أرائيل كهانا

يسرائيل هيوم

وزير العدل جدعون ساعر يعرقل نية رئيس الوزراء لبيد الموافقة سرًا على الاتفاق مع لبنان، ويوضح أنه إذا تُوصّل إلى اتفاق، فسيُعرض أولًا على الكنيست للنظر فيه.

ردًا على طلب عضو الكنيست ياريف ليفين (الليكود) وأوريت ستروك (الصهيونية الدينية)، كتب ساعر أنه "طالما تُوصّل إلى اتفاق، فلا نية لإخفائه "عن الكنيست، سيُضع على طاولة الكنيست وفقا للمادة 10 من اللوائح الحكومية".

معنى كلام ساعر، الذي يملك سلطة تحديد ترتيب المناقشة في الموضوع، هو أن الاتفاق مع لبنان لن يُقر سرًا في مجلس الوزراء، بل سيُعرض على الكنيست والجمهور من أجل النظر لمدة أسبوعين، وفي نهاية الفترة، سيكون من الممكن تقديمه للحصول على موافقة الحكومة.

ومع ذلك، نظرًا لأن الاتفاقية لم يُنتهى منها بعد، وهناك حاجة إلى بضعة أيام أخرى على الأقل من المحادثات ثم توقيع الاتفاقية، فمن المحتمل جدًا أن يكون التصويت في الحكومة قريبًا جدًا بالفعل من يوم الانتخابات وربما حتى بعدها.

وتجدر الإشارة إلى أن موقف ساعر يتعارض مع ما قاله رئيس الوزراء لبيد، الليلة الماضية، في مقابلة مع موقع ميدان السبت، زعم لبيد أنه "بما أن الاتفاقية مسألة قانونية، وبما أن هناك وضعًا قانونيًا هنا، فقد لجأنا إلى المستشارة القانونية للحكومة وفريقها، وسوف يتحققون مما يجب القيام به. في الوقت الحالي، الموقف، كما يقول موقف الدولة، لا داعي، لا يحتاج إلى موافقة الكنيست، ونحن بالتأكيد لسنا بحاجة إلى استفتاء".

تنضم وزيرة الداخلية أييليت شاكيد إلى الدعوة إلى الموافقة على الاتفاقية في الكنيست: "يحظر بأي شكل من الأشكال تمرير مثل هذا الاتفاق المهم دون مراجعة السيادة الحقيقية، وهي كنيست "إسرائيل".

يجب أن توافق الكنيست على هذا الاتفاق. يحق للجمهور الإسرائيلي معرفة تفاصيل الاتفاق. لن نوافق على اختطاف الرأي العام والكنيست ويجب أن يكون كل شيء شفافًا تمامًا".

السفير الأمريكي الأسبق: "إسرائيل" حصلت على 0٪ - لبنان 100٪"

انتقد السفير الأمريكي السابق، ديفيد فريدمان، اتفاقية المياه الاقتصادية بين "إسرائيل" ولبنان، والتي يديرها رئيس الوزراء يائير لبيد.

قال فريدمان في انتقاد حاد للحكومة الإسرائيلية التي توشك على إبرام الاتفاق مع لبنان: "لم يتخيل أحد أن النتيجة ستكون 100٪ للبنان و 0٪ لـ"إسرائيل". أود أن أفهم كيف وصلنا إلى هنا"، وهو ما يعطي لبنان، بحسب ما قاله السفير الأمريكي السابق، كل شيء ولا يترك لـ"إسرائيل" شيئاً.

في تغريدة على تويتر، كتب فريدمان: "لقد أمضينا سنوات نحاول التوسط في صفقة بين "إسرائيل" ولبنان بشأن حقول الغاز البحرية المتنازع عليها، كنا قريبين جدًا من التقسيم المقترح من 60 إلى 55٪ للبنان و 40-45٪ لـ"إسرائيل"، لم يتخيل أحد حينها أن النتيجة ستكون 100٪ للبنان وصفر لـ"إسرائيل". أود أن أفهم كيف وصلنا إلى هنا".

حزب الله: "سنجعل نتنياهو يمتثل للاتفاق"

ورد رئيس تحرير جريدة الأخبار، المقرب من حزب الله، على تصريح زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو بأنه إذا عاد إلى السلطة فلن يلتزم باتفاق مع لبنان قد يُوقع في عهد لبيد: "من يقول، هناك، لا يوجد ضمان بأن أي حكومة إسرائيلية جديدة ستلتزم باتفاق، أو من يعتقد أن التغيرات البحرية في العالم أو في أمريكا قد تهدد اتفاقًا، فعليه أن يعلم أن المقاومة (حزب الله) لديها سحر وقوة، مما سيجعل الآخرين مجبرون على الاستماع والطاعة. لذلك نحن نثق في المقاومة".

الاتفاق الناشئ مع لبنان - الجدل وموقف "إسرائيل"

أصبحت قضية الخلاف على الحدود البحرية بين "إسرائيل" ولبنان تشغل المنطقة بأسرها في الآونة الأخيرة. يدلي السياسيون على الجانبين بتصريحات مختلفة تخدم أجندتهم.

ما هو الخلاف حول الاتفاق؟

تدعي "إسرائيل" ولبنان حول منطقة بحرية على شكل مثلث ضيق وطويل، تبلغ مساحته حوالي 860 كيلومترًا مربعًا (للمقارن ، حوالي نصف مساحة غوش دان). حتى سنوات قليلة مضت، ربما كانت هذه القضية تتعلق بالأسماك التي تسبح في المنطقة، ولكن بعد ذلك اكتُشفت مكامن الغاز ، ويتذكر البلدان أنهما لم يحسما أبدًا مسألة الحدود البحرية بينهما.

ما هو الموقف اللبناني؟..

حسنًا، هذا يعتمد على السؤال ومن نسال ؛ لأن هذا الموقف تغير عدة مرات ولبنان المنقسم والمتنازع لا يتحدث دائمًا بصوت واحد.

في الأصل، طالب اللبنانيون بمد الحدود على طول الخط المعروف بـ "الخط 23". هذا الموقع يترك خزان القرش بأكمله في الأراضي الإسرائيلية ومعظم خزان قانا في الأراضي اللبنانية.

بعد ذلك، ربما بضغط من حزب الله، قامت الحكومة اللبنانية بإضفاء الطابع الرسمي على موقفها وادعت أنه بعد "بحث" أجراه الجيش اللبناني، أصبح من الواضح أن الخط الحدودي يجب أن يتحرك جنوباً، ينقل هذا الخط، المعروف باسم "الخط 29"، جزءًا كبيرًا من خزان القرش إلى لبنان.

هذا الموقف يعتبره كل من "إسرائيل" والأمريكيين الذين يتوسطون في العملية لا أساس له.

ما هو الموقف الاسرائيلي؟

وكان الموقف الافتتاحي لـ"إسرائيل" يسمى "الخط رقم 1" وهو أقصى شمال جميع الخطوط، ويترك خزان القرش بأكمله وجزءًا مهمًا من خزان قانا المحتمل في أيدي "إسرائيل". 

في "إسرائيل"، لا ينوون الإصرار على هذا الموقف والموافقة على مد الخط جنوباً من هناك، بطريقة تعطي معظم حقل قانا للبنانيين؛ لكن "إسرائيل" أوضحت أن خزان القرش غير خاضع للتفاوض إطلاقاً، وتنوي البدء بإنتاج الغاز منه بأسرع ما يمكن، رغم تهديدات حزب الله وبغض النظر عن المفاوضات.