المهمة: القضاء على مجموعة عرين الأسود

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم


عقد رئيس الوزراء يئير لابيد ووزير الجيش بيني غانتس مشاورات غير عادية عشية العطلة؛ بسبب التصعيد الأمني في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

اقترب موسم الأعياد من نهايته، لكن لا يزال هناك عدد كبير من التنبيهات الاستخبارية بشأن العمليات الفدائية، فحركتا حماس والجهاد الإسلامي متشجعتان في نجاح موجة العمليات، وقد احتضنت حركة حماس جماعة "عرين الأسود" في نابلس، وتمولها، وتروج لنشاط التحريض عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، وتم تعليق لافتة ضخمة لأعضاء الجماعة في مدينة غزة.

يعمل الشاباك بجد في الميدان، كما ينجح في الكشف عن محاولات حماس لتجنيد خلايا في الضفة الغربية، لكن نشاط مجموعة "عرين الأسود" يلقي بظلاله على الجماعات الأخرى.

القلق الأمني لـ"إسرائيل"، الذي يتطور بشكل متزايد -وأصبح رمزاً ومثالاً ومصدر إلهام للعمليات الفدائية- أكثر بكثير من حجمها وقوتها الفعليين.

بشكل عام هذه مجموعة من حوالي 30 ناشطاً ومقاوماً تم اغتيال بعضهم أو اعتقالهم من قبل الجيش الإسرائيلي، ويردد الإعلام الفلسطيني أعمالهم الفدائية ولا يتخلف الإعلام الإسرائيلي عن الركب ويساهم بدوره في تضخيم البالون الإعلامي،  هكذا يقول مسؤولون أمنيون في "إسرائيل".

فرض الجيش الإسرائيلي حصاراً مشدداً على مدينة نابلس، الأمر الذي كان فعالاً للغاية في منع نشطاء "عرين الأسود" من مغادرة المدينة لتنفيذ عمليات إطلاق نار على الطرق الرئيسية، لكن من الواضح أن الحصار لا يمكن أن يستمر طويلاً.

بدأ سكان مدينة نابلس بتخزين المواد الغذائية خوفاً من دخول الجيش الإسرائيلي المدينة بعد العطلة مباشرة وفرض حظر تجول عليها والبدء في عملية للقضاء على جماعة "عرين الأسود"، ويقول مسؤولون أمنيون في "إسرائيل" ذلك القرار اتخذ بالفعل -الجيش الإسرائيلي والشاباك يخططان للعملية ويجمعان المعلومات الاستخباراتية الضرورية.

إن الخطر في نشاط جماعة "عرين الأسود" ليس فقط في الخطر الأمني الذي تشكله، بل في تأثيرها على الشارع الفلسطيني، حيث بدأت بتوزيع الإخطارات والتعليمات الخاصة بالإضرابات التجارية في الضفة الغربية والتظاهرات ودعم مخيم شعفاط للاجئين، وتعزيز أيديولوجية الكفاح المسلح ضد "إسرائيل".

إنها تخلق "وعياً بالنضال والمقاومة بالعمليات"، والخوف في المؤسسة الأمنية هو ظهور مجموعات في مدن أخرى في الضفة لتقليدها.

فشلت السلطة الفلسطينية في إقناع عناصر "عرين الأسود" بتسليم أسلحتهم ووقف الأعمال الفدائية، وتخشى السلطة الفلسطينية أن يؤدي إجراء كبير للجيش الإسرائيلي في مدينة نابلس إلى إضعاف قوتها، ولهذا يعمل رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن مع مختلف الأطراف لإقناع "إسرائيل" بتجنب الدخول المكثف إلى مدينة نابلس.

أبو مازن نفسه يخشى مواجهة مباشرة ومسلحة بين قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية مع عناصر "عرين الأسود" خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى حرب أهلية، ولهذا يواصل سياسة ياسر عرفات ولكن بطريقة أكثر تعقيداً، كما أن نشاط جماعة "عرين الأسود" يقوض استقرار حكمه.

تحظى مجموعة عرين الأسود بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني، وخاصة بين جيل الشباب، فجزء كبير من الجمهور الفلسطيني يخضع لتعليماتها ويؤيد أعماله الفدائية ضد "إسرائيل".

على مدى شهور، أهملت "إسرائيل" معاملة جماعة "عرين الأسود" التي نمت وأصبحت رمزاً للمقاومة.

ألغى منسق العمليات في الضفة الغربية تصاريح دخول إلى "إسرائيل" لـ 164 من أفراد عائلات أعضاء المجموعة، لكن من الواضح أن ذلك لن يمنع استمرار العمليات الفدائية.

ويخشى مسؤولو حماس في قطاع غزة من أن تقوم "إسرائيل" بتأجيج الأوضاع على حدود قطاع غزة، من خلال عملية عسكرية مفاجئة، من أجل صرف الأنظار عما يجري في أراضي الضفة الغربية وتهدئة الأوضاع، وفي إطار تقييم أوضاع الفصائل في قطاع غزة تقرر زيادة اليقظة واليقظة، وسيستمر التأهب الأمني المشدد إلى ما بعد انتخابات الكنيست في أوائل تشرين الثاني (نوفمبر).  

انتهى موسم الأعياد في "إسرائيل"، ونجحت المنظمات الفلسطينية المقاومة في تصعيد الوضع الأمني في الأحياء العربية في القدس الشرقية، لكن الهدوء تم الحفاظ عليه في المسجد الاقصى بفضل "الـنشاط السليم" للشرطة.

مهمة المستوى السياسي والعسكري الآن هي القضاء على ظاهرة المقاومة المسماة "عرين الأسود".

يمكن للجيش الإسرائيلي أن يفعل ذلك، ومن المؤكد أن إنهاء نشاطه سيساهم في تهدئة الوضع في الضفة الغربية.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023