لبنان ينهار.. وإسرائيل تماطل بتنفيذ الاتفاق البحري
إسرائيل هيوم
شاحر كليمان
ترجمة حضارات
سيطرت المفاوضات على الحدود البحرية في الشمال على نشرات الأخبار في "إسرائيل"، لكن يبدو أنها في لبنان قضية هامشية في ترتيب الأولويات، في ظل انهيار الدولة التي كانت تعتبر في يوم من الأيام سويسرا الشرق الأوسط.
لا يزال خطر الحرب الأهلية يحوم في الشوارع، فقد أثار نصر الله ضجة قبل أسابيع عندما أشار إلى المجزرة في مخيمي صبرا وشاتيلا التي نفذتها الكتائب المسيحية، جاء ذلك ردًا على الانتقادات التي وجهت إليه في خطاب إحياء ذكرى اغتيال الرئيس بشير جميل قبل 40 عامًا.
وقال نصر الله "اليوم هناك قاعدة جديدة تقول.. هذا لبناننا ولبنانكم.. أقول لمن نفذوا المجزرة في صبرا وشاتيلا هذا جزء من لبنانكم، إنه جزء من أعمال أيديكم، هذا هو مظهركم الحقيقي، في أي وقت نتحدث عن ثقافة الحياة و ثقافة الموت.. ثقافة الموت (إشارة إلى الكتائب) هي التي نفذت المجزرة في صبرا وشاتيلا، وثقافة الحياة هي التي حررت الجنوب (إشارة إلى حزب الله) ".
لم تكن مجرد معركة سياسية، اتهمت صحيفة "الأخبار" الناطقة بلسان حزب الله سمير جعجع، زعيم حزب القوات اللبنانية، خليفة الكتائب، بمحاولة تدهور الوضع إلى حرب أهلية، منذ مقتل أنصار حزب الله في مظاهرة العام الماضي، وتصاعد التوترات.
اشتدت الأزمة الحكومية منذ سلسلة استقالات رؤساء الوزراء على خلفية الأزمة الاقتصادية، انتخابات مايو لم تأت بأي أنباء في هذا الشأن، على الرغم من خسارة حزب الله للأغلبية في البرلمان، لم يتم تشكيل ائتلاف، والحكومة المؤقتة لشركاء نصر الله في السلطة.
في الوقت نفسه، سينهي الرئيس المسن ميشال عون (88 عامًا) فترة ولايته نهاية الشهر، ولا يستطيع البرلمان تشكيل أغلبية لمرشح متفق عليه، تعيق الأزمة السياسية الإصلاحات اللازمة لتلقي المساعدة المالية من صندوق النقد الدولي، ويغذيها الفساد المؤسسي.
ربما يكون اللاجئون السوريون هم أكثر ما يقلق السياسيين الذين يطالبون بترحيلهم، أعلن وزير النازحين، عصام شرف الدين، هذا الصيف عن خطة لترحيل 15 ألف سوري كل شهر.
وبحسبه فإن سوريا "أصبحت آمنة والحرب انتهت" لكن من المؤكد أن سوريا ليست آمنة، والحرب لم تنته بعد، والحكم الديكتاتوري للأسد لا يظهر أي استعداد للتحرك نحو الإصلاح أو أي نوع من التسوية مع المعارضة.
يعيش في أرض الأرز قرابة 1.5 مليون لاجئ سوري، منهم 950 ألفاً مسجلين لدى منظمة الأمم المتحدة للمساعدة الإنسانية، نصفهم تقريباً يعانون من الجوع الحقيقي، وتشير التقديرات إلى أن أوضاعهم ستزداد سوءاً في الشتاء.
وضعهم الصعب يجعلهم يحاولون الهروب من لبنان، فقد حاولت مجموعة من هؤلاء اللاجئين الهجرة إلى أوروبا في سبتمبر/ أيلول، وانتهت بمأساة عندما غرقت السفينة قبالة السواحل السورية، ومات قرابة 100 شخص في الكارثة.
انهارت الليرة اللبنانية، وجرى تداول العملة يوم الجمعة بنحو 39،500 جنيه للدولار، منذ يناير فقدت الليرة عشرات في المائة من قيمتها.
هذا الوضع يجعل من الصعب استيراد المنتجات من الخارج من طحين ووقود وغذاء وأدوية ومعدات طبية، وكان الانخفاض في قيمة اللليرة؛ بسبب هجر المستثمرين الأجانب، وكثير منهم من دول الخليج، الذين قرروا سحب الأموال التي أودعوها في البنوك اللبنانية مقابل أسعار فائدة مرتفعة، بعضها بسبب الأزمة الاقتصادية والبعض الآخر كعلامة احتجاج على تورط حزب الله في الحرب الأهلية في سوريا.
ينخفض التيار الكهربائي إلى أقل من 4 ساعات في اليوم، وتعتمد الدولة على سبع محطات كهرباء تعمل بالوقود الذي تؤدي وارداته كل عام إلى عجز سنوي يبلغ نحو 1.8 مليار دولار.
يعتمد اللبنانيون على الوقود من العراق، ومؤخراً جرت مفاوضات للحصول على إمدادات وقود مجانية من إيران.
كما ذكرنا انهارت قيمة الليرة؛ لذلك أصبح استيراد الوقود أكثر صعوبة، يضاف إلى ذلك الحرب في أوكرانيا التي أدت إلى ارتفاع الأسعار.
بالمناسبة، لبنان غير مهتم بالطاقة المتجددة، وبحسب مقال نشر في "العربية المستقلة"، فإن إنتاج الطاقة المتجددة في الدولة لا يتجاوز 5٪.
وأكد مسؤول بوزارة الطاقة للصحيفة أن تكلفة تشغيل المحطات الكهرومائية لا تتجاوز 50 مليون دولار ويمكنها توفير الكهرباء بمعدل منخفض وباستخدام اقتصادي للوقود، لكن الوزارة تفضل، لأسباب غير معروفة، شراء وقود لمحطات مؤسسة الكهرباء.
عادت الكوليرا إلى لبنان بعد غياب دام قرابة ثلاثة عقود، تم التعرف على أول مريض منذ عام 1993 الأسبوع الماضي، ومنذ ذلك الحين تم تأكيد 14 مريضًا آخر.
وقدر وزير الصحة أن سبب الإصابة مرتبط بتفشي المرض في سوريا، حيث تم الإبلاغ عن مئات المصابين بالكوليرا.
وقررت البنوك إغلاق أبوابها يوم الجمعة بعد سلسلة مداهمات قام بها العملاء الذين طالبوا بالإفراج عن ودائعهم. في الأسبوع الماضي، لم تحصل نائبة البرلمان سينثيا زرازير سوى على جزء من أموالها المودعة في بنك في مدينة أنطالياس بهذه الطريقة، تحصنت زرازير في الفرع وطالبت بمبلغ 8500 دولار لتمويل عملية كان من المقرر أن تخضع لها.
تداعيات خطيرة
البنية التحتية للمياه في حالة سيئة، فحوالي ثلاثة ملايين شخص -أي ما يقرب من نصف السكان- يرتبطون بالبنية التحتية للمياه.
يعتمد الباقي على بدائل أكثر تكلفة مثل شاحنات المياه والموردين الخاصين والحفر الجائر للآبار، كما أن معظم الأسر تعتمد على المياه المعبأة للشرب بسبب رداءة مياه الصنبور، تؤثر أزمة المياه هذه أيضًا على المستشفيات والمدارس، يمكن أن يكون للوضع عواقب وخيمة في ظل تسلل الكوليرا التي تنتشر في المناطق ذات البنية التحتية المائية المهملة.
لخص مراسل لبناني الأزمة جيداً في ضوء تصريحات "إسرائيل" حول الاستعداد للتصعيد في الشمال، وقال المراسل في شريط فيديو نشر على الإنترنت "أمر الإسرائيليون بالاستعداد للتصعيد .. ماذا تريدون أن تقصفوا .. الكهرباء .. لا كهرباء .. الغاز .. لا يوجد غاز .. هيا تعالوا... استعد للتصعيد ".