فلسطيني يطلق النار من مسافة قريبة ويهرب من مكان الحادث

هآرتس

يهوشع برينر



توثيق إطلاق النار أمس على حاجز بالقرب من مخيم شعفاط، والذي أدى إلى مقتل مجندة وإصابة حارس أمن، يظهر أن مطلق النار الفلسطيني أصاب الحاجز بالقوة من مسافة قريبة، ونجا منه دون أن يصاب بأذى.

 وتشير تحقيقات الشرطة التي أجريت -منذ الليلة الماضية- إلى إخفاق في سلوك الكادر في الموقع، وعلى رأسها قلة اليقظة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى اليقظة الشديدة لدى القوات الأمنية.

يقوم الجيش الإسرائيلي والشاباك والشرطة -منذ الليلة الماضية- بالبحث عن المشتبه به في إطلاق النار عدي التميمي (22 عاماً)، من مخيم اللاجئين.

 وقال مصدر في المؤسسة الأمنية لـ "هآرتس"، إن التميمي لم يرتكب أي جرائم قومية ولا ينتمي إلى أي من التنظيمات الفلسطينية، لكنه متورط في جرائم أسلحة، كما تم استجواب العديد من أفراد عائلته اليوم.

وصل التميمي إلى المكان في سيارة مع ثلاثة ركاب آخرين وأطلقوا النار على مجموعة من الجنود الواقفين عند الحاجز، وفر الجنود أيضًا في البداية، وبعد ثوانٍ فقط أطلق اثنان منهم النار عليه، حيث ركض نحو مخيم اللاجئين القريب، ولم تبدأ المطاردة على الفور، بينما توجه السائق الذي قاده نحو القدس وسلم نفسه فيما بعد، وزعم في تحقيقه أنه لا يعرف عن نية التميمي إطلاق النار على الحاجز.

وقتلت في إطلاق النار على المجندة نوعا لازار (18 عاماً) من مستوطنة بات حيفر، وأعلنت وفاتها في مستشفى هداسا جبل المشارف، وإلى جانبها أصيب حارس مدني بالشرطة يبلغ من العمر (30 عامًاً) بجروح خطيرة، وتم تخديره وربطه بأجهزة التنفس الاصطناعي بعد إجراء العملية له الليلة، وأصيب ضابطا حرس الحدود بجروح طفيفة بشظايا.

كما تم رفع حالة التأهب إلى أعلى مستوى في الأيام الأخيرة؛ بسبب زيادة عدد الإنذارات بوقوع هجمات، والخوف من انتشار التصعيد في الضفة الغربية إلى منطقة القدس، من بين أمور أخرى خلال أيام عيد العرش.

 وفي نهاية الأسبوع، قرر وزير الجيش بيني غانتس حصر الإغلاق العام للضفة الغربية في أيام العطلة فقط.

وتدعي الشرطة أن إطلاق النار الليلة الماضية يسلط الضوء على نقطة ضعف كانوا يشيرون إليها منذ فترة: مزيج من قوات حرس الحدود والجيش الإسرائيلي وحراس الأمن المدنيين عند نقاط التفتيش المحيطة بالقدس.

 نقاط التفتيش هي بالفعل تحت مسؤولية الشرطة، ولكن عملياً هناك جنود يخدمون في كتائب المعابر التابعة للشرطة العسكرية، مثل المجندة التي قتلت الليلة الماضية، وحراس الأمن العاملين في شركة مدنية.

وحسب قول ضابط شرطة كبير، في هذه الحالة، تعمل عند الحواجز "عدد كبير من القوات، لكل منها إجراءاتها الخاصة".

وأعربت الشرطة عن مخاوفها من أن يؤدي إطلاق النار إلى سلسلة من محاولات الهجمات المماثلة في منطقة القدس، خاصة في البلدة القديمة والقدس الشرقية.

وقبل ساعات قليلة من إطلاق النار على الحاجز، اندلعت مواجهات عند بوابة نابلس بعد أن رشق فلسطينيون بالحجارة الشرطة التي كانت تقوم بتأمين مسيرة سكان المنطقة.

وفقًا لمسؤولين كبار في الشرطة، كانت هناك عشرات التحذيرات من الهجمات في الأيام الأخيرة، على خلفية ما وصفوه بزيادة التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي حول اقتحام اليهود الحرم القدسي بمناسبة العيد.

وخلال العيد، من المتوقع أن تقام عدة فعاليات في المنطقة، بما في ذلك مباركة الكهنة ومكانة "الحشد" -وصية اقتحام القدس في نهاية عام شميتا-حدث يتوقع أن يجذب الآلاف من الناس إلى ساحة حائط البراق.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023