنية حتى يتقاعد من الخدمة".
تستطيع عيناكم أن ترى: قائد وحدة خاصة فشل فشلاً ذريعاً -وليس للمرة الأولى-؛ لكن رئيس الأركان مرة أخرى قرر الوقوف بجانبه والسماح له بالاستمرار في الخدمة، من أجل استنفاد حقوقه قبل التقاعد.
يشكل تقرير المراقب أيضًا صاروخًا أطلق على كوخافي، فهو الذي قرر، عند توليه المنصب، ترتيب الأولويات حيث تأتي المدافع قبل الجوارب، وبالتالي يجب تحويل الموارد الغذائية والطبية لصالح التجهيز.
يبدو أن هذا قرار مشروع؛ لكن ليس في الوضع الذي يوجد فيه الجيش، مع ظروف معيشية غير ملائمة في بعض القواعد، ومطابخ سيئة، وخدمات طبية ليست أفضل حالًا. اكتشف المراقب إنجلمان الكارثة التي يعرفها كل والد لجندي، وذكر المقاتلون أنه في بعض الأحيان تمر أسابيع قبل أن يقابلوا الطبيب وأن ظروف النظافة والغذاء سيئة.
فقط في عامه الأخير في المنصب، مع تراجع ثقة الجمهور، بعد نشر تحقيق آخر وإعلان آخر، أدرك كوخافي أنه كان مخطئًا وبدأ في العمل لتحسين الوضع في مجالات الغذاء والدواء والمواصلات.
لقد استغرق الأمر وقتًا حتى يكتشف أن هذه العوالم لا تقل أهمية عن مخازن الرصاص في السترات العسكرية (الجعب)، لأنها أثرت في الدافع لتقديم خدمة ذات أهمية.
كان كوخافي يستطيع على الأقل إظهار الاهتمام والاصغاء والإجابة على الأسئلة التي تقلق الكثير من المواطنين؛ لكن رئيس الأركان يعرف بشكل أساسي كيفية إصدار مقاطع فيديو يؤدي فيها إجراءً يحبه كثيرًا على الأرجح -التحدث دون مقاطعة- بدلاً من التواصل بطريقة أكثر تبادلًا ولائقة مع الجمهور.
على عكس ما يعتقده كوخافي وبعض أتباعه، إن هذا الجيش لا يزال تابعاً للشعب وليس لمن يرأسه.