بقلم/ أ.د إبراهيم أبراش
فاعل الخير الحقيقي هو الذي يساعد الآخرين من ذوي القربى أو الأبعدين بصمت ودون انتظار مقابل دنيوي، وهذا ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث جاء فيهما بما معناه "افعل الخير وأًخفه، حتى لا تعلم يمينك ما أنفقت شمالك".
ولكن في المجتمعات العربية والإسلامية أصبح (فعل الخير) وفاعلوا الخير، في كثير من الحالات ظاهرة اجتماعية سلبية، خصوصا عندما يتم تقديم المساعدات في مهرجانات وأمام كاميرات التصوير، وتحت لافتات كبيرة تحمل اسم فاعل الخير دون مراعاة لمشاعر متلقي المساعدات.
دون تجاهل فاعلي الخير الحقيقيين، فإن هناك بعض (فاعلو الخير) يسعون لتحقيق مصالح وأهداف خاصة بهم، أكثر من اهتمامهم بمساعدة المحتاجين، ومن هؤلاء:
1- تقديم بعض المساعدات علنا ووسط بهرجة إعلامية، لكسب مكانة اجتماعية وشهرة.
2- كسب ولاء ومديح المتلقين للمساعدة، وتحويلهم لاتباع وشبه خدم لـ(فاعل الخير).
3- تقديم القليل بحسابات مدروسة للحصول على الكثير لاحقا؛ مثل المساعدات والولائم قبيل إجراء الانتخابات.
4- التظاهر بفعل الخير، للتغطية على الفساد السياسي أو الأخلاقي.
5- حتى ما تسمى (مكرمة) أميرية أو ملكية أو رئاسية لا تندرج في سياق فعل الخير؛ لأن مساعدة المحتاجين واجب على من يتولى أمر الشعب وليس منة منه؛ كما أن المكرمات تذهب غالبا للأتباع والمريدين.
6- مساجد الوجاهة العائلية، فبناؤها لا يندرج تحت العمل الخيري وإيجاد مكان للعبادة؛ بل لتخليد اسم شخص أو عائلة، وفي كثير من الحالات يكون البناء بأموال من مصادر غير مشروعة.
7- لا يندرج في سياق (فعل الخير) المال السياسي من أحزاب أو دول، الذي يهدف لتحقيق أهداف سياسية غير وطنية.