مجموعة عرين الأسود في مرمى إسرائيل

نيوز 1

ترجمة حضارات
​​​​​​يوني بن مناحيم 

صدر القرار في المؤسسة الأمنية بالقضاء على جماعة عرين الأسود المسلحة في نابلس، سيتم اعتقال أعضاء الجماعة أو القضاء عليهم قريبًا، تمول منظمة حماس أنشطة الجماعة من أجل إحداث انتفاضة مسلحة في أراضي الضفة الغربية، وتحاول الاستفادة من التعاطف الذي اكتسبته عرين الأسود لتوسيع موجة الإرهاب.


إن الحصار الذي فرضه الجيش الإسرائيلي على مدينة نابلس لمنع خروج عناصر جماعة "عرين الأسود" المسلحة؛ يثبت نفسه ويمنع هؤلاء المسلحين من الخروج لتنفيذ عمليات إطلاق نار على الطرق والمحاور الرئيسية، على حد قول مسؤولين أمنيين كبار، من المحتمل أن يستمر الحصار لفترة طويلة، بينما يجمع الشاباك وبجهود كبيرة، معلومات استخبارية حول أعضاء المجموعة "عرين الأسود".

في المؤسسة الأمنية، استوعبوا الأمور في وقت متأخر، لكنهم أدركوا أنه لا مفر من التعامل الفوري مع مجموعة "عرين الأسود"، من أجل منع التصعيد في الضفة الغربية.

قال وزير الجيش بيني غانتس الليلة الماضية، "لم نفقد السيطرة على جماعة عرين الأسود، هناك 30 شخصا وستصل هذه المجموعة الى نهايتها".

وبحسب مصادر أمنية، فإن الجيش الإسرائيلي يخطط لعمليات اعتقال أو القضاء على أعضاء الجماعة، التي يتركز نشاطها في حي القصبة بنابلس، حيث يخرجون منها لتنفيذ عمليات.

يذكرنا نشاطهم بنشاطات جماعة "الفهد الأسود" "الإرهابية" التابعة لحركة فتح، والتي عملت في مدينتي نابلس وجنين خلال الانتفاضة الأولى.

في كانون الأول (ديسمبر) 1989، قضت قوات الجيش الإسرائيلي على عناصر المجموعة في مدينة نابلس، الذين قتلوا 16 شخصًا في سلسلة من العمليات التي نفذتها، وقتلت خلالها أيضًا فلسطينيين تعاونوا مع الشاباك، وطهروا حي القصبة في نابلس من مخزن كبير من الاسلحة.

من المحتمل أن يكون هذا هو مصير أعضاء مجموعة "عرين الأسد"، الذين رفضوا بشكل قاطع جميع الاتصالات مع ممثلي السلطة الفلسطينية ورفضوا إلقاء أسلحتهم.

محاولة لمنع انتفاضة ثالثة
يتفهم الجيش الإسرائيلي خطورة الوضع الأمني، ويحاول منع التصعيد وانتشار المقاومة المسلحة إلى جميع أنحاء الضفة الغربية.

في الأسبوع المقبل سينتهي موسم الأعياد في إسرائيل، ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى خفض التوترات، مصدر هام في الموجة "الإرهابية" الحالية هو نشاط جماعة "عرين الاسد".

يزعم مسؤولون في نابلس أن موجة "الإرهاب" الحالية لن تنحسر قريبًا؛ وأن إجراءات منظومة الأمن الإسرائيلية لن تنجح في قمعها، يقول سكان نابلس: "إن عمليات جماعة عرين الأسود أصبحت أكثر جرأة وذات جودة أعلى، وستؤلم الجيش الإسرائيلي كثيرًا".

الجمهور الفلسطيني يؤيد عمليات عرين الأسود، ويلتزم بتعليماتها في جميع أنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية، على سبيل المثال الدعوة إلى إضراب عام للتجارة ويوم الغضب، تعمل المجموعة على التسبب في ولادة الانتفاضة الثالثة.

بدأ مسلحو عرين الأسود بالخروج من نابلس وتنفيذ عمليات إطلاق نار، ضد قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين على الطرق الرئيسية مما يدل على الجرأة، كما أجبر الجيش الإسرائيلي على زيادة قواته في منطقة الشمال.

وتشهد الهجمات الأخيرة التي شنتها جماعة عرين الأسد، على التخطيط المسبق والاستخبارات الدقيقة وإعداد طرق الانسحاب والمعرفة الجيدة بالمنطقة.

مجموعة عرين الأسد تتحدى الشاباك والجيش الإسرائيلي وتعد العشرات من المسلحين، وقد قتل الجيش الإسرائيلي حتى الآن 6 نشطاء ينتمون إلى هذه المجموعة و4 آخرين معهم.

تحضر الجماعة نفسها لتصبح منظمة "إرهابية" كبرى في الضفة الغربية، بسبب شعبيتها في الشارع الفلسطيني والنجاح في الهجمات؛ وهذا ما يقدره كبار المسؤولين في حركة فتح، السلطة الفلسطينية غير مهتمة بمواجهة "عرين الأسود" بالقوة وتحاول نزع سلاحها "بالطرق السلمية"، وهو أمر مقدر له الفشل.

أفادت مصادر أمنية في إسرائيل أن الذراع العسكري لحركة حماس بدأ في دعم المجموعة بالمال، وجاءت الأموال من فرع حماس في تركيا عبر الرجل المطلوب مصعب اشتيه، الذي اعتقلته السلطة الفلسطينية في نابلس، ويقبع حاليا في سجن أريحا، ومن يصرف المال هو صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي ورئيس الذراع العسكري في الضفة الغربية.

الأيام المقبلة ستكون أياماً حاسمة في نشاطات الجيش الإسرائيلي والشاباك، ضد جماعة عرين الأسود المسلحة.

الجيش الإسرائيلي ينتظر الفرصة العملية المناسبة لمفاجأة أعضاء المجموعة في محاولة للقضاء عليهم أو اعتقالهم، الأمر الذي سيساهم بلا شك في تهدئة المنطقة على المدى الطويل.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023